فيصل الصوفي -
في التراث اليمني الذي تمضع او تلوك الجزء الميت منه مركبات ومحرضات كثيرة ضد الشراكة وضد الاصطفاف الوطني والعمل الجماعي.. ومنها الأمثال الشعبية التي يقول بعضها : ثلاثة ما يمشي بهم مركب، وشراكة بين سبعة ما تبسل، واذا كثر الطباخون فسد اللحم، واحضر على شاتك تلد لك طلي.. والى جانب الأمثال الشعبية تقف ارادات شمولية مسلحة بموروث هائل من الأنا أنا، واللهم نفسي نفسي، وحبتي أو الديك.. وكل طرف يضع بينه وبين الآخرين سوراً بلا باب او حاجز ياجوج وماجوج، وينادي على الآخر من بعيد ليستفزه ويستثيره ويبعده ويجعله مثل المجنونة التي تلاحقها كلاب.
ومن المفارقات انه ليس في اليمن طرف او وسط او حزب او حتى معلم مدرسة يقول انه ضد الشراكة والاصطفاف والعمل الجماعي، فالجميع يبدون هداةً مهتدين بأن المؤمنين اخوة، وان الرماح اذا اتحدت لاتُكسر واذا تفرقت تكسرت آحاداً.. الجميع منكب في الوقت نفسه للتفتيش عن فتافت تثير الانقسام وتكسر ما بقي من جسور التواصل، وما يثير الرعب ان هذا يحدث من قبل اليمنيين حتى في أوقات المصائب التي يقولون انها تجمع المصابين.
ان حالة التنافر بين المجموعات والطلاق بين السلطة والمعارضة وضع غير طبيعي وليس في صالح أحد، ولايجوز ان نسمح لمحرضات الفرقة وعدم الوئام ان تفعل بنا ذلك، ولايجوز ان نسمح به.
مايحدث في صعدة، وكل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الاخرى ينبغي ان تجمعنا لا ان تفرقنا، ولابد من ترك عوامل الفرقة جانباً في أوقات كهذه، وان يهتم الجميع بعوامل التواصل والمشاركة مادمنا نؤمن بأن الحلول لمشاكلنا يجب ان نصنعها معاً.
لقد أُهدرت فرص كثيرة من قبل المؤتمر والمعارضة كان المبادر اليها رئيس الجمهورية الذي دعا مرة بعد مرة للحوار والاصطفاف الوطني، ومنذ الأمس صارت لدينا فرصة جديدة، وأعتقد ان مشاغل قادة المؤتمر لن تشغلهم عن تحويل دعوة الرئيس الى حركة وعمل يحقق الاصطفاف الذي صرنا أحوج ما نكون إليه اليوم.