د.علي مطهر العثربي -
لم تكن رغبتي جامحة لمتابعة الفضائيات لأنني حاولت ان أعطي نفسي قدراً من الهدوء بعد ذلك الصخب الذي تابعناه عبر الفضائيات المثيرة للقلق، وبالرغم من ذلك الهدوء الذي اخترته لنفسي، إلا انه لم يتم، ففي يوم من أيام الكذب والزيف والاستهداف لبعض تلك الفضائيات اتصل بي أحد النجباء وهو يشتعل غضباً وقال: ألم تشاهد الكذب والزيف الذي تمارسه قناة (...) ألم تتابع ما قالته من زيف وما فعلته من خداع في عرض صور من الارشيف مدعية بأنها من أرض الواقع؟.
إن تلك الأسئلة الاستفهامية والاستنكارية والاستهجانية قد دفعتني دفعاً لمشاهدة أخبار الإثارة والنكاية والاستهداف في تلك القناة وقمت بمهمتين، الأولى مشاهدة أخبار الافك التي تبثها تلك القناة والثانية الاتصال بالميدان في محافظتي الضالع وأبين لاستوضح الحقيقة ثم قمت بعد ذلك الجهد بإجراء المقارنة بين ما يدور في الواقع وما تبثه تلك القناة من السموم.. والواقع إنني وجدت زيفاً وإفكاً ونكاية وحقداً على اليمن ووحدته تبثه تلك القناة وحاولت ان أجد مبرراً واحداً لذلك العمل الإرهابي المتعمد الذي تقوم به هذه القناة فلم أجد مبرراً واحداً وهنا لن أتحدث عن الموضوعية المهنية والمصداقية فقد اتصلت بأحد الأشقاء اشكو إليه ما أشاهده ويشاهده العالم من الافتراء على اليمن واستهداف متعمد للنيل من وحدته فوجدت الشقيق يبادلني نفس الشكوى ويشعر بالغيظ من تعمد القناة النيل من الوحدة اليمنية وإثارة الفتنة بين أبناء البلد الواحد.
إن مثل هذه القناة المثيرة للفتنة لايمكن ان تكون أمينة في نقل المعلومة ولا تتوفر لديها الموضوعية أو المهنية، بل ان انحيازها الواضح والعلني لإثارة الفتنة هو العمل الممنهج الذي تؤديه هذه القناة وغيرها من الفضائيات الهدامة التي لاهمّ لها إلا تغذية الفتن وصب الزيت على النار ومنع التوحد ومحاربته.
ولئن كانت هذه القناة وأمثالها قد استهدفت اليمن وحاولت النيل من وحدته اللبنة الأولى في صرح الوحدة العربية فإن على الإعلام العربي الوحدوي وعلى كل الشرفاء والنبلاء الذين يتوقون إلى رؤية الأمة العربية موحدة وقادرة على رسم مكانتها بين الأمم ان يتصدوا للإعلام الماكر الذي يدس السم في العسل وان يفضحوا الأهداف الحقيقية لمثل هذا الإعلام الموجه الذي ينفذ أجندة عدوانية تحول دون توحد الأمة العربية.
ولعل استهداف وحدة اليمن لعلمهم بأن الوحدة اليمنية هي بارقة الأمل الذي يضيء سماء الليل العربي فيحاولون اطفاء ذلك النور القادم من اليمن ولكننا نذكرهم بقول الله تعالى ( يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العظيم.. وليعمل الجميع ان الوحدة إرادة الهية وستدوم بإذن الله.