موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34789 - مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض -
حوارات
الإثنين, 17-أغسطس-2009
الميثاق نت - قال الدكتور قاسم سلام أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي القومي ان إعلان أحزاب اللقاء المشترك تعليق الحوار مع المؤتمر الشعبي العام قفز على الواقع.. لافتاً الى أن الحوار بينهما لم يبدأ حتى الآن حسب اتفاق فبراير.. وأوضح سلام أن الحوار كان يفترض أن يبدأ عقب التوقيع على تمديد فترة عمل البرلمان وتأجيل الانتخابات ولكن هناك أحزاباً تهربت عن الحوار وصمتت دهراً ونطقت كفراً بإعلان التعليق في محاولة لاستبدال الحوار السلمي الديمقراطي بسياسة التخندق‮ ‬والتهديد‮ ‬التي‮ ‬تشكل‮ ‬خطراً‮ ‬على‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮.‬ حـــاوره‮/‬ عارف الشرجبي -
قال الدكتور قاسم سلام أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي القومي ان إعلان أحزاب اللقاء المشترك تعليق الحوار مع المؤتمر الشعبي العام قفز على الواقع.. لافتاً الى أن الحوار بينهما لم يبدأ حتى الآن حسب اتفاق فبراير.. وأوضح سلام أن الحوار كان يفترض أن يبدأ عقب التوقيع على تمديد فترة عمل البرلمان وتأجيل الانتخابات ولكن هناك أحزاباً تهربت عن الحوار وصمتت دهراً ونطقت كفراً بإعلان التعليق في محاولة لاستبدال الحوار السلمي الديمقراطي بسياسة التخندق‮ ‬والتهديد‮ ‬التي‮ ‬تشكل‮ ‬خطراً‮ ‬على‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮.‬
وقال ان الحوثي منذ ان اعلن خروجه عن طاعة الدولة تحت مطالب ما انزل الله بها من سلطان يعيث في الارض فساداً.. فماتقوم به جماعته هو توجه صفوي ليس حباً في الاسلام ولا آل البيت بل حباً في المنطق الامبراطوري الفارسي.. و قال الدكتور سلام في حوار مع »الميثاق«: ليس‮ ‬بالضرورة‮ ‬ان‮ ‬تجرى‮ ‬انتخابات‮ ‬برلمانية‮ ‬مبكرة‮.. ‬مفضّلاً‮ ‬إجراءها‮ ‬في‮ ‬الموعد‮ ‬المحدد‮ ‬2011م‮.. ‬فالى‮ ‬التفاصيل‮ ..‬
بداية‮ ‬كيف‮ ‬تقرأون‮ ‬إعلان‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮ ‬تعليق‮ ‬الحوار‮ ‬مع‮ ‬المؤتمر؟
- الحديث عن تعليق حوار فيه نوع من القفز على الواقع لأن الحوار بالأساس كان معلقاً، وهناك جدل حول معنى تعليق الحوار واستمراريته، فتعليق الحوار واستمرار الحوار توأمان لا يفترقان، منذ بدأ اللقاء المشترك يتحاور مع المؤتمر الشعبي العام تحولت الحوارات -إذا جاز أن‮ ‬نسميها‮ ‬كذلك‮- ‬الى‮ ‬لقاءات‮ ‬مجاملة‮ ‬وجبر‮ ‬خواطر،‮ ‬حتى‮ ‬عندما‮ ‬يتخذون‮ ‬قرارات‮ ‬غالباً‮ ‬ما‮ ‬تكون‮ ‬غير‮ ‬موفقة‮ ‬وغير‮ ‬منسجمة‮ -‬مع‮ ‬مصلحة‮ ‬الوطن‮ ‬وإنما‮ ‬فقط‮ ‬مع‮ ‬مصلحة‮ ‬الطرفين‮ ‬مع‮ ‬احترامي‮ ‬لهما‮.‬
تعطيل‮.. ‬تأجيل‮.. ‬تمديد
فمثلاً اتفاق فبراير، سنجده غير مدروس ولم يكن متكاملاً في البعد والنظرة والتحليل ولا منسجماً مع متطلبات المرحلة وإنما كان عبارة عن حل المضطر، فقد كانت الفترة المتبقية لدعوة الاخ رئيس الجمهورية للناخبين لخوض الانتخابات قريبة وكان هناك جو مشحون ببارود، فالعناصر الانفصالية ، وايضاً ما خلفه اللقاء المشترك من توتر وتواتر الصراعات وان كان بعضها وهمية- كتصعيد ما أسموه بالحراك أو ما اسموه بالحوثيين .. كل هذه أجبرت الجميع عن مخرج.. وهل سيكون لمصلحة الوطن..؟ وأنا أقول: قد يكونون مجتهدين ولكل مجتهد نصيب ان أصاب فله أجران وان لم يصب فله أجر - فالأجران لم ينلهما أي منهما -تعطيل سنتين وتأجيل سنتين وتمديد سنتين- وبالتالي كان يفترض أن يبدأ الحوار بينهما بعد التوقيع مباشرة ولكن حتى الآن مضى تقريباً ثلث المدة ولم يبدأ، بل إن هناك احزاباً كما يقال صمتت دهراً ونطقت كفراً.. صمتوا وفجأة قالوا علقنا الحوار.. في الاعراف الودية بين الاحزاب- ولن أقول الاعراف السياسية- يناضل الجميع لترسيخ قاعدة الحوار السلمي الديمقراطي وترسيخ مسيرة جماهيرية تريد ان توصل الوطن الى شاطئ السلامة أو ترسيخ قاعدة السلام عليكم وعليكم السلام حتى هذه لها أصول تلك الاعراف لا تسمح لهذا الحزب أو ذاك بأن يقول علقت الحوار لكن تسمح بأن تعطي وجهة نظرك وتعلنها والطرف الآخر يرد عليها وتنتهي قصة الريبة والشك وغياب الثقة والاحترام المتبادل او الانطلاق من زاوية التهديد والتخندق التي تشكل خطراً على المصلحة الوطنية العليا.. فالحركات‮ ‬الوطنية‮ ‬تسعى‮ ‬دائماً‮ ‬للحفاظ‮ ‬والتمسك‮ ‬حتى‮ ‬بأوهى‮ ‬الخيوط‮ ‬في‮ ‬تأليف‮ ‬القلوب‮ ‬والجهود‮ ‬في‮ ‬مسيرة‮ ‬متواصلة‮ ‬لبناء‮ ‬الاوطان‮ ‬وليس‮ ‬العكس‮.‬
لذا أجزم أن الحوارات لم تكن حوارات ولم تبدأ بالامس أو اليوم ولن تبدأ غداً وإنما ستنتهي اللعبة وقد يصل الطرفان الى مرحلة اللاعودة لشيء اسمه الحوار لأن الزمن لا يخدم المتباطئين والمترددين وبالتالي ليس هناك تعليق وهذه الكلمة فقط للاستهلاك.
المواطن‮ ‬هو‮ ‬الحكم
في‮ ‬تصورك‮ ‬هل‮ ‬هناك‮ ‬بدائل‮ ‬للخروج‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬المشكلة؟
- البديل أن نعرف مشاريع الطرفين المؤتمر الشعبي العام والمشترك ونناقشها بالمكشوف أمام الشعب بدلاً من الحوار في الغرف المغلقة ويكون المواطن هو الحكم.. المشكلة انهم للأسف حصروا الحوار بينهم فقط مثلما حصروا التقاسم بينهم منذ قيام الوحدة بما فيه الحوار الذي ظل تقاسماً حتى الآن مع التوسع قليلاً من ثلاثة أحزاب المؤتمر والاشتراكي والاصلاح الى ستة احزاب هي: المشترك والمؤتمر بل نجد المشترك أحياناً يتعامل مع المؤتمر كاليتيم في مأدبة أذكياء يريدون أن يحاصروه ولا يسمحوا له بالتوسع في الحوارات وإشراك احزاب أخرى في الساحة ليخرج من صفحة اليتم الذي يعاني منه بحجة الاحزاب الممثلة في البرلمان وهذا خطأ لأننا إذا كنا نبحث عن وفاق واتفاق سياسي ينبغي أن نخرج من صفحة المجلس الى صفحة المجتمع المفتوح لكي نبني قاعدة جديدة ونرسخ تجربة موجودة ونحصنها وندافع عنها كدفاعنا عن الوحدة.. الوفاق والاتفاق الذي يتحدثون عنه يمكن حدوثه عندما يحصل أحد الاحزاب على أقل من النصف زائداً واحد في مقاعد البرلمان، ويتعذر عليه تشكيل الحكومة فيبحث عن حزب أو أحزاب من داخل البرلمان ليشكلوا جميعاً حكومة ائتلافية.. في هذه الحالة يحصل وفاق واتفاق لكن عندما يبحثون عن الوفاق والاتفاق بالطريقة التي نراها الآن، فهم يسقطون العملية الديمقراطية الصحيحة لأن الذي لديه أغلبية في المجلس من حقه التصويت والتشريع وتغيير مسيرة ومنهج بكامله في الحالة الاقتصادية والسياسية والثقافية ومن حقه تعديل الدستور.. وعلى الاحزاب المستنكفة الذهاب‮ ‬الى‮ ‬صندوق‮ ‬الانتخابات‮ ‬المقبلة،‮ ‬أما‮ ‬استمرار‮ ‬لغة‮ ‬التقاسم‮ ‬السابقة‮ ‬فغير‮ ‬منطقي،‮ ‬وإلا‮ ‬لما‮ ‬وجدت‮ ‬مشكلة‮ ‬اللجنة‮ ‬العليا‮ ‬للانتخابات‮.‬
هذا الأمر يجب أن ينتهي الآن فالمؤتمر حصل على الأغلبية الشعبية والثقة بإرادته وليس بقوة السلاح ولم يستولِ على السلطة بانقلاب عسكري بل لقد شهد العالم بنزاهة الانتخابات، وبالتالي على المؤتمر ان يحترم إرادة الشعب ويمشي في الطريق الصحيح ويمضي في تطبيق البرنامج الانتخابي‮ ‬للأخ‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬الذي‮ ‬يعتبر‮ ‬برنامج‮ ‬الاجماع‮ ‬الوطني‮.‬
هرطقات‮ ‬ومساومات
‮ ‬لماذا‮ ‬في‮ ‬تصورك‮ ‬يحرص‮ ‬المؤتمر‮ ‬على‮ ‬الحوار‮ ‬مع‮ ‬المشترك‮ ‬رغم‮ ‬تعنته؟
- هذا الأمر مرتبط بحكمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، فمنذ تسلمه الموقع الاول حاول أن يتعامل بتبصُّر مع الجميع لأنه أدرك بفطرته أن مسألة الديمقراطية الافلاطونية أو مدرسة القانون الطبيعي الذي كانوايفتشون عنه لحكم المواطن وإخراجه من ظلم الاقطاعيين في أوروبا لا يمكن ان يصلح في بلادنا، لذا فقد كانت حكمة الاخ الرئيس انه يمكن من خلال الحوار الوصول الى اجماع أو شبه اجماع داخل الساحة على قاعدة الوفاق والاتفاق والخروج بحلول مرضية للجميع، ولهذا نجد المؤتمر، أو بالأصح فخامة الرئيس يحرص على الحوار، لكن ما نرجوه ألا يُستغل الحوار من قبل بعض الاحزاب للخروج على الثوابت الوطنية او استغلاله للالتفاف على الدستور العقد الاجتماعي الذي يحتكم اليه الجميع.. لقد سألني احد المدرسين عندما كنت أختبر في ايطاليا عن فلسفة ميكافيللي للأمير وكيف أفهمها فقلت له: ميكافيللي ظلمه الناس وقالوا انه يفتش عن الديكتاتور، وهذا غير صحيح لأنه كان يفتش عن الديمقراطية في أسسها الاساسية وهي إذا أجمع الناس على رجل قيدوه بعقد اجتماعي والعقد الاجتماعي عندنا هو الدستور، إذاً هناك اجماع على الرئيس في برنامجه، وهناك اجماع على الدستور الذي ينظم العلاقة بين الحاكم وبين الناس.. والذين يطلبون الحوار الآن يجب أن يدركوا ان أي حديث خارج مظلة الدستور والثوابت وخارج إرادة الجماهير التي منحت ثقتها للأخ علي عبدالله صالح وبرنامجه تعتبر كلها هرطقات ومساومات الغرض منها كسب وقت للوصول الى اتفاق.
سياسة‮ ‬عمياء
التحالف‮ ‬الوطني‮ ‬الديمقراطي‮.. ‬أين‮ ‬هو‮ ‬مما‮ ‬يجري؟
- إذا كان اللقاء المشترك يتعامل مع المؤتمر كتعامله مع يتيم.. وتبعاً كذلك كيف يتعامل الحليف الاستراتيجي مع التحالف الوطني، فالمسألة تأتي لفهمنا للتحالف وكيفية وجدية التعامل معه والسقف الذي أعطيناه له والوثيقة التي وقعنا عليها للأسف وكثير من القضايا التي طرحها التحالف وهيئته التنفيذية برئاسة الاستاذ عبدالله أحمد غانم مازالت في الأدراج.. هناك منهج وبرنامج عمل يومي ونشاطات قدمت لكنها حتى الآن تراوح مكانها.. إذاً التحالف هو جزء من حالة عامة، إما ان يكون مغضوباً عليه أو أناساً لا يريدون ان يكون للتحالف مواقف لمواجهة الاطروحات الشاذة والمنحرفة التي تعتدي على إرادة الدستور والقوانين ولا بد ان يكون التحالف الوطني في صفحة المواجهة وأقدر على التخاطب مع الجماهير خارج سياسة اليتم.. أحزاب التحالف موجودة في الساحة ولها تاريخ عريق ومشرف، وكان يُفترض اشراكها في الحوارات لكن سياسة الاقصاء والإبعاد التي مارسها اللقاء المشترك سياسة خاطئة عمياء لأنها تجهل بُعد هذه السياسة من قبلهم والتي تؤدي الى احتكار الكلمة والتحاور من خلالها.. كل هذا عطل عمل التحالف الوطني وجعله يخطو خطوة للأمام وأخرى الى الخلف.
المشترك‮ ‬غيّب‮ ‬المنطق
رفض‮ ‬المشترك‮ ‬للحوار‮ ‬أيعني‮ ‬ان‮ ‬لديه‮ ‬أجندة‮ ‬معينة‮ ‬أو‮ ‬استعداداً‮ ‬لإدخال‮ ‬البلد‮ ‬في‮ ‬دوامة‮ ‬من‮ ‬العنف؟
- اللقاء المشترك منذ 2005م غيّب المنطق وقفز فوق التكتيك في الميدان في مواجهة الحزب الحاكم الذي يتمتع بأغلبية برلمانية ومجالس محلية ورئيس منتخب من قبل الشعب.. الخ، فوجد المشترك ان أفضل سياسة للدفاع هي الهجوم.
المؤتمر الآن في موقع الدفاع وليس الهجوم .. لماذا هل عملاً بالمثل الشعبي القديم »مكسر غلب مئة مدَّار« والمشترك اتبع هذه السياسة وسخر لها إمكاناته البشرية وإعلامه النشط.. وليس عيباً ان نعترف أن لديه إعلاماً نشطاً كنا نتمنى أن يسخره في البناء وليس الهدم وإشاعة‮ ‬البلبلة‮ ‬والمناطقية‮ ‬والعشائرية‮ ‬والعنصرية‮ ‬والعرقية‮ ‬بل‮ ‬وأخيراً‮ ‬وهو‮ ‬الأخطر‮ ‬إشاعة‮ ‬سياسة‮ ‬الانفصال‮ ‬تحت‮ ‬مظلة‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالحراك‮ ‬الذي‮ ‬بدأ‮ ‬اقتصادياً‮ ‬ثم‮ ‬سياسياً‮ ‬ثم‮ ‬عسكرياً‮ ‬متخلفاً‮.‬
قضية‮ ‬وهمية
‮ ‬إصرار‮ ‬المشترك‮ ‬على‮ ‬إشراك‮ ‬الحراك‮ ‬والحوثيين‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬وإدخال‮ ‬نقاط‮ ‬جديدة‮ ‬على‮ ‬اتفاق‮ ‬فبراير‮.. ‬كيف‮ ‬تقرأه؟
- كما قلت لك ان المكسر غلب مئة مدار.. فالمشترك لا يريد الوصول الى نتيجة في الحوار، فتذرع بهذه الاشياء لأنه يعرف ان المؤتمر لديه أغلبية برلمانية ومجالس محلية ، إضافة الى حكمة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وقدرته على استيعاب أبعاد المناورات التي تدور حوله وحل بعض عقدها بأسلوب هادئ متسامح وعدم اللجوء الى القوة والحسم في المواجهة على خطوط النار.. وهذا ما جعل المشترك يلجأ الى اسلوب استغلالي كهذا ويقفزون من واقع الى واقع أكبر منهم ظناً منهم أن المؤتمر سيجد نفسه مضطراً للقبول بابتزازهم ومطالبهم أو يخرج أوراقاً جديدة لمواجهتهم، ولهذا فإن الاخ الدكتور عبدالكريم الارياني ظلم كثيراً عندما تولى الحوار مع المشترك لأنه رجل دولة ورجل منطق وأنا أعرفه جيداً واحترمه، لأن منطقه يختلف عن الآخرين تجده في أصعب اللحظات يبتسم، فعلاً ظلم لأنه دخل حلبة مصارعة ولا أريد أن أقول سيرك وليس حواراً وبالتالي لو كان المشترك لديه منطق سليم مرتكز على حسن النوايا والثقة المتبادلة فلن يشترط الحوار مع الحوثي في الجبل حاملاً مدفعاً وبندقاً يتمرد على الدولة وينقلب على الثوابت ويرفض الدستور والقانون ويحاول إدخال الدولة في صراع قضية وهمية ليس لها وجود، ومع ذلك نجد الاخوة في المشترك يصرون على اشراكهم في الحوار، أما الحراك الذي ينادي بالانفصال صراحة تحت مزاعم حقوقية -ونحن نعلم أن الدولة قد حلت كثيراً من تلك المطالب- فهذا شيء غير منطقي وغير مقبول.. إذا كان هناك مطالب لم تحل أو تباطؤ في الحل فهذا أمر يمكن مناقشته‮ ‬تحت‮ ‬سقف‮ ‬الوحدة‮ ‬أما‮ ‬ان‮ ‬ترفع‮ ‬العلم‮ ‬الشطري‮ ‬وترفع‮ ‬شعارات‮ ‬ضد‮ ‬الوحدة‮ ‬وتقول‮ ‬نتحاور‮ ‬على‮ ‬مطالب‮ ‬الانفصالية،‮ ‬فهذا‮ ‬هو‮ ‬المستحيل‮.‬
إذا‮ ‬كان‮ ‬دعاة‮ ‬الانفصال‮ ‬قد‮ ‬حاولوا‮ ‬إخفاء‮ ‬مشروعهم‮ ‬الانفصالي‮ ‬بمطالب‮ ‬حقوقية‮ .. ‬فماذا‮ ‬عن‮ ‬الحوثيين؟
- الحوثي منذ ظهوره أعلن خروجه على طاعة ولي الامر وعلى الدولة تحت مطالب ما أنزل الله بها من سلطان فليس لديه ما يدافع عنه لأننا في اليمن منذ اكثر من 1400 سنة ونحن نقول اشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ومحمداً لم يكن سنياً ولا شيعياً ولا زيدياً أوشافعياً.. هل كان الامام علي أوجعفر الصادق زيدياً أو شا فعياً بالطبع لا.. الإمام زيد كان معتزلياً وكان يقاتل الظلم وليس لتبني فكرة مذهبية محددة.. حسين الحوثي عندما ذهب الى »قم« وجد هناك قضية طائفية كان يفتش عنها وهو المذهب الاثنا عشري الصفوي، وقد قال في إحدى خطبه انه وجد في هذا المذهب ضالته التي كان يبحث عنها ، فعاد الى اليمن يريد أن يتبعوه، وهذا المذهب امتداد للمذهب الصفوي الذي جاء في القرن الخامس عشر للرد على الاتراك الذين كانوا يحكمون المنطقة.. إذاً كان لدى جماعة الحوثي توجه صفوي وما تفعله ليس حباً في الاسلام أو حباً في آل البيت كما يعتقد البعض بل حباً في المنطق الامبراطوري الفارسي.. وعلماء الزيدية هم علماء وفقهاء كبار، وبتحليلهم وفكرهم لن تنطلي عليهم مثل هذه الأفكار التي جاء بها الحوثي بل أعرف منهم علماء كباراً لا أريد الحديث عما كانوا يقولونه عن الاثنا عشرية وعلى الأقل كانوا لا يقبلون بها، ويمكن القول: إن تعدد المذاهب نعمة للمؤمنين وليس نقمة ولا ينبغي أن نجرد صعدة وعلماءها من مسؤولية مواجهة الحوثي وأفكاره التي جاءت من خارج حدودنا.. ومَنْ يعتقد أن المذهب الاثناعشري سوف يكون هو الحل لليمن واليمنيين فهو واهم.
تحت‮ ‬سقف‮ ‬الوحدة
هل‮ ‬المشترك‮ ‬يدعم‮ ‬الحراك‮ ‬على‮ ‬الانفصال؟
- لا.. الحراك، البعض منهم اعضاء في الحزب الاشتراكي والاصلاح، هذه حقيقة معروفة وعناصرهم موجودة.. طبعاً هناك أيضاً القاعدة موجودة من خلال طارق الفضلي، فهل من المعقول أن نذهب لمحاورة طارق الفضلي الذي قتل العشرات من المواطنين؟.. على ذمة من قتلهم؟.. هل على ذمة الدستور أم على ذمة القانون؟.. طبعاً لا.. هل قتلهم على ذمة المصلحة الوطنية العليا؟ طبعاً لا!.. بل قتلهم على ذمة مصلحة الإرث التاريخي أو الثأر التاريخي؟.. هذه مسألة لابد من التوقف أمامها حتى نقرر مسألة التحاور من عدمه مع طارق الفضلي فإذا كان الحوار داخل اطار الوحدة وليس خارجها.. فهذا ممكن طارق الفضلي أعرفه جيداً وكان معنا في مجلس الشورى، رجل مهذب ومخلق لكن مصلحة الوطن فوق كل شيء، الوطن أكبر منه ومني، مصلحة الوطن العليا أكبر من مصلحتي ومصلحته.. وعندما يُطلب مني أن أحاوره فينبغي أن أعرف حول ماذا نتحاور.. هل نتحاور على كيفية الحفاظ على الوحدة والحفاظ على مصلحة المواطنين أم نتحاور حول كيفية القبول بالانفصال؟.. وهنا لابد أن يلتقي معه أعداء الانفصال ليحاوروه بعد أن أصبح جسراً لرؤوس الانفصال ومخططيه.. هل نتحاور مع الحراك من أجل عمل صك الاقرار بمشروعية للانفصال؟.. ونضع صكاً للجحيم؟ أم نتفق على صك دخول الجنة؟ اذا كان لعمل صك دخول الجنة فالأولى بهم أن يعلنوا أولاً بأنهم تخلوا عن صك الجحيم وصك الانفصال ويضعون الأمور في نصابها الصحيح من خلال تشخيص المشاكل لمعالجتها تحت سقف الوحدة والدستور والقوانين النافذة وليس خارجاً عن ذلك والوقوف أمام كافة السلبيات التي رافقت الوحدة والتصدي للأخطاء حتى نضع حداً لهذه وتلك من الاخطاء ونضع حلولاً موضوعية لكافة القضايا المعروضة للبحث والمطلوب معالجتها، في هذه الحالة ممكن التعاطي مع طالبي الحوار، أما أن يُطلب منا اللقاء بهم كجسر للوصول لعلي سالم البيض فهذا أمر مرفوض رفضاً قاطعاً، ولا مجال للدخول في أي حوار حوله.. هل يعقل أن نأتي لنحاور علي سالم البيض الذي طلب فك الارتباط وتحويل الجامعة العربية الى مأذون للنطق بالطلاق بحضور شيخ الأزهر لسماع النطق بالطلاق البائن؟ هذا كلام لا أحد يقبل به.. هنا نعتقد أن طرحهم كان بمثابة طرح تعجيزي يستحيل القبول به كمدخل لهروبهم من التعامل بجدية داخل صفحة الحوار السلمي الديمقراطي.. وأنا أعتقد بأنهم يريدون فرض المستحيل وقد أعجبني كلام الدكتور عبدالكريم الإرياني حينما قال: »إن كلامهم كلام لا يقبله إلاّ مغفل« وأنا لا أعتقد أن هناك مغفلاً في المؤتمر الشعبي العام ولا في المجتمع مغفلين يقبلون بكلام خارج المنطق والعقل والحكمة والصبر ويقبل بالخروج عن إجماع الانسان اليمني الوحدوي بطبيعته منذ أن عرفه التاريخ حتى الآن، ولا يستطيع أحد أن يثبت مثقال ذرة من المصداقية.. إن شعب اليمن عبر التاريخ كله كان يغلب الانفصال عن الوحدة، بل كان يغلب الوحدة على الانفصال وحتى الكيانات التي كانت موجودة كانت تحاول التغلب على بعضها البعض بهدف التوحد وكان كل كيان يحاول أن يضم الكيان الأضعف اليه في سياق التوحيد، وهكذا كانت كل الكيانات تحاول تقوية نفسها‮ ‬كي‮ ‬تقتحم‮ ‬بعضها‮ ‬البعض‮ ‬للتوحد‮ ‬ومحاولة‮ ‬بناء‮ ‬كيان‮ ‬موحد‮ ‬قوي‮ ‬أكبر‮ ‬من‮ ‬كيانها‮.‬
تتويج‮ ‬سياسي
وحتى‮ ‬المعارك‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬قبل‮ ‬الوحدة‮ ‬كانت‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الوحدة؟
- نعم كل ذلك من أجل الوحدة، حتى المعارضة التي كانت تعارض هنا أو هناك داخل الساحة كانت تضع أولويات معارضتها الوصول الى الوحدة، وقد كان منطق المعارضة واضحاً بأن هدفها تحقيق الوحدة والتحرر من الحواجز التي فرضت على شعب اليمن في العهدين المندثرين الإمامي والبريطاني، وهكذا نجد أن الوحدة اليمنية كانت على الصعيد الاجتماعي بكل أبعاده محققة وما تحقق في 22 مايو 1990م، ليس إلاّ تتويجاً سياسياً لوضع اجتماعي محقق بمعنى أن النظامين السياسيين توحدا تأكيداً وتتويجاً لوحدة محققة عملياً.. هنا يحق لنا القول إن اللقاء المشترك لم يكن موفقاً في المطالبة باتساع حلقة الحوار ليشمل الحوثيين وعناصر الحراك ومن أسموهم بأقطاب الانفصال بالخارج مع الأسف الشديد، لم يكونوا موفقين في محاولة طرح قضية الحوار القسري والفرض التعنتي والأمر الجبري تحت مظلة التهديد والوعيد، فالجبرية والقسرية في الحوار مرفوضة والتعنت والمكابرة مرفوضة ولغة المستحيل هي الأخرى غير مقبولة في الحوارات، وهم قد استخدموا كل هذه الحالات مع الأسف الشديد إما لجس النبض وإما للاستعراض واذا لم يكن هذا ولا ذاك فقد قصدوا اغلاق باب الحوار السلمي الديمقراطي وتركوا الباب مفتوحاً لخبراتهم‮ ‬خارج‮ ‬اطار‮ ‬الدستور‮ ‬والقانون‮ ‬وخارج‮ ‬سقف‮ ‬الوحدة‮.‬
رؤية‮ ‬وطنية
تنامى‮ ‬الى‮ ‬مسامعنا‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬توجيهات‮ ‬من‮ ‬فخامة‮ ‬الأخ‮ ‬رئيس‮ ‬الجمهورية‮ ‬بتشكيل‮ ‬لجنة‮ ‬من‮ ‬المؤتمر‮ ‬والتحالف‮ ‬الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬لوضع‮ ‬رؤية‮ ‬وطنية‮ ‬لمستقبل‮ ‬البلد،‮ ‬الى‮ ‬أين‮ ‬وصلت‮ ‬هذه‮ ‬اللجنة؟
- نحن ما زلنا في صفحة أبجد هوز في هذا الجانب، واللجنة موجودة واعتقد أنه اذا جد الجد لدى هذه اللجنة فإنها قد تستطيع الخروج برؤية وطنية لا تستبعد أحداً ولا تستثني أحداً ومنفتحة على الجميع، وهي بالأساس رؤية من أجل الانفتاح على الشعب اليمني كله والتعامل مع البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رؤية تترجم البرنامج وتترجم طموحات المواطن التي لمسها في البرنامج الذي جسد طموح المواطن وآماله، وسنرى الى أين ستصل هذه اللجنة، إذ مازلنا في بداية الطريق.
جدية‮ ‬وموضوعية
ما المطلوب باعتقادك- من فخامة الأخ الرئيس لوقف حالة الشد والجذب والتعنت؟ فهل يترك المؤسسات الدستورية، ويرضخ لتعنت المشترك الذي أشرت إليه في حديثك .. الدستور، القانون، الشرعية الشعبية، وماذا يجب عليه كرئيس دولة لكل اليمنيين وليس كرئيس للمؤتمر الشعبي العام؟
- هو أمام العاصفة وأمام الغبار السياسي وليس الحوار السياسي، خرج بحكمة جادة تستوعب التناقضات كلها ووضع مبادرة متوخياً تفهم الجميع لأبعادها.. هذه المبادرة تتركز في التصالح، التسامح، الحوار.. فالتسامح والتصالح في تاريخ الحضارة العربية والاسلامية كانت دائماً مطلباً على صعيد الفرد والجماعة، إذ يلجأ الىها الفرد عندما تكون أمامه معضلة كبيرة يلجأ الى التصالح مع نفسه، نعم يلجأ الى قوة أكبر من أية قوة حوله، نعم يلجأ الى فكرة التصالح والتسامح عندما تضيق أمامه الفرص كل ذلك تعاملاً مع قيم أخلاقية عليا وهكذا نجد أن فكرة التصالح والتسامح مهمة تتقرر أبعادها ومعانيها من خلال الحوار السلمي الديمقراطي ونعتقد أن فخامة الأخ الرئيس عندما ركز مبادرته على التسامح، والتصالح، والحوار، كان يدرك أن الخيرين سيتنادون للتعامل مع هذه القضية بجدية وموضوعية بعيداً عن المزايدات..
حقاً هذه المسألة تتطلب جدية وخاصة عندما نقف أمام صراع أحزاب في واقع مفتوح والكل مسئول مسئولية تاريخية في الحفاظ على مصلحة المواطن والوطن، هنا تتبلور أكثر وتفهم أكثر هذه المبادرة الخيرة وتصبح مسئولية الأحزاب أكثر جدية وأكثر ايجابية اذا ما أرادت أن تخرج من شرنقة الصراعات الوهمية والخلافات الآنية والتحرر من ضغوط المصالح الذاتية والتعامل مع الوحدة كقضية مركزية في حياة مجتمعنا اليمني الحديث.. لذا لم تأتِ هذه المبادرة من فراغ فالرئيس كمسئول في الموقع الأول في الجمهورية اليمنية عاصر ويعاصره الكثير من الخلافات والجدل داخل الساحة وتعثرت الحوارات فالتقط كل ذلك بحكمة وتبصر كي يضع مبادرته الجادة متوخياً شد الجميع الى دائرة الموضوعية واعادة الحوارات الى جادة الصواب فكانت مبادرته التصالح والتسامح والحوار رداً علمياً جاداً وصادقاً للخروج من المأزق الذي حاول الآخرون جعله قاعدة‮ ‬داخل‮ ‬الساحة‮ ‬اليمنية‮ ‬وابقاء‮ ‬الصراع‮ ‬كدوامة‮ ‬شبيهة‮ ‬بطواحين‮ ‬الهواء‮.. ‬
اذاً هذه المرة المبادرة نعتبرها المدخل الصحيح لتجاوز الأزمة اذا كان اللقاء المشترك يحرص على تجاوزها والخروج بنتائج ترضي المصلحة الوطنية العليا قبل أن ترضي هذا أو ذاك من الأحزاب المتحاورة أو هذه أو تلك من القوى المشاركة في الحوار.. نعم اذا كان اللقاء المشترك يحرص على المواطن والوطن، يحرص على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وقبل هذا وذاك يحرص على الوحدة اليمنية ويحترم الدستور والقوانين النافذة، إذ أن هذه المبادرة لم توجد إلاّ للتأكيد على هذه القضايا التي تهم الحاضر والمستقبل.. إنها مبادرة تترجم ترجمة عملية‮ ‬ما‮ ‬يمليه‮ ‬عليه‮ ‬واجبه‮ ‬كمسئول‮ ‬أول‮ ‬في‮ ‬موقع‮ ‬أول‮ ‬في‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ‬رئيساً‮ ‬لكل‮ ‬اليمنيين‮ ‬وليس‮ ‬رئيساً‮ ‬لحزب‮ ‬بعينه‮..‬
إنه بهذه المبادرة يخاطب الجميع مؤكداً أن الباب بات مفتوحاً للتعامل بجدية وموضوعية وايجابية مع قضية الوحدة والدستور والقوانين وأن على الجميع أن يستوعب ذلك بعيداً عن التأويلات والتحسس لأن ذلك مرتكز التخلي عن التخريب وممارسة الفوضى والتقاطع مع القوانين والاعتداء‮ ‬على‮ ‬الدستور‮ ‬والوحدة‮ ‬سوف‮ ‬يقود‮ ‬الى‮ ‬الاحتكام‮ ‬الى‮ ‬حكمة‮ ‬الدستور‮ ‬والرد‮ ‬الحاسم‮ ‬على‮ ‬العنف‮ ‬والفوضى‮ ‬والتخريب‮ ‬حفاظاً‮ ‬على‮ ‬أمن‮ ‬المواطن‮ ‬والوطن‮ ‬وترسيخ‮ ‬الاستقرار‮..‬
حقاً بعد هذه المبادرة كمحاولة منفتحة ودعوة صادقة فإنه اذا ما تم تجاهلها من قبل قادة اللقاء المشترك ولم يستوعب ابعادها المخربون في صعدة والحراك فإن المسئولية التاريخية ستملي على صاحب المبادرة بأن يتخذ القرار الصائب الذي يراه مرضياً لله والوطن والشعب دون أية‮ ‬ملامة‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬كائن‮ ‬كان‮..‬
وهنا لا يفهم البعض أن هذا الطرح تحريضاً لأحد على أحد وإنما وضع الأمور في نصابها والرد على التخرصات والايغال في التخريب والتماهي مع دعاة التشرذم والانفصال وأوكار التآمر على اليمن أرضاً وانساناً.. نعم عندما تعم الفوضى يحق للموقع الأول في الجمهورية اليمنية أن يستدعي الدستور والقوانين النافذة لوضع حد لها ولاصحابها وقطع دابر القوى المتآمرة التي تتشابك مصالحها الذاتية مع أعداء الوحدة والتقدم والأمن والاستقرار في البلاد ونحن نعرف أن موقفاً كهذا لن يستخدم إلاّ عندما يطفح الكيل وتكون سياسة الكي هي الحل الوحيد عند الاضطرار‮ ‬وفي‮ ‬أضيق‮ ‬حلقاتها‮ ‬وخاصة‮ ‬عندما‮ ‬يجابه‮ ‬الدستور‮ ‬والقانون‮ ‬بالصم‮ ‬والبكم‮ ‬والذين‮ ‬لا‮ ‬يفقهون‮ ‬إلاّ‮ ‬لغة‮ ‬التخريب‮ ‬والفوضى‮..‬
إن أي موقف حازم يتخذ في مواجهة التخريب لاشك سيأتي منسجماً مع صحوة الضمير الداخلية عند أي مسئول والإحساس بالمسئولية أمام الله والتاريخ حتى توضع الأمور في نصابها والرئيس اذا ما لجأ الى موقف يملي عليه ضميره بعد الدستور والقوانين لاشك سيكون موقفاً متوازناً يعبر عن حرص وطني في الحاضر والمستقبل يسمو فوق كل الحسابات والطروحات التي تعود البعض على ترديدها أو تكرارها بالسر والعلن في مواجهة أي عمل ايجابي كبير وموقف تاريخي يملأ الحاضر ويستوعب أبعاد المستقبل الذي نسعى اليه.. فقد عرف شعب اليمن الرئيس علي عبدالله صالح ومنحه ثقته، نعم عرفه أنه ليس كغيره من الرؤساء والملوك الذين اذا ما خرجت مظاهرة بغض النظر عن حجمها تضيق صدور البعض منهم فيواجهونها ليس بخراطيم المياه وإنما بما هو أشد وأعنف، هذا الجانب أثبت الرئيس علي عبدالله صالح قدرته عبر مسيرته الطويلة من 1978م وحتى الآن على التوازن والتبصر متحلياً بالجدية في أصعب الظروف وأشد التعقيدات السياسية والاجتماعية متحلياً أيضاً بالحكمة والصبر لأن ذلك مرتكز النجاح ليس فقط في مسيرة الرئيس علي عبدالله صالح، وإنما في مسيرة المصلحين الاجتماعيين والقادة التاريخيين الذين وهبوا حياتهم في خدمة شعوبهم وأممهم.. فالحكمة والتبصر والمعرفة التي يتحلى بها الرئيس علي عبدالله صالح مكنته من التعامل مع الأحداث بتروٍ وصبر وشجاعة وجدية حتى يتجاوز الصعاب ويتمكن من التعاطي مع المشاكل بمختلف ألوانها بتوازن حتى يتجنب الانجرار الى منزلقات المواجهات المفتعلة هنا‮ ‬أو‮ ‬هناك‮ ‬التي‮ ‬قد‮ ‬تقود‮ ‬الى‮ ‬اضرار‮ ‬كبيرة‮ ‬والى‮ ‬نتائج‮ ‬تعود‮ ‬بما‮ ‬لا‮ ‬يحمد‮ ‬عقباه،‮ ‬وهنا‮ ‬تكمن‮ ‬قوة‮ ‬فخامة‮ ‬الأخ‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬وثقة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬به‮ ‬ووقوفه‮ ‬خلف‮ ‬مسيرته‮.‬
كل ما نتمناه هو أن الأجهزة التي تتحرك على أرض الواقع تتحلى باليقظة والوعي في التعامل مع الأحداث وفي الرد على المخربين بحيث يكون وعيها سلاحاً في الرد وتكون حكمة الأخ الرئيس نصب أعين الجميع حتى لا يمكنوا عناصر الشغب من التمادي في غيهم ومواصلة عمليات التخريب واشاعة الفوضى والقلق في أوساط المواطنين، فالتصرف الحكيم الواعي -لاشك- سلاح ذو حدين سلاح يضع حداً للمتمادي وسلاح ينبه المواطنين الى كوامن الخطر ويقودهم نحو التصدي الجماعي للفتنة وهذا ما نريده وما نتمناه في التعامل مع الحاضر ليس فقط في مواقع الاحتكام وإنما يكون‮ ‬قاعدة‮ ‬عامة‮ ‬ترسخ‮ ‬معاني‮ ‬الحرية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬وتجذر‮ ‬أهداف‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)