افتتاحية صحيفة "الميثاق" -
اجتماع الدورة الــ19 لمجلس التنسيق اليمني السعودي المنعقدة يوم أمس الأول برئاسة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء وأخيه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد بالرياض جسد في نتائجه عمق الأواصر الاخوية والحضارية التاريخية المتشكلة عبر الزمن في وجود مكانٍ جغرافي واحد تتجلى أهم تعبيراتها في وحدة الانتماء وعقيدة واحدة انبثقت منهما أمة العروبة والاسلام ليكون اليمن جنوب الجزيرة العربية والمملكة شمالها هما الجناحان اللذان حلقت بانسان هذه المنطقة في فضاء العالم ناشراً الاسلام دين الرحمة والمحبة والتسامح والعدل في أرجاء المعمورة يشع نوره خيراً وبركة لهذه الامة .. والبشرية جمعاء وهما يواصلان التحليق في الحاضر والمستقبل القيادة الحكيمة لشعبي البلدين الشقيقين الجارين بزعامة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اللذين بنظرتهما الثاقبة يمضيان بالبلدين صوب آفاق التقدم والرقي الذي يحقق العزة والرفعة لشعبيهما وللامة العربية والاسلامية.
وهذا هو السياق الذي يستمد منه اجتماع هذه الدورة أهميتها المنجلية صورتها الواضحة في البيان الختامي الصادر عنها والذي حمل معاني واحتوى مضامين عميقة بالغة الدلالة على صعيد التوجهات التي ستأخذ مسارات العلاقة الحميمة والمتميزة في المدى القريب المنظور وعلى المدى الاستراتيجي وبما يستجيب لمعطيات متطلبات الراهن واستحقاقات التطلعات المستقبلية للشعبين الشقيقين الجارين.. انطلاقاً من ادراك قيادة البلدين الواعية لطبيعة التحديات والأخطار التي يجابهانها ومعهم دول منطقة الجزيرة والخليج العربي والتي لايمكن الفصل بين أسبابها وعواملها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ومظاهره الامنية والعسكرية الواضحة والمستوعبة من قيادتي اليمن والمملكة وكل دول هذه المنطقة وهذا مايمكن استخلاصه من النتائج التي خرجت بها الدورة الــ19 لمجلس التنسيق اليمني السعودي في كافة المجالات وهذا كله يجعلنا نقول بثقة ان البلدين ينتقلان بعلاقتهما الى مستوى جديد من التنامي والتطور المتسارع باتجاه التحول بالتعاون نحو التكامل والشراكة المبنية على أساس راسخ من الأمن والاستقرار الوطيد الذي تقوم مداميكه على توثيق وتمتين وتشابك عرى المصالح المشتركة لتصل الى ذلك الحد الذي يصبح فيه الشعور بالأخطار غير قابل للفصل وتتجسد من خلال ذلك وحدة المصير.
ان من الأهمية بمكان الاشارة الى تزامن انعقاد هذه الدورة مع انعقاد مؤتمر الدول المانحة لدعم اليمن في عاصمة المملكة وهذا التزامن يحمل ايضاً معاني ودلالات اضافية تؤكد الى أي مدى الاشقاء والأصدقاء باتوا يدركون ان التحديات التي يواجهها اليمن ووحدته وأمنه واستقراره معنيون بها.. والى أي مدى بات يدرك المجتمع الدولي بأهمية دور الاشقاء في المملكة ومجلس التعاون الخليجي تجاوز اليمن الصعوبات والتحديات التي يواجهها اليمن انطلاقاً من ان تداعياتها سوف تؤثر سلباً على الوضع في هذه المنطقة الحيوية للمصالح العالمية ذلك ان اليمن هو البوابة الجنوبية للجزيرة والخليج العربي كما ان الاشقاء هم البوابة الشمالية لأمن اليمن وهكذا تشكل عمقاً استراتيجياً متبادلاً كلاً للآخر وليس أمامنا إلا ان نكون معاً في التصدي للتحديات لنتمكن من النصر.. ومعاً لبناء الحاضر على قاعدة راسخة من الاستقرار مشيدين صروح المستقبل المزدهر.