فيصل الصوفي -
كم شُكلت لجان لمعالجة المشاكل في المحافظات الجنوبية؟ أحسبوا معي.. لجنة برئاسة الدكتور باصرة، لجنة برئاسة عبدالقادر هلال، لجنة برئاسة النائب، لجنة برئاسة وزير الدفاع، وأخيراً لجنة برئاسة الدكتور العليمي وأخرى برئاسة الدكتور الشعيبي، وأدنى من ذلك لجان برئاسة محافظ ولجان مصغرة محلية أو »مجولقة«.
وكم هي قرارات التعيين لأشخاص كان يعتقد أنهم من خلال وظائفهم سوف يسهمون في حل المشاكل واستتباب الأوضاع؟ قرارات كثيرة حتى أن عدد الذين عينوا في مناصب وكلاء محافظات ووكلاء مساعدين لاتتسع لهم دواوين المحافظات، ولاتزال قرارات التعيين مستمرة، ومن لم يجدوا له »شغل« اقترحوا تعيينه وكيلاً لشئون مديرية كذا ومديراً عاماً لشئون قرية..
بعد هذا كله تزداد المشاكل تعقيداً، بل وتظهر كل يوم مشاكل جديدة.. فهل تلك اللجان لم تنجح في دراسة المشاكل أو لم تتوفق في اقتراح الحلول الفعالة أم أن مقترحاتها كانت مناسبة ولكن لم تطبق على الأرض؟ وكل أولئك المعينين بقرارات في مناصب مهمة ما لهم لم يحدثوا تغييراً إلى الأحسن وعلى الأقل يمنعوا التدهور إلى ماهو أسوأ؟
ومع ذلك نقول إن تلك ليست هي الطريقة المناسبة لمعالجة المشاكل في بعض محافظات الجنوب، فالمواطنون يحتاجون للخدمات، والشباب يحتاجون لوظائف وفرص عمل، وإلى جانب ذلك لابد من قرارات شجاعة لإطفاء البؤر التي تشعل نار الغضب والنقمة، وفي مقدمتها انتزاع الأراضي والممتلكات العامة من أيدي الذين سطوا عليها عنوة أو حصلوا عليها بطرق غير مشروعة، ومساءلة الذين استغلوا ويستغلون وظائفهم العامة لتحقيق مكاسب شخصية وعائلية، ومن المهم كذلك تطبيق القانون بحق كل من انتهك ما يحميه القانون وما يجرمه، فكيف يقوم منحرفون بقتل جندي أو مواطن أو تخريب منشأة عامة أو إحراق متاجر أو قطع طريق وتحريض على العنف ثم لايعاقَبون، بل ان بعضهم لايتم الإمساك به رغم معرفة من هو وأين هو، ومن يقبض عليه رجال الأمن يتم اطلاق سراحه بأمر من سلطة أخرى!
إن تقارير اللجان النيابية التي نزلت إلى بعض المحافظات الجنوبية ترينا أن الأوضاع سيئة وأن بعض الاحتجاجات لها ما يبررها ولابد من النظر في قضايا الناس العادلة.. وهذه التقارير تقول إن السلطات المحلية في بعض تلك المحافظات لاتعمل بصورة جيدة ولايبدو أن ذلك من مقاصدها.. لكن هل يُكتفى بفضح السلبيات.. أم لابد من العمل مادامت المشاكل واضحة ومفهومة؟