موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض - تحذيرات أممية من "حمّام دم" في رفح -
حوارات
الإثنين, 06-يوليو-2009
الميثاق نت - محمد سالم باسندوة حاوره: رئيس التحرير -
‮< ‬متحدثاً‮ ‬عن‮ ٧ ‬يوليو‮ »‬يوم‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬الواقع‮«.. ‬
يسرد‮ ‬التفاصيل‮ ‬التوثيقية‮ ‬لأولى‮ ‬وقائع‮ ‬المؤامرة‮ ‬والحرب‮.. ‬وسقوط‮ ‬المؤامرة‮ ‬القذرة‮ ‬وانتصار‮ ‬إرادة‮ ‬الشعب‮ ‬في‮ ‬الوحدة
‮- ‬يستعرض‮ ‬ما‮ ‬حدث‮ .. ‬كيف‮ ‬حدث؟‮ ‬ولماذا‮ ‬حدث؟‮ ‬وما‮ ‬الحقيقة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬ذلك؟
‮- ‬عاصر‮ ‬المرحلة‮ ‬وكان‮ ‬من‮ ‬رجالها‮.. ‬وأحد‮ ‬المشاركين‮ ‬في‮ ‬صناعة‮ ‬الأحداث‮ ‬وإدارة‮ ‬الشأن‮ ‬العام‮ ‬والقرار‮ ‬السياسي‮ ‬والوطني
‮- ‬الاستاذ‮ ‬محمد‮ ‬سالم‮ ‬باسندوة‮ - »‬ولا‮ ‬ينبِّئك‮ ‬مثل‮ ‬خبير‮«‬
متحدثاً‮ ‬لـ‮»‬الميثاق‮« ‬حول‮ ٧ ‬يوليو‮.. ‬المقدمات‮ ‬الأولى‮.. ‬الوقائع‮ ‬المتلاحقة‮.. ‬النتائج‮ ‬اللاحقة‮.. ‬فإلى‮ ‬التفاصيل‮ ‬والضيف‮:‬
حوار‮: ‬رئيس‮ ‬التحرير‮{ ‬الاستاذ‮ ‬محمد‮ ‬سالم‮ ‬باسندوة‮ ‬لست‮ ‬أدري‮ ‬من‮ ‬أين‮ ‬نبدأ‮ ‬هذا‮ ‬الحوار؟
‮- ‬باسندوة‮: ‬نبدأ‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬شئت‮.‬
‮{ ‬بالأدب‮ ‬أم‮ ‬بالسياسة؟
‮- ‬باسندوة‮: ‬نبدأ‮ ‬بالأدب‮ ‬لأنه‮ ‬أمتع‮ ‬وأنفع‮.‬
استهلالاً‮ ‬لهذا‮ ‬الحديث‮ ‬أقول‮ ‬بأن‮ ‬حالنا‮ ‬يتطابق‮ ‬وقول‮ ‬الشاعر‮:‬
‮»‬قومي‮ ‬هموا‮ ‬قتلوا‮ ‬أميم‮ ‬أخي
فإذا‮ ‬رميت‮ ‬أصابني‮ ‬سهمي‮«‬
غير أنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، وذلك لأن حفنة الانفصال والتمرد لم تقبل بإنهاء الأزمة السياسية التي اتخذت منها مدخلاً لتفجير الموقف العسكري وإعلان التمرد ثم الانفصال كما لم تجد معها كل التنازلات التي قدمت لهم بغير حساب حتى ظنوا قدرتهم على كل شيء.
‮{ ‬هل‮ ‬معناه‮ ‬أنكم‮ ‬تمثلتم‮ ‬منذ‮ ‬بداية‮ ‬الأزمة‮ ‬قول‮ ‬الشاعر‮:‬
‮»‬وإن‮ ‬الذي‮ ‬بيني‮ ‬وبين‮ ‬بني‮ ‬أبي
وبين‮ ‬بني‮ ‬عمي‮ ‬لمختلف‮ ‬جدا‮«‬؟
‮{‬باسندوة‮ ‬يكمل‮ ‬المقطع‮ ‬الشعري‮ ‬بكل‮ ‬جوارحه‮ ‬التي‮ ‬تعشق‮ ‬الشعر‮.‬
‮»‬فإن‮ ‬أكلوا‮ ‬لحمي‮ ‬وفرت‮ ‬لحومهم‮ ‬
وإن‮ ‬هدموا‮ ‬مجدي‮ ‬بنيت‮ ‬لهم‮ ‬مجدا
ولا‮ ‬أحمل‮ ‬الحقد‮ ‬الدفين‮ ‬عليهم
فليس‮ ‬زعيم‮ ‬القوم‮ ‬من‮ ‬يحمل‮ ‬الحقدا‮«‬
الرئيس
ويمضي‮ ‬في‮ ‬حديثه‮ ‬قائلاً‮:‬
واعتقد أن زعيم اليمن ونبراس مسيرتها الديمقراطية ورمز وحدتها المتينة لا يحمل الحقد على أحد إطلاقاً بدليل أنه منح المتمردين والمغرر بهم فرصة النجاة بجلودهم ومغادرة الوطن بسلام، وبدليل اصداره قرار العفو العام عن المغرر بهم من قبل القيادات الانفصالية..
والحقيقة‮ ‬أن‮ ‬الاخ‮ ‬الرئيس‮ ‬طُبع‮ ‬على‮ ‬التسامح‮ ‬وعلى‮ ‬العفو‮ ‬عند‮ ‬المقدرة،‮ ‬وتلك‮ ‬سجية‮ ‬الكرام‮ ‬الذين‮ ‬تتسم‮ ‬معالجاتهم‮ ‬للأمور‮ ‬بالحكمة‮ ‬ورحابة‮ ‬الصدر‮ ‬وبعد‮ ‬النظر‮..‬
وفي اعتقادي أن الانفصاليين في قيادة الحزب الاشتراكي لو كانوا كسبوا المعركة أو نجحوا في مخططهم الرامي لتمزيق الوطن، لو كان الامر كذلك -والعياذ بالله- لحولوا الوطن بأسره الى معتقل ولشملت التصفيات كل مدينة وقرية وبيت.
ويردف‮ ‬باسندوة‮: ‬مع‮ ‬العلم‮ ‬بأننا‮ ‬نفرق‮ ‬بين‮ ‬من‮ ‬كانوا‮ ‬مع‮ ‬الانفصال‮ ‬في‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬ومن‮ ‬كانوا‮ ‬ضده‮ ‬أو‮ ‬على‮ ‬الاقل‮ ‬لم‮ ‬يؤيدوا‮ ‬قرار‮ ‬الانفصال‮.‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮ ‬مستفزاً‮: ‬هل‮ ‬كان‮ ‬العفو‮ ‬العام‮ ‬منطلقاً‮ ‬من‮ ‬السماحة‮ ‬أم‮ ‬لأن‮ ‬المغرر‮ ‬بهم‮ ‬من‮ ‬الكثرة‮ ‬بحيث‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬معاقبتهم؟
- باسندوة: بعد الذي حدث فإن أحداً لا يستطيع أن يقول بأن الاشتراكيين يمثلون ثقلاً سياسياً أو جماهيرياً أو أنهم من الكثرة بمكان والدليل على ذلك هزيمتهم النكراء في المعركة التي خططوا لها، ولهذا فقد انطلق قرار العفو العام من مكارم الاخلاق وسماحة الشرفاء ومن منطلق‮ ‬العفو‮ ‬عند‮ ‬المقدرة‮.‬
‮٧ ‬يوليو
‮{ ‬استاذ‮ ‬محمد‮ ‬بحكم‮ ‬إلمامكم‮ ‬بالتاريخ‮.. ‬هل‮ ‬لنا‮ ‬أن‮ ‬نتعرف‮ ‬على‮ ‬أوجه‮ ‬التشابه‮ ‬بين‮ ‬الحرب‮ ‬الامريكية‮ ‬التي‮ ‬قادها‮ ‬لنكولن‮ ‬ضد‮ ‬الانفصاليين‮ ‬في‮ ‬جنوب‮ ‬أمريكا‮ ‬وبين‮ ‬الحرب‮ ‬التي‮ ‬مرت‮ ‬بها‮ ‬بلادنا‮..‬؟
- باسندوة: وحدة الشمال والجنوب في أمريكا لم تتحقق إلا بعد قتال دام خمس سنوات وكثيرون حققوا وحدة أقطارهم بالقوة ، لكن نحن أردنا تحقيق وحدة بلادنا سلماً وبالفعل سعى الاخ الرئيس علي عبدالله صالح لتحقيق الوحدة بالطرق الديمقراطية وبالوسائل السلمية واتخذ عدداً من المبادرات حتى تم التوقيع على اتفاقية الوحدة في الثلاثين من نوفمبر عام ٩٨٩١م وأعلنت الوحدة في ٢٢مايو ٠٩٩١م ولكن ثبت -للأسف- بعد ذلك أنها تمت على ورق بدليل أن قيادة الحزب الاشتراكي أصرت على فرض شروط مما جعل دولة الوحدة تقوم على أساس سلطتين وليس على أساس سلطة‮ ‬واحدة‮ ‬وكانت‮ ‬تبيت‮ ‬نوايا‮ ‬سيئة‮ ‬حتى‮ ‬تستطيع‮ ‬أن‮ ‬تعود‮ ‬بالوضع‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬عليه‮ ‬قبل‮ ‬الوحدة‮ ‬لكن‮ ‬رغم‮ ‬ذلك‮ ‬انتصرت‮ ‬الوحدة‮.. ‬واستطيع‮ ‬القول‮: ‬إن‮ ‬يوم‮ ٧ ‬يوليو‮ ‬هو‮ ‬يوم‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬الواقع‮.‬
فرضوها
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬استاذ‮ ‬محمد‮.. ‬أنت‮ ‬بدأت‮ ‬بقول‮ ‬الشاعر‮:‬
‮»‬قومي‮ ‬هم‮ ‬قتلوا‮ ‬أميم‮ ‬أخي
فإذا‮ ‬رميت‮ ‬أصابني‮ ‬سهمي‮«‬
أي‮ ‬السهام‮ ‬رمينا‮ ‬وأي‮ ‬القتلى‮ ‬أصبنا؟‮!‬
- باسندوة: نحن نأسى ونأسف لكل ما حدث.. وكما قال الرئيس القائد في تعز أخيراً إن القتيل من هنا أو هناك هو في الاخير مواطن يمني.. وكل يمني لم يكن يتمنى أن يحدث ما حدث ولكن بعد أن فرض علينا المتمردون القتال كان علينا أن نمتثل لقول الله في محكم كتابه الكريم »يا‮ ‬أيها‮ ‬الذين‮ ‬آمنوا‮ ‬كتب‮ ‬عليكم‮ ‬القتال‮ ‬وهو‮ ‬كره‮ ‬لكم‮ ‬وعسى‮ ‬أن‮ ‬تكرهوا‮ ‬شيئاً‮ ‬وهو‮ ‬خير‮ ‬لكم‮« ‬صدق‮ ‬الله‮ ‬العظيم‮.‬
هذا‮ ‬ما‮ ‬حدث
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮ : ‬استاذ‮ ‬محمد‮ ‬هل‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تحدثونا‮ ‬عن‮ ‬ماهية‮ »‬فرض‮« ‬الحرب‮ ‬أقصد‮ ‬هل‮ ‬فرضها‮ ‬يندرج‮ ‬ضمن‮ ‬ضروريات‮ ‬إنهاء‮ ‬الأزمة‮ ‬أم‮ ‬لأن‮ ‬المتمردين‮ ‬هم‮ ‬الذين‮ ‬بدأوها؟
- باسندوة: المتمردون هم من فجروا القتال لاعتقادهم بأنهم على تحقيق الانفصال قادرون بفعل القوة.. ولكن إرادة الله شاءت إلا أن يهزموا فهزموا شر هزيمة.. وما كان اغناهم عنها لو أنهم جنحوا لإرادة الشعب وتمسكوا بقدسية الوحدة.. لكنهم هانوا حينما أهانوا وطناً وشعباً‮ ‬ورهنوا‮ ‬إرادة‮ ‬الوطن‮ ‬لأطماعهم‮ ‬ومصالحهم‮ ‬الشخصية‮ ‬والحزبية‮.‬
وفرضية القتال تستمد حضوره من محورين اثنين أولهما أن المتمردين هم الذين بدأوا القتال وثانيهما أنها كانت قد أصبحت من الضرورة بمكان إبان إعلان قرار الانفصال.. وسأسرد عليكم وقائع تدشين القتال الذي بدأه المتمردون.. فبعد الذي حدث في عمران كان الرئيس في غاية الأسى نتيجة ما حدث، وذات يوم كنا معه وعدد من الاخوة اتذكر منهم الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني والشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ عبدالله بن حسين الاحمر والاستاذ عبدالوهاب الآنسي والدكتور عبدالكريم الارياني والعميد يحيى المتوكل وجاءت الأخبار بأن لواء باصهيب في ذمار‮ ‬بدأ‮ ‬ينتشر‮ ‬داخل‮ ‬المدينة‮.‬
فحرص الرئيس على تطويق الموقف قبل أن يتفاقم، فأمرني أن اتصل بـ(هيثم قاسم) في عدن وتواصلنا مع هيثم أربع مرات في حين كان الرئيس يتصل بقيادة الحرس الجمهوري وقيادة المحور بذمار وكان يأمرهما -باستمرار - ان يتفاديا تفاقم الموقف وألا يقوما بأي انتشار وأن يتركا الجانب‮ ‬الآخر‮ ‬يتصرف‮ ‬على‮ ‬النحو‮ ‬الذي‮ ‬يريد‮ ‬ريثما‮ ‬يتم‮ ‬العمل‮ ‬على‮ ‬احتواء‮ ‬الموقف‮.‬
وبالفعل‮ ‬تواصلت‮ ‬مع‮ ‬هيثم‮ ‬قاسم‮ ‬أربع‮ ‬مرات‮ ‬من‮ ‬العصر‮ ‬حتى‮ ‬الليل‮ ‬وكان‮ ‬يعد‮ ‬بأنه‮ ‬سيأمر‮ ‬أخاه‮ ‬قائد‮ ‬لواء‮ ‬باصهيب‮ ‬بأن‮ ‬يسحب‮ ‬دباباته‮ ‬وقواته‮ ‬الى‮ ‬الداخل‮ ‬ولكنه‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬صادقاً‮ ‬على‮ ‬الاطلاق‮.‬
‮- ‬ويردف‮ ‬باسندوة‮ ‬وقد‮ ‬حمله‮ ‬التذكار‮ ‬على‮ ‬التأوه‮ ‬والحسرة‮.‬
وفي الساعة الثامنة والدقيقة العاشرة من ذات الليلة جاء الاتصال من ذمار يفيد بأن لواء باصهيب بدأ يطلق النار في كل الاتجاهات وكانت كتيبة الحرس الجمهوري قد قامت في الحال بالرد فأمر الاخ الرئيس قائد محور ذمار وقائد كتيبة الحرس الجمهوري بأن يمتنعا عن الرد.. وبالفعل نفذت توجيهات الرئيس واستمر لواء باصهيب اطلاق النار في كل اتجاه.. وفي الساعة التاسعة جاء اتصال من عدن من قبل قائد كتيبة الامن المركزي التي كانت تتمركز في منطقة خور مكسر بأن قوات المتمردين قد بدأت تقصف بكل أنواع الاسلحة الثقيلة كتيبة الامن المركزي وكتيبة الشرطة العسكرية في عدن اللتين لا تملكان من الاسلحة الا ما يحقق الحدود الدنيا في الدفاع عن النفس وأداء الواجب وظل القصف الشديد يتوالى مستهدفاً قتل أفراد الامن المركزي والشرطة العسكرية. وفي الساعة العاشرة بدأ الهجوم على اللواء الثاني مدرع في الراحة.
وحاول‮ ‬الرئيس‮ ‬أن‮ ‬يتواصل‮ ‬مع‮ ‬بعض‮ ‬قادة‮ ‬المتمردين‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬لإقناعهم‮ ‬بأن‮ ‬هذا‮ ‬الطريق‮ ‬لا‮ ‬يخدم‮ ‬مصلحة‮ ‬اليمن‮ ‬لأن‮ ‬القاتل‮ ‬فيه‮ ‬والمقتول‮ ‬كليهما‮ ‬يمني‮.‬
‮- ‬ويواصل‮ ‬باسندوة‮ ‬استرساله‮ ‬لسرد‮ ‬التفاصيل‮ ‬التوثيقية‮ ‬لأولى‮ ‬وقائع‮ ‬الحرب‮.‬
وكان‮ ‬المتمردون‮ ‬قد‮ ‬أعدوا‮ ‬العدة‮ ‬لتفجير‮ ‬القتال‮ ‬ورتبوا‮ ‬له‮ ‬مسبقاً‮.. ‬وكما‮ ‬كان‮ ‬البادئ‮ ‬أظلم‮ ‬لذلك‮ ‬بدأت‮ ‬هزائمهم‮ ‬تترى‮ ‬الواحدة‮ ‬إثر‮ ‬الاخرى‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬موقع‮.. ‬على‮ ‬عكس‮ ‬ما‮ ‬اعتقدوا‮ ‬أو‮ ‬تصوروا‮..‬
العفو‮ ‬العام
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬استاذ‮ ‬محمد‮ ‬ما‮ ‬الحاجة‮ ‬التي‮ ‬دعتكم‮ ‬لإصدار‮ ‬العفو‮ ‬العام؟‮ ‬وما‮ ‬الحاجة‮ ‬للضراعة‮ ‬التي‮ ‬توجه‮ ‬صوب‮ ‬قواعد‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬طالما‮ ‬لم‮ ‬تعلن‮ ‬عن‮ ‬موقف‮ ‬محدد؟
- باسندوة: كان لابد من صدور العفو العام وسط غمار القتال بهدف إتاحة الفرصة للمغرر بهم كي يراجعوا موقفهم ويثوبوا لرشدهم، واستثنى العفو العام الـ(٦١) شخصاً الذين خططوا ودبروا للانفصال، وهؤلاء لم يشملهم العفو ولا ينبغي أن يشملهم.
‮[‬المحرر‮: ‬لاحقاً‮ ‬أصدر‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬عفواً‮ ‬عاماً‮ ‬وأسقط‮ ‬جميع‮ ‬العقوبات‮ ‬والأحكام‮ ‬القضائية‮ ‬بحق‮ ‬الـ‮٦١]‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬نفهم‮ ‬أن‮ ‬دوافع‮ ‬العفو‮ ‬العام‮ ‬غايتها‮ ‬الحكمة‮ ‬لكن،‮ ‬هل‮ ‬لديكم‮ ‬ما‮ ‬يؤكد‮ ‬أن‮ ‬مؤسسات‮ ‬الحزب‮ ‬اتخذت‮ ‬موقفاً‮ ‬ولو‮ ‬خجولاً‮ ‬لإدانة‮ ‬الانفصال‮ ‬وتحديد‮ ‬موقف‮ ‬من‮ ‬مجرمي‮ ‬الحرب‮.‬
‮- ‬باسندوة‮: ‬من‮ ‬خلال‮ ‬اتصالاتي‮ ‬القريبة‮ ‬مع‮ ‬بعض‮ ‬قادة‮ ‬الحزب‮ ‬من‮ ‬اللجنة‮ ‬المركزية‮ ‬علمت‮ ‬بأن‮ ‬بعضهم‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬موافقاً‮ ‬على‮ ‬الانفصال‮ ‬وكان‮ ‬يعارض‮ ‬ولكن‮ ‬على‮ ‬استحياء‮ ‬ربما‮ ‬انه‮ ‬خاف‮ ‬على‮ ‬حياته‮.‬
إدانة‮ ‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬مقاطعاً‮.. ‬هل‮ ‬أحد‮ ‬منهم‮ ‬قال‮ ‬كلمة‮ ‬صريحة‮ ‬للرأي‮ ‬العام؟
‮- ‬باسندوة‮: ‬اتذكر‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮ ‬يحيى‮ ‬منصور‮ ‬أبو‮ ‬اصبع‮ ‬ومحمد‮ ‬بامسلم‮ ‬وآخرين‮.. ‬كانوا‮ ‬يقولون‮ ‬أثناء‮ ‬الاقتتال‮ ‬ما‮ ‬ينم‮ ‬عن‮ ‬عدم‮ ‬رضاهم‮ ‬وعن‮ ‬إدانتهم‮ ‬للانفصال‮.‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮ ‬مقاطعاً‮.. ‬كانوا‮ ‬يقولون‮ ‬همساً‮ ‬أم‮ ‬يعلنون؟‮!‬
‮- ‬باسندوة‮: ‬أنا‮ ‬اتذكر‮ ‬أن‮ ‬الأخ‮ ‬يحيى‮ ‬منصور‮ ‬أبو‮ ‬أصبع‮ ‬أخبرني‮ ‬شخصياً‮ ‬بمعارضته‮ ‬للانفصال‮.. ‬بعضهم‮ ‬مثل‮ ‬محمد‮ ‬بامسلم‮ ‬اعلنوا‮ ‬موقفهم‮ ‬صراحة‮..‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬بعد‮ ‬النصر‮ ‬أم‮ ‬قبله؟
باسندوة: قبل النصر طبعاً.. ولكن بعضهم كان يتخذ موقفاً وسطاً فيقول لا للاقتتال.. لا للانفصال.. في حين أن القتال الذي فرض كان لابد منه حفاظاً على الوحدة وكان يجب أن يدينوا الطرف الذي أراد فرض الانفصال بواسطة الحرب لأن الوحدة كانت قائمة فلم يكن القتال من أجل فرض‮ ‬الوحدة‮ ‬بواسطة‮ ‬الحرب‮ ‬لأن‮ ‬الوحدة‮ ‬شرعياً‮ ‬كانت‮ ‬قائمة‮ ‬فلم‮ ‬يكن‮ ‬القتال‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬فرض‮ ‬شيء‮ ‬قائم‮.. ‬لذلك‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬لنا‮ ‬حاجة‮ ‬إلا‮ ‬إذا‮ ‬كان‮ ‬على‮ ‬طريقة‮ ‬لزوم‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يلزم‮!!‬
{ رئيس التحرير: استاذ محمد لاشك أنكم تنتصرون للشرعية وتحترمون دور المؤسسات وتلتزمون بالأطر الحقيقية التي تخدم القرار.. لكنكم في المعركة تخرجون عن هذا السياق.. هل هناك ما يقنع الشعب اليمني.. بأن هناك قراراً يدين الانفصال من هيئات الحزب أم أنكم تتعاملون مع أفراد‮ ‬خارج‮ ‬إطار‮ ‬مؤسسات‮ ‬الحزب‮ ‬وهيئاته؟‮!‬
باسندوة: قبل الدخول في حوار مع ممثلي الوحدويين في الحزب ينبغي أن تعقد قيادة الحزب المؤتمر الرابع للحزب أو على الاقل تعقد اللجنة المركزية للحزب اجتماعاً استثنائياً عاجلاً وتصدر بياناً صريحاً واضحاً يدين الانفصال، ويفصل من عضوية الحزب لا من قيادته فقط - كل أولئك‮ ‬الذين‮ ‬كانوا‮ ‬ضالعين‮ ‬في‮ ‬التخطيط‮ ‬والتنفيذ‮ ‬للانفصال‮ ‬الفاشل‮..‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬استاذ‮ ‬محمد‮.. ‬كأني‮ ‬بكم‮ ‬في‮ ‬الحكومة‮ ‬تريدون‮ ‬إقحام‮ ‬الحزب‮ ‬بقضية‮ ‬الوحدة‮ ‬غير‮ ‬ما‮ ‬أرادة‮ ‬من‮ ‬قياداته‮ ‬التي‮ ‬تخلت‮ ‬عن‮ ‬الوطن‮ ‬حتى‮ ‬عن‮ ‬مجرد‮ ‬كلمة‮ ‬أو‮ ‬رأي؟
- باسندوة: الذي علينا هو أن نترك الامر للوحدويين في قيادة وقواعد الحزب يعملون ما يريدون.. وفي ضوء ما يصدر منهم يمكن التعامل معهم أوعدمه.. إذ لا يمكن التعامل أو التحاور مع من لا يوالي دولة الوحدة ويصر على الانتماء لدولة انفصالية أخرى لا وجود لها..
عن‮ ‬المستقبل
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬استاذ‮ ‬محمد‮.. ‬لندع‮ ‬الحزب‮ ‬جانباً‮ ‬ونبدأ‮ ‬بالمستقبل‮.. ‬كيف‮ ‬ترون‮ ‬المستقبل‮ ‬الذي‮ ‬أعقب‮ ‬الحرب؟
‮- ‬باسندوة‮: ‬اشكرك‮ ‬أولاً‮ ‬لاختيارك‮ ‬كلمة‮ (‬ميتاً‮) ‬بدلاً‮ ‬من‮ (‬ميْتاً‮) ‬فـ‮(‬الميْت‮) ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬قد‮ ‬هلك‮ ‬و‮ (‬الميّت‮) ‬الذي‮ ‬في‮ ‬طريقه‮ ‬الى‮ ‬الهلاك‮.‬
والحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬في‮ ‬طريقه‮ ‬الى‮ ‬الموت‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬ينقذ‮ ‬نفسه‮!!‬
وبالنسبة للمستقبل فذلك جوهر اهتمام الدولة ومثار حرص الاخ الرئيس القائد وعزمه على بناء الدولة الحديثة دولة المؤسسات التي تتوارى فيها كل بؤر التقوقع ومصادر المعاناة لبناء اليمن الموحد على أساس قوي وحضاري.
وقد‮ ‬تم‮ ‬الاتفاق‮ ‬على‮ ‬وضع‮ ‬خطط‮ ‬مستقبلية‮ ‬وفق‮ ‬رؤية‮ ‬استراتيجية‮ ‬غير‮ ‬أن‮ ‬أمراً‮ ‬كهذا‮ ‬يتطلب‮ ‬سانحة‮ ‬كافية‮ ‬من‮ ‬الوقت‮ ‬فهناك‮ ‬أمور‮ ‬عاجلة‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬الاهتمام‮ ‬بها‮.‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮:‬استاذ‮ ‬محمد‮.. ‬ما‮ ‬هي‮ ‬إمكاناتكم‮ ‬التي‮ ‬تتسلحون‮ ‬بها‮ ‬لصياغة‮ ‬المستقبل؟
باسندوة‮: ‬بالنظر‮ ‬الى‮ ‬إمكانياتنا‮ ‬يمكن‮ ‬القول‮ ‬إنها‮ ‬تكاد‮ ‬تكون‮ ‬ضحلة‮ ‬لكن‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬العمل‮ ‬فإن‮ ‬لم‮ ‬نحقق‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬نريد‮ ‬فلنحقق‮ ‬بعض‮ ‬ما‮ ‬نريد‮..‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬شكراً‮ ‬يا‮ ‬استاذ‮.. ‬فالتقدم‮ ‬يتطلب‮ ‬تضافر‮ ‬الجهود‮ ‬وتكاتفها‮ ‬ولنا‮ ‬تجربة‮ ‬سابقة‮ ‬مرت‮ ‬مع‮ ‬ازدواجية‮ ‬أو‮ ‬ثنائية‮ ‬القرار‮ ‬ورثنا‮ ‬عنها‮ ‬التقاسم‮ ‬ومعضلاته‮ ‬هل‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تتكرر‮ ‬هذه‮ ‬التجربة‮ ‬بشكل‮ ‬أو‮ ‬بآخر؟
- باسندوة: يجب أن نتعلم جميعاً من التجربة السابقة التي أعاقت تقدمنا وعطلت مسيرتنا وادخلتنا في مشاكل توجت، للأسف، الشديد بالقتال وأتمنى ألا تتكرر تلك الثنائية على مستوى السلطة لئلا تتكرر نفس المشاكل والاحداث.
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮ .. ‬مقاطعاً‮: ‬ما‮ ‬هو‮ ‬الحل‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬التمني؟
- باسندوة: اعتقد أنه في الاطار الديمقراطي يتولى السلطة من يمتلك الاغلبية في البرلمان لكن في بداية التجربة كان لابد من الحرص على الإئتلاف الحزبي على مستوى الحكم، وهذا قد يكون مطلوباً لفترة انتخابية قادمة إنما يجب أن يكون اتخاذ القرار من خلال الحوار المستمر والمناقشة‮ ‬الموضوعية‮.. ‬بحيث‮ ‬لا‮ ‬تتكرر‮ ‬الازدواجية‮ ‬السابقة‮ ‬القائمة‮ ‬على‮ ‬وضع‮ ‬رجل‮ ‬في‮ ‬السلطة‮ ‬وأخرى‮ ‬في‮ ‬المعارضة‮.‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬هل‮ ‬هناك‮ ‬ما‮ ‬يضمن‮ ‬لنا‮ ‬بأن‮ ‬الازدواجية‮ ‬في‮ ‬تشكيل‮ ‬الحكومة‮ ‬ستكون‮ ‬خالصة‮ ‬لوجه‮ ‬الوطن‮ ‬وأنها‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬تجمع‮ ‬بين‮ ‬السلطة‮ ‬والمعارضة‮ ‬لن‮ ‬تعمل‮ ‬لصالح‮ ‬أحزابها‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬المصلحة‮ ‬العليا‮ ‬للوطن؟
- باسندوة: طبعاً .. لا استطيع أن اقول: إن هذا لن يحدث ٠٠١٪، فالعلم عند الله لكن إذا استطعنا أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأن نعطي الأولوية للأكفاء عند التعيين وقبل التعيين نراعي وضع المواصفات المطلوبة لمن سيتولى هذا الموقع أو ذاك ثم نبحث عن الشخص‮ ‬الذي‮ ‬تتوافر‮ ‬فيه‮ ‬المواصفات‮ ‬والمؤهلات‮ ‬كي‮ ‬نضعه‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الموقع‮ ‬أو‮ ‬ذاك‮.‬
بهذا‮ ‬يمكن‮ ‬الاتفاق‮ ‬على‮ ‬البدايات‮ ‬الموضوعية‮ ‬للنهوض‮ ‬بأعباء‮ ‬المستقبل،‮ ‬فباختيار‮ ‬العنصر‮ ‬الذي‮ ‬ينزع‮ ‬للانتماء‮ ‬الوطني‮ ‬قبل‮ ‬الانتماء‮ ‬الحزبي‮ ‬يمكننا‮ ‬أن‮ ‬نحد‮ ‬من‮ ‬تكرار‮ ‬مساوئ‮ ‬الماضي‮.‬
عرقلة
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬استاذ‮ ‬محمد‮ ‬التحدث‮ ‬عن‮ ‬المستقبل‮ ‬لابد‮ ‬بالضرورة‮ ‬أن‮ ‬يجسد‮ ‬رؤى‮ ‬وتطلعات‮ ‬الدولة‮ ‬لا‮ ‬باعتبارها‮ ‬مغانم‮ ‬تتوزعها‮ ‬أحزاب‮ ‬السلطة‮ ‬وأحزاب‮ ‬المعارضة‮.. ‬كيف‮ ‬تنظر‮ ‬لمثل‮ ‬هذا؟
- باسندوة: يجب أن نخرج من هذا المنطق ونشعر الناس بأنهم متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات وان القانون يسري على الجميع لا يشذ عنه أحد، وقطعاً لا يمكن أن نبني دولة ما لم نحتكم الى القانون وما لم نعمل على إنفاده على الجميع لأن القانون أساس الدولة والنظام‮.‬
نحن دخلنا التجربة الديمقراطية وبدأناها من حيث انتهى الآخرون.. الآن نعتقد أن المثل الشائع »المساواة في الظلم عدالة« أقل المطلوب وطبعاً ليس عندنا نية للظلم ويجب أن يتحمل كل مسؤول مسؤوليته في إطار اختصاصاته.. ونجاحه يحسب له ويحسب للسلطة ككل وفشله يحسب عليه كذلك يجب أن نضطلع بمسؤولياتنا على أكمل وجه ويجب أن نبني أنموذجاً قابلاً للنمو بحيث يتيح للمواطن أن يقارن بين الماضي والحاضر.. وحتى يستطيع أن يتفاعل اكثر في بناء وطنه فتجربة السنوات الماضية كانت غاية في النكوص لأن قيادة الحزب الاشتراكي كانت تدخل اليمن من حين لآخر في أزمات ومشاكل لا نهاية لها لأنها انشغلت بالتآمر على الوطن. ايضاً عمل الحزب على عرقلة المعالجات الخاصة بالممتلكات المؤممة وبدل ما يعيدون الممتلكات لأصحابها راحوا يمتلكونها بدون وجه حق بأثمان زهيدة وهذا شيء لم يسبق حدوثه في التاريخ كله وبعد ذلك عرضوا على الناس تعويضات غير عادلة بعضهم أخذ هذه التعويضات بحكم اليأس وبعضهم لم يقبلوها وأنا أعتقد أنه يجب معالجة هذه المشكلة عبر القضاء وأن يعود الحق الى صاحبه وهذا ما هو مطلوب من أجل ألا يتكرر ما حدث وحتى يطمئن كل من يرغب في الاستثمار في بلادنا.
المعارضة
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬خلال‮ ‬المرحلة‮ ‬الانتقالية‮.. ‬في‮ ‬رأيكم‮ ‬إذا‮ ‬أعيدت‮ ‬التجربة‮ ‬وشارك‮ ‬المؤتمر‮ ‬والاصلاح‮ ‬باعتبارهما‮ ‬الحزبين‮ ‬الرئيسيين‮ ‬المؤهلين‮.. ‬ألا‮ ‬ترون‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الاشتراك‮ ‬سيكون‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬المعارضة‮ ‬ثانية؟
- باسندوة: كان المؤتمر والاصلاح والاشتراكي في حكومة واحدة وهي أكبر الاحزاب كما أظهرت ذلك نتائج الانتخابات مع ذلك كان هناك معارضة وكان الحزب الاشتراكي مشاركاً فيها الى جانب مشاركته في السلطة وبصدد بقاء المؤتمر والاصلاح في السلطة وخروج الاشتراكي الى المعارضة فإن هذا الشيء متروك للمستقبل وإذا رغب الحزب الاشتراكي أن يبقى في المعارضة اعتقد أن ذلك من حقه بعد أن يحدد موقفه من الوحدة والشرعية الدستورية ويتخلص من كل الانفصاليين فيه، إنما قوة المعارضة في أي نظام ديمقراطي لا تعتمد على امتلاكها عدداً كبيراً من المقاعد في‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮ ‬ولكن‮ ‬تعتمد‮ ‬على‮ ‬الشارع‮ ‬ايضاً‮.‬
واعتقد أن المعارضة قبل الوحدة كانت حصتها اكبر من حصة السلطة وكانت بعض الاحزاب وبعض العناصر تريد أن تفرض لنفسها مواقع من خلال تسيير المعارضة وعندما لا تستطيع ان تمسك السلطة فإنها تتحول الى المعارضة في الحق والباطل والمفروض أن المعارضة يكون نقدها موضوعياً وليس‮ ‬معارضة‮ ‬هدفها‮ ‬الإثارة‮ ‬أو‮ ‬الانتقام‮ ‬أو‮ ‬إسقاط‮ ‬السلطة‮.‬
الصحافة
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬ما‮ ‬دور‮ ‬الصحافة‮ ‬في‮ ‬المناخ‮ ‬القائم‮ ‬على‮ ‬خور‮ ‬المعارضة؟
- باسندوة: دور الصحافة في حال كهذا يتمثل في تغطية الفراغ أو العجز الذي تعاني منه المعارضة لكن الصحافة في المرحلة الانتقالية كان بعضها يتجاوز كل الحدود الاخلاقية لاعتقاد قاصر ان الكلمة تفقد خاصيتها إذا لم تعمد الى إثارة المواطن العادي واستعدائه ضد السلطة.. طبعاً تلك الممارسات الخاطئة ساهمت في الدفع بالوطن الى الدخول فيما دخل فيه ولولا لطف الله لكانت اليمن ستظل حتى اليوم بنفس النفق.. ولولا إرادة الله وحكمة الرئيس وتماسك القيادة السياسية والتفاف المواطن حول القيادة والوحدة واليمن لما استطعنا أن نخرج من هذا النفق‮ ‬بسرعة‮ ‬لأن‮ ‬الحرب‮ ‬كانت‮ ‬ستطول،‮ ‬لذلك‮ ‬لابد‮ ‬أن‮ ‬تضطلع‮ ‬الصحافة‮ ‬بدورها‮ ‬التنويري‮ ‬والايجابي‮ ‬وأن‮ ‬تحترم‮ ‬الثوابت‮ ‬الوطنية‮ ‬التي‮ ‬يجمع‮ ‬عليها‮ ‬الجميع‮.‬
الحزب
{رئيس التحرير: الحكومة الإئتلافية السابقة أقيمت على أساس احترام الشرعية والاحتكام الى نتائج الانتخابات، وثبت أن الحزب تمرد على الشرعية وتنكر لنتائج الانتخابات.. فعلى أي أساس سيتم تمثيله أو التعاون معه أو مخاطبته أو مشاركته في دور لاحق؟
‮- ‬باسندوة‮. ‬أولاً‮.. ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬التحاور‮ ‬مع‮ ‬أحد‮ ‬في‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬أو‮ ‬غيره‮ ‬وهو‮ ‬لا‮ ‬يؤمن‮ ‬بالوحدة‮ ‬ومضى‮ ‬الاستاذ‮ ‬باسندوة‮ ‬يرد‮ ‬على‮ ‬السؤال‮ ‬بتساؤلات‮ ‬جسدت‮ ‬ثورة‮ ‬كوامنه‮ ‬حيث‮ ‬قال‮:‬
كيف‮ ‬أحاور‮ ‬واحداً‮ ‬مازال‮ ‬يعلن‮ ‬جمهورية‮ ‬انفصالية‮ ‬ويصر‮ ‬على‮ ‬تشطير‮ ‬اليمن‮ ‬هذا‮ ‬شخص‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يوالي‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية؟؟‮!!‬
وكيف‮ ‬أقبل‮ ‬بمواطن‮ ‬لا‮ ‬يوالي‮ ‬وطنه؟‮!‬
الحزب الاشتراكي فور إعلان نتائج الانتخابات أعلن قبوله بها ربما لأنه لم يكن قد استكمل استعداداته لتغيير الوضع من أجل فرض مشروع الانفصال، لذلك ما كاد يمضي على تشكيل الحكومة شهر ونيف حتى أعلن البيض اعتكافه في عدن دون سبب أو مبرر حتى الذين قاموا بدور الوساطة من‮ ‬رفاقه‮ ‬كانوا‮ ‬متفقين‮ ‬معه‮ ‬على‮ ‬تمثيل‮ ‬دور‮ ‬الوسيط‮.. ‬وبعد‮ ‬توقيع‮ ‬وثيقة‮ ‬العهد‮ ‬والاتفاق‮ ‬في‮ ‬عمان‮ ‬في‮ ٠١ ‬رمضان‮ ‬ثبت‮ ‬أن‮ ‬جميعهم‮ ‬انضموا‮ ‬الى‮ ‬الاعتكاف‮ ‬معه‮ ‬في‮ ‬عدن‮.‬
الخونة
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬كيف‮ ‬تنظرون‮ ‬إلى‮ ‬قيادات‮ ‬المؤامرة‮ ‬المتواجدين‮ ‬في‮ ‬الخارج؟
- باسندوة ضاحكاً: ها أنت يا أحمد تعود بنفسك الى سير الموتى سياسياً!! وعموماً فأنا غير مهتم بمستقبل علاقات مثل هؤلاء الخونة إلا أنني أعرف أن القاسم المشترك الذي يجمع بينهم هو الحقد على الوطن وطالما بقي الحقد بقيت العلاقة وتلك قضية محكومة بالمصالح الذاتية الصغيرة‮.‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮.‬،‮. ‬نعرف‮ ‬وتعرفون‮ ‬أن‮ ‬القضية‮ ‬الوطنية‮ ‬توحد‮ ‬بين‮ ‬الناس‮ ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬الشاذ‮ ‬أن‮ ‬تغدو‮ ‬العمالة‮ ‬سبباً‮ ‬في‮ ‬وحدة‮ ‬الصف‮ ‬بين‮ ‬أعداء‮ ‬الأمس‮ ‬وأصدقاء‮ ‬اللحظة‮ ‬الحياتية؟
- باسندوة: العلاقة القائمة حالياً بين هؤلاء هي علاقة اقتضتها حاجة طرف الى الاستقواء حتى بأعداء الأمس من أجل تفادي الهزيمة وتحقيق الانفصال وتطلع الطرف الآخر الى العثور على دور لنفسه، بعد أن فقد كل أمل مهما يكن الثمن.
طبعاً‮ ‬الخاسر‮ ‬في‮ ‬قيام‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬العلاقة‮ ‬هو‮ ‬الطرف‮ ‬الأول‮.. ‬أما‮ ‬الطرف‮ ‬الثاني‮ ‬فلم‮ ‬يخسر‮ ‬شيئاً‮ ‬لأنه‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬أصلاً‮ ‬يملك‮ ‬أي‮ ‬شيء‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يفقده‮..‬
ولنسأل: لماذا لم يفكر البيض والعطاس مثلاً بدعوة أمثال الاصنج والمكاوي للاشتراك معهما في الحكم قبل الوحدة أو حتى بعد قيامها ضمن حصة حزبهما أو حتى ضمن حصة المحافظات الجنوبية والشرقية؟ هل كان مرد إدخالهم معهما في مؤسسات مشروع الدولة الانفصالية الفاشل الى أن رأيهما‮ ‬فيهم‮ ‬تغير‮ ‬فجأة‮ ‬أو‮ ‬بقدرة‮ ‬قادر،‮ ‬أم‮ ‬لأنهما‮ ‬كانا‮ ‬في‮ ‬وضع‮ ‬يحتم‮ ‬عليهما‮ ‬الاستعانة‮ ‬حتى‮ ‬بالشيطان‮.. ‬والتودد‮ ‬الى‮ ‬بعض‮ ‬الجهات‮.‬
وعلى‮ ‬كل‮ ‬حال‮ ‬يمكن‮ ‬تشبيه‮ ‬ما‮ ‬حدث‮ ‬بأن‮ ‬شخصاً‮ ‬مريضاً‮ ‬أراد‮ ‬إحياء‮ ‬شخص‮ ‬مات‮ ‬بالفعل،‮ ‬فإذا‮ ‬بالميت‮ ‬يقضي‮ ‬على‮ ‬المريض‮ ‬معه‮.‬
إن العلاقة المبنية على أساس »عدو عدوي صديقي« هي علاقة وقتية سرعان ما تنتهي، ذلك لأنها تستمد مبرر قيامها من رغبة جامحة في إشباع غريزة الحقد والانتقام وتستهدف التآمر والتخريب.. ثم أن كل عمل محكوم بمصلحة آنية لا يفتأ أن ينتهي بانتهاء تلك المصلحة فضلاً عن أنه لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬ينجح‮.‬
للشباب
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮ .. ‬ماذا‮ ‬تقولون‮ ‬لأبنائكم‮ ‬الشباب‮ ‬الذين‮ ‬شبعوا‮ ‬تطلعاً‮ ‬وتعطشاً‮ ‬لدور‮ ‬عادل؟
- باسندوة.. ضاحكاً.. وقد استكنه مغزى السؤال: من حق الشباب ان يتطلعوا للمشاركة وأن تتاح أمامهم مجمل الفرص للاضطلاع بدورهم في بناء اليمن، ومن حقهم علينا أن نشجعهم ونستحث خطاهم وأن ننزاح من أمامهم الى الضفة التي نراهم من خلالها وهم يفرغون في الوطن مندوحة عطاءاتهم‮.. ‬إذ‮ ‬لا‮ ‬سبيل‮ ‬الى‮ ‬التجدد‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬يشارك‮ ‬الشباب‮ ‬في‮ ‬صياغته،‮ ‬فالشباب‮ ‬درع‮ ‬الوطن‮ ‬وعماده‮ ‬بل‮ ‬هم‮ ‬حاضره‮ ‬ومستقبله‮.‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬وبماذا‮ ‬تنصحهم؟
‮ - ‬أنصحهم‮ »‬بعقلنة‮« ‬الطموح‮ ‬بحيث‮ ‬لا‮ ‬يسمو‮ ‬على‮ ‬الامكانيات‮ ‬او‮ ‬المعقول،‮ ‬فالطموح‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬تجاوز‮ ‬حدود‮ ‬المستطاع‮ ‬تحول‮ ‬الى‮ ‬انتكاسة‮ ‬كبيرة‮ ‬ومروعة‮.‬
‮{ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮: ‬استاذ‮ ‬محمد‮.. ‬وعدتم‮ ‬بالنزوح‮ ‬الى‮ ‬الضفة‮ ‬الاخرى‮.. ‬فهل‮ ‬نصيحتكم‮ ‬هذه‮ ‬تعبير‮ ‬عن‮ ‬عدم‮ ‬إمكانية‮ ‬الوفاء‮ ‬بالوعد؟
- باسندوة ضاحكاً: يا احمد.. خليك »الزنقلة« أنا جاد في قناعتي بضرورة إتاحة الفرصة أمام الشباب فهم الخير المتجدد والعطاء الذي لا ينضب ولكني كرجل مجرب اكتسب خبرة كبيرة ودروساً كثيفة من ثنايا الحياة أجد بحكم تجربتي أن الطموح المتسرع مدعاة للضياع وأن الشباب لابد‮ ‬أن‮ ‬يهيئ‮ ‬نفسه‮ ‬لممارسة‮ ‬مهامه‮ ‬التي‮ ‬تنتظره‮ ‬على‮ ‬المدى‮ ‬المنظور‮ ‬بتعقل‮ ‬وتروٍ‮ ‬وأن‮ ‬يعد‮ ‬العدة‮ ‬للنهوض‮ ‬بأعباء‮ ‬الحاضر‮ ‬والمستقبل‮ ‬معاً‮..‬
وأؤكد‮ ‬بأنه‮ ‬لا‮ ‬يوجد‮ ‬رهان‮ ‬آخر‮ ‬لبناء‮ ‬الوطن‮ ‬غير‮ ‬الاعتماد‮ ‬على‮ ‬الشباب‮ ‬طاقة‮ ‬وحيوية‮ ‬وتفاعلاً‮ ‬واقتداراً‮..‬
وحسبنا‮ ‬شرفاً‮ ‬أن‮ ‬نرى‮ ‬في‮ ‬أبنائنا‮ ‬جدوة‮ ‬الحماس‮ ‬وبارقة‮ ‬الأمل‮ ‬وباكورة‮ ‬الخير‮ ‬الواعد‮ ‬بالعطاء‮.{‬
‮< ‬هذا‮ ‬الحوار‮ ‬سُجّل‮ ‬في‮ ‬أجوا‮ ‬ء‮ ‬انتصارات‮ ‬السابع‮ ‬من‮ ‬يوليو‮ ‬94م‮ ‬أجراه‮ ‬رئيس‮ ‬التحرير‮ ‬الأسبق‮ /‬أحمد‮ ‬الشرعبي‮ ‬ونشرته‮ »‬الميثاق‮« ‬في‮ ‬عددها‮ »‬606‮« ‬االصادر‮ ‬بتاريخ‮ ‬8‮ / ‬8‮ / ‬1994م‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)