منصور الغدرة -
يخطئ من ينفي علاقة التيار الانفصالي بتنظيم القاعدة والتنسيق المتين والمنظم بينهما بشأن كل مايحدث في بعض المحافظات الجنوبية من أعمال ارهابية وتخريبية واعتداءات وارتكاب جرائم قتل ضد المواطنين الأبرياء.
فوقائع الاحداث على الارض تؤكد وجود تلك العلاقة وفي الوقت ذاته تدحض كل تلك الدفاعات التي ترفض الربط بين القاعدة والانفصاليين، والتي عمدت وتعمد دائماً إلى نفي واستبعاد أية علاقة بين الكيانين ومايجري من أعمال تخريبية وارتكاب جرائم مفزعة يندي لها الجبين، وتقشعر لها الابدان.
إذ أن تحول مسار تلك الجرائم والشريحة المستهدفة من أبناء شعبنا لدليل قاطع على وجود تلك العلاقة والتنسيق بينهما في الخطط والسياسات والتنفيذ.. حيث يعرف الجميع ان تنظيم القاعدة حتى أواخر شهر ديسمبر الماضي وهو يؤكد ان حربه التي يخوضها ليست مع أو ضد ابناء شعبنا وابناء المؤسسة العسكرية والامنية، وانما هي مع القوى الصليبية، والنصارى.. وان عملياته الارهابية ستظل تستهدف المصالح والآلة العسكرية للنصارى الى ان ترحل عن الجزيرة العربية والمنطقة وحتى تكف عن اضطهاد المسلمين خاصة في فلسطين وافغانستان والعراق.
لكن تنظيم القاعدة غيَّــر مؤخراً وتحديداً في ديسمبر الماضي عقب العمليات العسكرية الامنية الاستباقية التي نفذتها الحكومة اليمنية في ملاحقة قادة وقواعد التنظيم وضرب اوكاره ومراكزه ومعسكراته التدريبية في أكثر من مكان.. عقب ذلك مباشرة.. غير التنظيم من سياسته والاهداف والشرائح المستهدفة من عملياته الارهابية ضد شريحة وفئة النصارى الى استهداف المنتسبين للمؤسسة العسكرية والامنية وكل من له علاقة بمؤسسات الدولة.. وهو ما أعلن عنه التنظيم في بيان له نشر على شبكة الانترنت، مؤكداً ان حربه اصبحت مع الحكومة اليمنية وأعوانها الكفار المرتدين -حد وصف البيان.
وبالفعل جسد تنظيم القاعدة هذا التغيير في اهدافه ليجعل اعلانه واقعاً عملياً على الارض من خلال تلك الجرائم التي نفذت بعدد من المحافظات الجنوبية واستهدفت افراد الشرطة والامن ومواطنين تربطهم بالحكومة علاقة وبالذات جرائم القتل التي نفذتها عناصر ارهابية انفصالية واستهدفت خلال شهر فبراير الماضي وحده نحو 12 شخصاً، جميعهم من افراد الشرطة والامن، بل وينتمون الى المحافظات الجنوبية، على عكس ماكان عليه في السابق حيث كانت خطة الانفصاليين تنفيذ عمليات القتل والاعدامات على أساس شطري صرف، ضد ابناء المحافظات الشمالية أياً كانت مستوياتهم او نوعية الاعمال او الأنشطة التي يزاولونها أكانوا مواطنين عاديين او عمالاً او موظفين، او تجاراً او عسكريين.. المهم ان يكونوا من ابناء الشمال، حتى وان كانوا جنوبيي المولد والاقامة..
هذا التوجه وهذه السياسة الاجرامية كانت هي المتبعة لدى هذا التيار الانفصالي، لكنه غيَّــرها مؤخراً الى استهداف كل من له علاقة بالنظام، او الدولة حتى وان كان المواطن والتاجر والشيخ جمال التركي- من ابناء عدن- الذي وجد مقتولاً في منطقة العريش بكريتر حيث تم استدرجه وتصفيته بطريقة بشعة، والرجل ليس له علاقة بالدولة عدا انه عاد عقب اعلان الوحدة من بلد الاغتراب في السعودية ليمارس نشاطه التجاري في عدن، وينصب شيخاً لمشائخها.. وبالتالي رفضه بلا شك لأي أعمال تخريبية تستهدف الوحدة التي كانت دافعاً رئيسياً في عودته للعيش في وطنه.
اذ ان دعاة الانفصال بعدما أثارت جرائم القتل التي ارتكبها على اساس شطري بحق ابناء المحافظات الشمالية- سخطاً واستياءً لدى الرأي العام المحلي والدولي، خاصة الجريمة المشهورة في قتل صناع الحلوى، من أبناء مديرية القبيطة التي كانت في السابق تقع ادارياً في اطار محافظة تعز وأصبحت اليوم بعد التقسيم الاداري الجديد في اطار محافظة لحج الجنوبية.
عقب تلك الجريمة غيَّر الانفصاليون من سياستهم في اختيار الفئات المستهدفة مع التركيز على نوعية الأعمال والمهن التي يشغلونها من القتل الشطري الى القتل العمومي لكل معارضيهم، مع تفضيل استهداف الافراد والعاملين في السلك الامني والاستخباري.
وهي رؤية وسياسة وضعت بالتنسيق بين قيادة الانفصال وتنظيم القاعدة، والاخير اعلن عنها صراحة، فيما الأول اكتفى بدعوة قواعده الى عدم استهداف المواطنين من ابناء المحافظات الشمالية الذين يعملون في المحافظات الجنوبية في حال عدم اعتراضهم على نشاطهم الانفصالي إلاّ إذا رفضوا اغلاق محلاتهم وترك أعمالهم التجارية والانخراط في أعمالهم التخريبية، وهذا ما اعترف به الخبجي في اكثر من حوار وتصريح صحفي، ومهرجان خطابي، إلاّ أنهم يكتفون في الوقت الحاضر بإحراق المحلات التجارية التابعة لابناء المحافظات الشمالية.
تأتي تلك الجرائم ضد المواطنين في الوقت الذي لم نر فيه أية عمليات ارهابية لتنظيم القاعدة ضد المصالح والمنشآت الغربية التي كانت في الماضي أهدافاً استراتيجية له.
من كل ما سبق يتضح بجلاء ان هناك علاقة بين القاعدة والانفصاليين وتنسيقاً غير عادي في كل الخطوات والقرارات التي تتخذ باستهداف الجهاز الاستخباري أولاً والامني ثانياً، بحيث يتخلصون من مصدر قوة المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها ورصد تحركات ونشاطات الارهابيين الانفصاليين.
تلك الدلائل والحقائق تثبت وجود العلاقة بينهما، ولايمكن دحضها او نفيها بتاتاً..؟!