عبدالولي المذابي - تعتبر سويسرا الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد لها سفراء لدى الدول الأخرى، لأنها تعتمد على فلسفة خاصة تقول: إن اعتماد السفراء يكون لغرض تحسين علاقات الدولة بالدول الأخرى، ولأن سويسرا تتمتع بعلاقات جيدة مع كل دول العالم، فهي ليست بحاجة إلى سفارات أو سفراء، حتى الحصول على تأشيرة دخول لا يستوجب إيفاد سفير أو قنصل، وإنما وكيل يقوم بتحصيل الرسوم ومنح التأشيرة.
ورغم أن اليمن من الدول العربية المفتوحة ضمن خمس دول لا تحتاج إلى تأشيرة لدخولها إلا أن لدينا طواقم مهولة من الموظفين في السفارات اليمنية بالخارج وخصوصاً الدول العربية التي يفترض أن تكون العلاقات معها ممتازة ولا تحتاج الى جيش من السفراء والقناصل والملحقين والمساعدين والموظفين الإداريين لتحسين علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة.
ومن المؤسف أن الوظيفة الدبلوماسية أصبحت نوعاً من المجاملات والتصفيات، ولاتنطبق عليها معايير الكفاءة وقواعد التدوير الوظيفي وصار البعض يشغل المنصب لأكثر من 15 سنة كوزير مفوض أو سكرتير أو تحت أي مسمى دون أن يخضع للمفاضلة والتقييم لدرجة يعتقد معها أنه وريث لتلك الدرجة أو المناصب.
ملايين الدولارات تذهب سنوياً على شكل مرتبات واعتمادات وإيجارات وامتيازات للدبلوماسيين في الخارج دون أية حصيلة تذكر في أغلب الأحيان، بل إنهم صاروا مجرد عبء على ميزانية الدولة يستنزفون أموالاً طائلة كان الاحرى أن يعاد توجيهها لخدمة التنمية، في حين مازالت صورة بلادنا في كثير من تلك الدول مغلوطة وغير صحيحة رغم أن لدينا ملحقيات ثقافية وإعلامية وسفراء قناصل وغير ذلك من التسميات ونعتقد أن التوجه الذي أعلن عنه وزير الخارجية في لقاء مع صحيفة »الميثاق« بمحاسبة السفراء المقصرين هو خطوة في الاتجاه الصحيح رغم تأخرها كثيراً، ولكن تأخرها أفضل من أن لا تأتي..
|