الميثاق نت -


تنظم نقابات طياري ومهندسي وموظفي الخطوط الجوية اليمنية اليوم الثلاثاء للمرة الثانية مظاهرة احتجاجية أمام مجلس الوزراء بصنعاء للمطالبة بسرعة إعلان نتائج التحقيقات، ومناشدة الحكومة اليمنية للمطالبة بتدخل جهة دولية محايدة للاشتراك في التحقيقات وإظهار نتائجه بشفافية ووضوح.
يأتي هذا في وقت كشف رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية(طيران اليمن) الكابتن عبد الخالق القاضي أن الفرنسيين أعلنوا إرجاء انتشال الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة في سواحل جزر القمر إلى 17 يوليو الجاري دون توضيح أسباب ذلك .

وقال إن الفرنسيين كانوا أشاروا إلى وصول سفن إلى موقع سقوط الطائرة على متنها أجهزة متطورة تمهيدا لانتشال الصندوق الأسود من مكانه الذي حدد.
وأستطرد القاضي خلال لقائه بمقر الشركة أمس بأسر ضحايا طاقم الطائرة المنكوبة لإطلاعهم على آخر مستجدات عملية البحث والتحقيق في هذا الحادث الأليم :"نحن نريد الوصول إلى الصندوق الأسود ليتم فحصه بشفافية بهدف الوصول إلى الحقيقة ولنعرف ماذا جرى في اللحظات الأخيرة...فالعثور على الصندوق الأسود سيزيل الكثير من الغموض الذي يكتنف هذه الحادثة".
وأبدى القاضي مخاوفه من مرور الوقت خاصة وأن الصندوق الأسود يصدر إشارات تدل على مكانة لمدة ثلاثين يوما فقط ثم تتوقف تلك ألإشارات لانتهاء بطاريات الصندوق الأسود.
وأشار الى أن فرق البحث والتقصي ما تزال تقوم بأعمالها في منطقة الحادث للبحث عن الضحايا وانتشال حطام ومحتويات الطائرة وجثث الضحايا.
وقال إن فريقا يمنيا يتواجد حاليا في جزر القمر يحقق في القضية ويطلع على كل المستجدات.
واضاف القاضي :إن الجثث التي تم العثور عليها حتى الآن لم يثبت بعد أنها من ركاب الطائرة في حين أن طلب اليمنية بإجراء فحص (D.N.A) لإثبات صلة هذه الجثث ومعرفة ما إذا كانوا من ركاب الطائرة أم لا قد قوبل برفض السلطات الفرنسية.
وقال إن :"سفير اليمن في فرنسا أبلغني أن الخارجية الفرنسية رفضت إجراء عمليات الفحص... ومع ذلك قمنا بجمع عدد من التوقيعات من أهالي الضحايا بالموافقة على إجراء عمليات الفحص".
وأوضح القاضي أن ترأس فرنسا للتحقيقات حول سقوط الطائرة جاء بطلب جزر القمر صاحبة الأرض وباعتبار غالبية ركاب الطائرة من جزر القمر, فضلا عن ما تمتلكه فرنسا من إمكانيات كبيرة تؤهلهم لذلك وخصوصا في ضوء انسحاب فريق التحقيق الأمريكي بعد يومين من وصوله إلى موقع الحادث.
وفيما يخص إمكانية العثور على أحياء من ركاب الطائرة أفاد القاضي بأن الأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى.. موضحا أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن وفاة أحد رسمياً.

وصرح القاضي أن الفرنسيين يؤكدون بأن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة منطقة منحدرات صخرية تحت الماء ويصعب الوصول إليها من خلال الغواصين، الأمر الذي يستدعي استخدام جهاز آلي للوصول إلى الطائرة وأخذ الصندوق الأسود .

وأبدى رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية استغرابه من اختفاء جسم بحجم طائرة الإيرباص, وعدم الوصول إلا لأجزاء صغيرة منها فقط طوال المدة الماضية في إشارة إلى القطع التي عثر عليها من بينها جزء من جناح الطائرة اليمنية المنكوبة.

وفي معرض رده على استفسارات بعض أهالي ضحايا طاقم الطائرة المنكوبة حول ما إذا كانت الطائرة أسقطت بصاروخ قال القاضي"لا تتوفر حتى الآن أدلة مادية تثبت ذلك...كما أنه لم يصلنا نفي رسمي من الفرنسيين".

وجدد القاضي تأكيده على صعوبة التكهن بأية نتائج حول سبب سقوط الطائرة قبل الوصول إلى أدلة مادية تساعد في إجلاء الغموض وكشف حقائق وملابسات الحادث الأليم. وقال:"إن إطلاق أحكاما بدون تحقيقات وبدون الصندوق الأسود ليست سوى تخمينات غير علمية وغير مهنية".

وأوضح أن المحادثات التي جرت بين كابتن الطائرة وبرج المراقبة في مطار موروني تؤكد أن الطائرة اليمنية كانت سليمة وأن الحوار الذي جرى يكشف إن كل ألأمور كانت تجري بسلام وأن الطيار في صحة كاملة وأكد لمطار موروني أن الطيارة تتجه نحو الهبوط لكن فجأة أنقطع الاتصال.

وفيما يخص إشاعات عدم كفاءة الطائرة أفاد بأن أسر ضحايا الطاقم أكثر معرفة بسير العمل داخل الشركة ومدى إتباعها للنظم والمعايير الدولية في كل أعمالها. وخاطب أسر الضحايا" لستم بحاجة إلى التذكير بأن "اليمنية" واحدة من أنظف سجلات الطيران في العالم".

وثمن رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية الجهود التي تبذلها وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني ومختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة في سبيل متابعة هذا الحادث فضلا عن إيفاد فريق من الغواصين اليمنيين إلى موقع الحادث للمشاركة في عملية البحث والإنقاذ.

وأوضح القاضي أن فريق التحقيق اليمني التقى بعدد من شهود العيان في جزر القمر وقاموا بتصويرهم وتوثيق أقوالهم وضمها إلى ملفات التحقيق.

ودعا رئيس طيران اليمن وسائل الإعلام إلى عدم الاعتماد على الشائعات والمعلومات غير المؤكدة وفي تغطيتها لهذا الحادث سواء فيما يخص الناجين والضحايا أو فيما يتعلق بأسباب تحطم الطائرة.مستغربا التغطية غير المحايدة لوسائل الإعلام الفرنسية تجاه هذه الحادثة.

وأشار الكابتن القاضي إلى أن شركة اليمنية تعيش مأساة كبيرة من الحزن منذ فجر الثلاثاء 30 يونيو الماضي، إثر حادثة تحطم الطائرة الأليم وتشاطر أسر الضحايا الآلام والمتاعب والمعاناة.

الجدير بالذكر أن الطائرة اليمنية كانت سقطت قبالة جزر القمر الثلاثاء قبل الماضي وعلى متنها 153 شخصاً منهم 11 طاقم الطائرة و142 راكباً .