مصطفى اليافعي -
المحفد إحدى مديريات أبين.. تقع شرق العاصمة زنجبار وتبعد عنها بمسافة 5 ساعات تقلك سيارة عبر طريق اسفلتي..
كانت المحفد قبل عام 1990م جزءاً من مديرية مودية إدارياً وهي الآن تجاور مديرية المحفد مديرية مودية وتعتبر محاذية لمحافظة شبوة وتضم عدداً من المناطق: كالحاق والشقيب والجانح والمعجلة والجبر وضيقة ولباخة وغيرها الكثير والكثير من المناطق..
المحفد تعتبر من أكبر مديريات أبين مساحة وتحتل المرتبة الثانية- تقريباً- بعد مديرية خنفر، كما أن للمحفد موقعاً استراتيجياً كونها مدخل المرور إلى شبوة وحضرموت.
الطبيعة التضاريسية للمحفد وعرة نسبياً فمناطقها تحوي أراضي شاسعة وأودية طويلة ومرتفعات جبلية متوسطة في غالبيتها العظمى تتكون من جبال رسوبية متوسطة الأرتفاع تحيط بمناطق وقرى المحفد..
إن تناول العملية الأمنية التي نفذت فجر يوم 17 / 12 / 2009م والتي استهدفت معسكراً تدريبياً للقاعدة في منطقة المعجلة - المحفد- نتج عنه مقتل عدد من الإرهابيين وإلقاء القبض على عدد آخر، هذا يدعونا إلى الرجوع قليلاً إلى الوراء وإلى أشهر وأسابيع قبل حصول هذه الضربة..
فمنطقة المعجلة تعتبر واحدة من أوعر مناطق المحفد وقد شهدت المنطقة خلال الأشهر والأسابيع الماضية توافد مجاميع مسلحة من عدد من مناطق أبين وشبوة وغيرها بعد ان تم فيها إنشاء معسكر تدريبي وتسليحي لعناصر القاعدة.. ولعل المطلع والمتابع للأحداث في أبين خلال الأشهر الماضية يعرف ان هناك رابطاً وعلاقة مباشرة بين قطع الطرق واختطاف السيارات الحكومية وعمليات القتل في المحفد وبين وجود تلك الجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة المعجلة ذات الموقع الاستراتيجي.
مسؤول رفيع في السلطة المحلية بمديرية المحفد أكد أن الضربة الجوية التي قامت بها القوات الأمنية كانت موفقة واستطاعت ان تضع حداً لجرائم أولئك الإرهابيين والتي روعت الآمنين وحولت حياتهم إلى جحيم لايطاق خصوصاً وان أولئك الإرهابيين كانوا اشبه بكابوس ثقيل على المحفد والمعجلة.
مسؤول أمني رفيع أكد لـ«الميثاق» أن تلك الضربة كانت نوعية وتم توجيهها بدقة وقد حققت نجاحاً كبيراً من خلال مصرع عدد كبير من الإرهابيين الذين كانوا يحضّرون لتنفيذ هجمات إرهابية في أبين وعدن وشبوة ضد مصالح حكومية وغير حكومية.. مشيراً إلى أن هناك إشارات ودلالات تؤكد وجود تنسيق وتعاون بين عناصر القاعدة وقادة ما يسمى بالحراك التخريبي، يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار والاضرار بمصالح الوطن وأبنائه بشكل عام.
لتسليط الضوء على ما حصل ولنقل المواقف والآراء حول الضربة النوعية التي طالت تنظيم القاعدة في المحفد..
أجرت «الميثاق» هذه المتابعة من المحفد قلب الحدث..
لارأفة بالإرهابيين
حيث تحدث في البداية المواطن/ محمد أبوعبدالله من منطقة الحاق/ المحفد قائلاً: الحزم والقوة مطلوبان في فرض هيبة الدولة.. وبكل تأكيد الضربة الجوية التي وجهها سلاح الطيران على المعسكر التدريبي للقاعدة في منطقة المحفد هو توجه صحيح وصائب لمواجهة جماعات مسلحة إرهابية لاتفقه إلاّ القتل والتدمير والتخريب.
وكواحد من أبناء هذا الوطن وأبناء هذه المديرية أقول إنني مع ضرب أوكار الإرهابيين أينما وجدوا من قبل الدولة.. لا رأفة ولا تهاون مع من يهددون أمننا واستقرارنا وتنمية وطننا.. ولا رأفة ولاتهاون مع من يريد ان يدمر مصالحنا ومنشآتنا وينشر الإرهاب في ربوع وطننا.. نعم لإجراءات الدولة.. نعم لفرض النظام والقانون.
غرباء عن منطقتنا
وتحدث الأخ المدرس ياسر السيد- قائلاً: دون أدنى شك أعتبر الضربة التي وجهت لمعسكر القاعدة التدريبي في المحفد هو شيء كان لابد منه تجاه جماعة إرهابية تخريبية حلت في منطقتنا ونشرت الذعر والخوف بين أوساط أبناء منطقة المحفد بشكل عام.. ما حصل يوم الخميس الماضي هو أن الدولة مارست واجبها ودورها الطبيعي في تخليص الوطن من فئة ضالة وباغية وإرهابية فشلت كل المساعي الخيرة معها، وبكل تأكيد القوة هي الأسلوب الوحيد والأمثل معها..
وأبناء مديرية المحفد كغيرهم من أبناء أبين والوطن بشكل عام يشدون على أيدي الدولة في محاربة الإرهاب والإرهابيين خصوصاً في ظل التحالف التآمري الذي يضم «القاعدة- الحراك- الحوثيون» والذي نعتقد أنه موجود ويحاول المساس بهيبة الدولة وبالوحدة الوطنية وبأمن وباستقرار الوطن بشكل عام.
الأخ مسعود «تاجر» قال: بكل تأكيد نحن مع توجيه الضربات ضد كل من يحاول المساس بأمن الوطن واستقراره وضد كل من يحاول ان يقوض السلم الاجتماعي ويبث في الوطن ثقافة الحقد والكراهية التي لاتؤدي إلاّ إلى الفتن وتمزيق الوطن..
فالجماعة المسلحة التي تم قصفها في منطقة المعجلة، روَّعت الآمنين، قطعت الطرق، ولعل الحادث الشنيع الذي حصل في المحفد بعد أيام من عيد الأضحى الماضي بمقتل أحد الجنود من أبناء إحدى المحافظات الشمالية قد هز مشاعرنا وأثار فينا حزناً وحنقاً لايمكنني أن أصفه، وبكل تأكيد أبناء المحفد سيدافعون عن الوحدة وعن منجزاتها ولن ينجروا خلف الإرهابيين والمخربين والمجرمين وأصحاب الدعوات المأزومة الهدَّامة التي تأتي تنفيذاً لمخططات المتآمرين والحاقدين على وحدة الوطن.. سينتصر الوطن وسيُرمى المأزومون والمخربون والانفصاليون الخونة في مزبلة التاريخ.
ضربة قاسية
الأخ الشيخ عبدالله الكازمي من وجهاء وشخصيات منطقة المعجلة/ المحفد تحدث قائلاً: الدولة مُلزمة باتخاذ الإجراءات الضرورية ضد كل من يحاول ان يمس أمن واستقرار وسكينة الوطن والمواطن.. وبكل تأكيد الضربة التي تلقتها القاعدة في منطقة المحفد قبل أيام كانت ضربة موجعة وقاسية وحققت نتائج طيبة وكبيرة.. وبلاشك نحن مع محاربة الإرهاب والإرهابيين والمخربين والمجرمين الذين لايملكون قيماً إنسانية ولا اجتماعية ولا دينية، وإن تناولنا موضوع الجماعة المسلحة الإرهابية التي ضُربت في المحفد فهي مكونة من إرهابيين ومجرمين ومخربين كانوا ينوون شن هجمات إرهابية خطيرة على الوطن، وأرجح أن هناك علاقة وتحالفاً بين القاعدة والحراك الإجرامي والمتمردين الحوثة، خصوصاً أن هناك هدفاً مشتركاً لتلك القوى الإرهابية الثلاث وهو: استهداف النظام السياسي في الوطن والمساس بهيبة الدولة وبث الصراعات والنزاعات والفتن.. وبكل تأكيد أن الإرهابي المتطرف طارق الفضلي له ضلع ودور في دعم وتمويل ذلك المعسكر القاعدي الذي تم ضربه باعتبار ان الفضلي من تنظيم القاعدة وكذلك من أبرز قيادات ما يسمى بالحراك الإجرامي والذي أصبح اليوم- أي هذا الحراك- إجرامياً وتخريبياً ومنبوذاً وغير شرعي، ونرى ان تتم إجراءات صارمة لحظر تكتلات ارهابيو ما يسمى بالحراك لأنه بدأ يتخذ منحنيات خطيرة جداً حيث تحول من تكتل له مطالب حقوقية إلى تكتل إجرامي ودموي وإرهابي.. وأنصح كل مواطني المحافظات الجنوبية ان يفهموا ويتيقنوا ويتنبهوا إلى أن الحراك الإرهابي لايريد الخير للوطن بل يريد أن ينفذ مخططات إجرامية وتآمرية تستهدف أمن الوطن واستقراره ومنجزاته..
ولايسعني إلاّ أن أؤكد أن المشاكل والهموم لدى بعض المواطنين يجب أن يتم تناولها والتعبير عنها عبر القنوات المعروفة خصوصاً وان الوطن وطن ديمقراطي تعددي.{
أسماء أبرز عناصر الإرهاب في عمليتي معجلة وأرحب:
1- محمد صالح الكازمي
2- مقبل عبدالله عوض شيخ
3- أحمد عبدالله عوض شيخ
4- ميثاق الجلد
5- عبدالله عوض شيخ
أجانب
1- إبراهيم النجدي (سعودي)
2- تم دفن خمسة قتلى من عناصر القاعدة من مجهولي الهوية (أجانب) في مقبرة زارة بمديرية لودر
3- تم العثور على بطاقة شخصية باسم محمد بن محمد راجح الذرعان.
الإصابات:
1- عبدالله سالم علي
2- عبدالرحمن محمد قايد
3- حيدرة سالم علي
4- فتاح العمري
5- محمد علي سالم
المضبوطون:
ضبط 29 إرهابياً في عملية قرية سلم بمديرية أرحب بصنعاء منهم 13 إرهابياً تم ضبطهم في أمانة العاصمة، حيث كانوا مكلفين بتقديم الدعم المعلوماتي واللوجستي لأفراد الخلية التابعة لـ«عارف وحزام مجلي». | 
مواطنون: الإرهابي الفضلي يدعم ويمول معسكر«القاعدة» 
