تقرير..«الميثاق» -
أكدت الأجهزة الأمنية قدرتها وفاعليتها في مواجهة مختلف المخاطر التي تحدق بالوطن وتهدد أمنه وسلامه الاجتماعيين.
وما العمليات الأمنية الاستباقية النوعية التي نفذتها الأجهزة الأمنية مؤخراً ضد عناصر القاعدة في أرحب بمحافظة صنعاء وقرية المعجلة في مديرية المحفد محافظة أبين وأمانة العاصمة إلاّ دليل على أن بلادنا تمتلك ذراعاً أمنياً قوياً قادراً على أن يطال كافة بؤر الإرهاب.
»الميثاق« وفي إطار متابعتها لكل ما يعتمل من نشاط أمني رصدت أبرز الأهداف والنتائج التي خلصت إليها تلك العمليات الاستباقية التي حظيت باهتمام وتقدير شعبي واسع في صورة عززت الثقة لدى المواطنين بقدرة وإمكانات أجهزة الأمن في مواجهة كافة التحديات الإرهابية والتخريبية..
فعلى صعيد العملية النوعية التي استهدفت عناصر القاعدة خلية أرحب بمحافظة صنعاء والتي كانت تستهدف ضرب سلسلة من الأهداف والتي منها مبنى السفارة البريطانية ومصالح أجنبية وشركات نفطية ومقرات حكومية فضلاً عن استهداف عدد من القيادات الأمنية والعسكرية.. حيث كشفت المعلومات عن اعداد ثمانية عناصر إرهابية لضرب تلك الأهداف من خلال لف احزمة ناسفة حول أجسادهم بالإضافة إلى استخدام سيارتين مفخختين كانتا ستستخدمان في الهجوم على مقر السفارة البريطانية بالعاصمة صنعاء على غرار العمليات الانتحارية التي نفذت ضد السفارة الأمريكية في وقت سابق.
وكشفت الأجهزة الأمنية عن دخول عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة عن طريق الجوف وأرحب للانضمام إلى عناصر أخرى كانت قيد المتابعة في أرحب بقرية بيت سلم وبيت مجلي بغرض التمهيد لتنفيذ عمليات اخرى بالعاصمة.
رصد ثلاثة مواقع في أرحب.. وقد تمكنت قوات الأمن بالتنسيق مع القوات الجوية من رصد ثلاثة مواقع إرهابية في أرحب، منها النوبة حيث استهدفت العملية أربعة عناصر إرهابية اسفرت عن مصرع ثلاثة منهم هم:
الإرهابي هاني الشعلان أحد عناصر القاعدة العائد من »غوانتنامو« مطيع الرصاص سمير المطري.. فيما جرح الإرهابي الرابع احمد علي المهرس.
ووجدت متفجرات كانت بحوزة تلك الخلية من ذات النوع الذي تم به استهداف الأمير محمد بن نائف مساعد وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية في وقت سابق من العام الجاري.
فيما الموقع الثاني وهو موقع التبة بأرحب فقد تم فيه رصد سيارة نيسان كان يستخدمها الإرهابيون في تنقلاتهم وكان على متنها ثلاثة اشخاص تمكنوا من الفرار وهم:
قاسم الريمي وصالح حزام مجلي وإرهابي ثالث لم تحدد هويته بعد.
بينما اسفرت عملية بيت مجلي عن ضبط الإرهابي عارف مجلي وكانت الحملة الأمنية على هذه المنطقة قد تعرضت خلال عودتها من تنفيذ المهمة لكمين من قبل عناصر القاعدة اسفر عن اصابة ضابط وفرد وألقي القبض على عناصر مجموعة الكمين وعددهم ثمانية وهم:
قاسم علي العصامي، علي ناصر القطيشي، فرج هادي مسعود الغدراء، ردمان هادي مسعود الغدراء، عبدالله محسن حزام مزود الحكمي، احمد محسن حزام مزود الحكمي احمد علي صالح المهرس وعارف صالح مجلي.
كما تم القبض اثناء تلك المداهمات التي نفذتها قوات الأمن على »19« إرهابياً.. فيما لاتزال التحقيقات جارية معهم.
عملية أبين
{ وبالتزامن مع عملية أرحب كان للقوات الأمنية ان تعاملت مع عناصر القاعدة في محافظة أبين وذلك في قرية المعجلة منطقة المحفد، حيث استهدفت العملية معسكر تدريب تابع لتنظيم القاعدة يضم مجموعة من العناصر الإرهابية من جنسيات يمنية وأخرى أجنبية، وقد اسفرت الضربة عن مقتل عدد من العناصر اليمنية والأجنبية ومنهم:
محمد صالح الكازمي وميثاق عبدالله ناصر الجلد وعباد سالم مقبل وسمير شيخ محمد أمقيدة وهو ابن عم الإرهابي عبدالمنعم القحطاني وإرهابي سعودي آخر يدعى محمد الدرعان تم العثور على هويته وشخص آخر سعودي يدعى الكندي فضلاً عن وجود جثث أخرى لم يتم التعرف على هوياتها..
وتشير المصادر الأمنية إلى أنه اثناء العملية جرح خمسة من العناصر الإرهابية تم نقلهم إلى مستشفى لودر بعد ذلك نقلوا إلى منطقة مجهولة، وهم:
عبدالله سالم علي، حيدرة سالم علي، محمد علي سالم، عبدالرحمن محمد قائد، فتاح العمري، ومن ضمن الضحايا عائلة الإرهابي محمد صالح الكازمي وعائلة الإرهابي عبدالله شيخ حيث تم جلب تلك الأسر وتسكينها في مخيم لغرض اعداد وتجهيز الطعام، ما ينفي نفياً قاطعاً استهداف أي مدنيين في عملية أبين، حسب ما روجت له عناصر الإرهاب ومعها العديد من عناصر ما يسمى بالحراك..
معسكر المعجلة
وذكرت معلومات ان الإرهابي محمد صالح الكازمي الذي لقي مصرعه في هجوم قرية المعجلة يعد واحداً من القيادات البارزة في القاعدة في أبين والذي انشأ المركز التدريبي للقاعدة في المنطقة وعمل مع الإرهابي عبدالمنعم القحطاني على توفير كافة السبل لإنجاح مخططاته الإرهابية وتوفير الدعم اللوجستي والغذاء، إلخ من المتطلبات وقد لوحظ وجود عناصر سعودية وصومالية في هذا المعسكر..
وحسب المعلومات الأمنية فإن الإرهابي ناصر الوحيشي زعيم مايسمى بتنظيم القاعدة وبدر سعود العوفي سعودي الجنسية وعمر مسعود ناصر علي »أبو حفص«، قد عقدوا اجتماعاً سرياً عقب العملية الجوية التي استهدفت المعسكر وتوافد العديد من عناصرهم لتقديم العزاء للإرهابيين الذين قضوا في العملية.
وأكدت المعلومات الأمنية عقب عملية أبين ان العناصر الإرهابية قامت بتفخيخ موقع المعسكر الذي تم ضربه بالألغام والمتفجرات بهدف قطع الطريق أمام فرق التحقيق وكذا استهدافهم حال دخولهم إلى المنطقة.
وقد أودت هذه التفجيرات إلى استشهاد العقيد ناصر صالح السعيدي ومسعود محمد قطياني وجرح عدد آخر من المواطنين..
فيما أدت العبوات التي زرعها الإرهابيون في المعسكر قبل فرارهم إلى اصابة العديد من المواطنين.
عملية أمانة العاصمة
وأوضحت المصادر الأمنية أنه في إجراء متزامن مع العمليتين السابقتين تم التنسيق لإلقاء القبض على مجموعة من العناصر الإرهابية في امانة العاصمة كانت مرتبطة بعناصر مديرية أرحب وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على 14 عنصراً ويجري حالياً التحقيق معهم.. وقد حظيت العمليات الثلاث المتزامنة بتأييد داخلي وخارجي.
وكانت عناصر القاعدة- حسب المصادر الأمنية- قد عملت خلال العام الحالي 2009م على التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح حيوية وطنية وأجنبية واستهداف ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن ومنها اغتيال قيادات أمنية في حضرموت في الـ3 من نوفمبر الماضي وهو العميد علي سالم العامري مدير الأمن العام والعميد احمد باوزير مدير فرع الأمن السياسي بوادي حضرموت واثنين من مرافقيهما كما كانت قد قامت بخطف وإعدام بسام طربوش رئىس قسم التحريات بمباحث مأرب.. وخطف الخبير الياباني في أرحب وقتل الألمانيتين والكورية واستهداف سياح أجانب في مأرب وحضرموت..{
فاتورة الإرهاب
كان للعمليات الإرهابية التي تعرضت لها الجمهورية اليمنية من قبل عناصر القاعدة منذ العام 1992 أكبر الضرر على السكينة العامة والذي انعكس بدوره سلبياً على الاقتصاد الوطني ومسيرة التنمية والاستثمار وسمعة البلاد الخارجية ويمكن إيجاز أهم تلك الآثار والأضرار المادية والمعنوية على النحو التالي:
- ما أصاب بلادنا من أضرار نتيجة شن حملة سياسية وإعلامية معادية هدفت الإساءة إلى سمعة اليمن وعلاقاتها الخارجية ومكانتها الدولية من خلال الترويج للمعلومات الخاطئة المغلوطة التي حاولت أن تجعل بلادنا هدفاً للحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، كما حاولت بعض وسائل الإعلام الداخلي والخارجي التقليل من شأن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة في مجال مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله.
- تضرر القطاع الاقتصادي كثيراً وعلى وجه الخصوص المنشآت والوسائط السياحية الأمر الذي أدى إلى انخفاض العائدات السياحية لبلادنا إلى أدنى المستويات جراء إلغاء البرامج السياحية وتراجع توافد السياح بأعداد كبيرة ، حيث تشير الإحصاءات إلى تسريح ما يقارب 140 ألف عامل يعملون في قطاع السياحة وخسارة بلغت حوالي 144 مليون دولار سنويا جراء الأعمال الإرهابية.
- انخفاض عائدات النشاط الملاحي في مختلف الموانئ نتيجة لارتفاع أقساط التأمين على البواخر والبضائع الواصلة إلى موانئ بلادنا بنسبة 350٪ تحت ما يسمى مخاطر الحرب مما أدى إلى ارتفاع أجور الشحن وارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية الأخرى في الأسواق اليمنية ، كما أحجمت الكثير من الشركات الاستثمارية وأصحاب رؤوس الأموال عن تنفيذ المشاريع الاستثمارية المقرر تنفيذها والمقدرة بملايين الدولارات مما تسبب في ضياع الكثير من فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة.
- تعرض القطاع المالي والمصرفي لأضرار وهزات اقتصادية نتج عنها خسائر كبيرة، كما تأثرت سلباً التحويلات المالية من قبل المغتربين في الخارج مما اضطر الحكومة إلى زيادة مخصصات الإجراءات الأمنية والتدابير الإستثنائية التي تتطلبها عملية مكافحة الإرهاب والتطرف.
- تجميد الكثير من المشاريع الخدمية والتنموية وذلك من أجل توفير المبالغ المالية اللازمة للإجراءات والتدابير الأمنية الاستثنائية التي تتطلبها عملية مكافحة ظاهرة الإرهاب.
- استنزاف كثير من الموارد المالية التي كانت معدة أصلاً لتطوير التنمية ورفع مستوى البنية التحتية حيث تم تحويل هذه الأموال المخصصة أصلاً للإعمار والتنمية، إلى مجال تحديث الوسائل الأمنية وتزويدها بالمعدات والإمكانات اللازمة لنجاح عملية مكافحة الإرهاب.
- إضافة إلى ما نتج عن العمليات الإرهابية من ضحايا أبرياء ومصابين خلال تنفيذ هذه العمليات الإرهابية أو خلال التصدي لها وهذه الخسائر والأضرار البشرية لا تقدر بثمن مادي.
| 
عمليات أمنية نوعية حظيت بتأييد وارتياح شعبي واسع
