كلمة 26سبتمبر - في الوقت الذي حرصت فيه الدولة والحكومة على إعادة الامن والسلام الى محافظة صعدة والسكينة والطمأنينة والاستقرار لابنائه المستمدة من قناعة يقينية ان فتنه التمرد والتخريب باتت منتهية ولن تعود مجدداً تروعهم وترهبهم وتسفك دماءهم وتشردهم من بيوتهم وقراهم لتبدأ بعدها عملية احلال السلام واعادة بناء وإعمار ماهو من مشاريع البنية التحتية الخدمية التنموية ومالحق من خراب ودمار بالمساكن والمزارع والمنشآت ومن ثم التسريع في إعادة الحياة الطبيعية إلى هذه المحافظة لتكون أفضل مما كانت قبل أن تطل الفتنة برأسها عليها وصولاً الى طي هذه الصفحة السوداء التي مرت بها صعدة..
بالمقابل نأمل من الآخرين ان يكونوا في مستوى المسؤولية وان يستجيبوا لهذه الجهود المنطلقة من حرص القيادة السياسية والحكومة على حقن الدماء اليمنية والأمن والاستقرار ومصلحة اليمن وبصورة لا تؤدي الى اشعال عناصر الفتنة حرباً جديداً، لأن ذلك ليس في مصلحة أحد، وفي الصدارة تلك العناصر في محافظة صعدة أو في أية محافظة اخرى، وينبغي ان يستفيد الجميع من دروس الحرب وأعمال التخريب التي نجحت عن تلك الفتنة، وأن يكون مدركاً أن الخاسر الوحيد فيها اليمن وأبناءه الذين يتوجب عليهم التفكير ملياً لأخذ العبرة من دورسها حتى لا تتكرر مرة اخرى في أي مكان من هذا الوطن.
وكما أكد فخامة الأخ الرئيس في محاضرته أمام طلاب جامعة صنعاء من أبناء صعدة بالاستفادة من دروس هذه الحرب وما ترتب عليها من نتائج ازهقت فيها الأرواح وأريقت الدماء التي سواءً كانت من المواطنين الابرياء الذين رفضوا الانخراط مع عناصر الفتنة أو منتسبي مؤسسة الوطن الكبرى القوات المسلحة والأمن أو عناصر التمرد المغرر بهم فجميعهم يمنيون.. بهذه النظرة الثاقبة ينبغي أن نتعاطى مع مختلف قضايانا بهذه الروح الوطنية، واستيعاب أن هناك تحديات حقيقية استحقاقاتها تتطلب منا تكاتفاً واصطفافاً لإنجازها بدلاً من الانشغال بالمكايدات والمزايدات والمؤامرات والازمات المفتعلة والفتن.. فالاقتصاد والتنمية أولوية هامة وحيوية في مسارات تجاوز الإشكاليات والصعوبات الموضوعية لا استغلالها سعياً إلى مآرب مصلحية ذاتية ضيقة على حساب الوطن ونمائه وتطوره وازدهاره.. في هذا المنحى يجب على أولئك الذين مازالوا يراهنون على خيارات لا وطنية أن يراجعوا حساباتهم باستيعاب دروس فتنة صعدة، لاسيما البعض من تلك العناصر المأجورة التي ترى في التخريب والعنف واثارة الاحقاد والضغائن المرتكزة على ثقافة الكراهية والبغضاء.. وحيث أن هذه الممارسات المنبثقة من مستنقع ثقافة الكراهية النتنة قد طال الصبر عليها وآن الاوان للدولة والمؤسسة الأمنية والدفاعية اجهزة العدالة القيام بواجباتها الدستورية والقانونية تجاه أولئك المخربين العابثين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه الوطنية وعليهم أن يعوا ان شعبنا اليمني من جنوبه الى شماله ومن شرقه إلى غربه سيكون لهم بالمرصاد ويتصدى لهم بحزم وقوة حتى يعودوا الى صوابهم ويغادرون أوهامهم وخيالاتهم المريضة بأن بإمكانهم اعادة هذا الوطن الى أزمنة التخلف وعهود الفرقة والتمزق في مرحلة الهيمنة الاستعمارية واذياله العملاء من رموز الدويلات القزمية من سلطنات ومشيخيات وامارات لم تكن تملك من امرها شيئاً، وهي لم تكن إلا ادوات للإبقاء على التخلف وحالة التشظي والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد، وكذا بقايا عهود التشطير التي لم تورث لشعبنا سوى ضغائن صراعات السلطة واحقادها المجسدة اليوم في ثقافة الكراهية التي لم تعد محصورة في نطاقاتها المناطقية التي كانت عليها قبل ال22من مايو العظيم، بل تريد ان تحولها الى صراعات واحتراب وفتنة على مستوى الوطن كله، وهذا ما لم يسمح به شعبنا ومؤسساته الوطنية الديمقراطية فلن يكون من الآن وصاعداً تهاون مع المجرمين والعابثين بالسكينة العامة والسلم الأهلي والوئام الاجتماعي ومن يقف وراءهم من العملاء والخونة ومشعلي الفتن ومفتعلي الأزمات.. فالوطن ووحدته ونظامه الجمهوري ونهجه الديمقراطي أكبر -بما لا يقاس- من ان ينال منه هؤلاء العابثون من دعاة الانفصال وشذاذ الآفاق.
|