محمد يحي شنيف -
في مكالمة هاتفية من صعدة ظهر الثلاثاء الماضي ثاني أيام صدور العزيزة »الميثاق« فوجئت بصديق يقول : من أغضبك او أنت غاضب على أحد.. وحينما استفسرته اجاب بقراءة »وريقات متناثرة« العدد الماضي من صحيفة »الميثاق« المعنونة بــ»عيب«.. وقبل ان أوضح له فكرة العمود، سألته متى قرأت الصحيفة وهل تصل الى مدينة صعدة.. أجاب بأنها تصل الى جانب صحيفة »26سبتمبر« و»الثورة« و»أخبار اليوم« بانتظام وكذلك بعض المطبوعات الأخرى، ولكن ثاني او ثالث يوم من نزولها السوق بأمانة العاصمة، قلت له حدثني يادكتور كيف الاخبار لديكم.. مجيباً بأنها مطمئنة، وقد أخليت المدينة بالكامل من قبل المتمردين، وتبدو الحياة في ظل تواجد الدولة طبيعية، ولكن مازالت هناك بعض العقبات والمشكلات القائمة في غالب المديريات للتعنت الواضح من المتمردين.. مستدركاً الدكتور العزيز- وهو احد ابناء محافظة صعدة القلائل الذين يحملون درجة الدكتوراة العلمية- بأنه لابد من الصبر لتنفيذ حركة الحوثيين للنقاط الست التي قبلوا بها.. خاصة وهم يدركون أهمية الاسراع بتنفيذها لانقاذ أنفسهم من الهلاك، ويشعرون بأن المواطن كشف حقيقة ادعاءاتهم.
مشيراً الى الفرحة التي عمت مواطني صعدة وهم يعودون الى مساكنهم بأمن وسلام بعد سنوات من الدمار والقتل والتشريد الذي عانوه من الخارجين على القانون.. عموماً لنستبشر خيراً باعتبار أن عودة مايسمى باستكمال الحرب السادسة او السابعة الجديدة ان لم يلتزم الحوثيين بالفترة الزمنية المحددة من قبل الدولة تحمل في طياتها النهاية المحتومة بقوة السلاح دونما أي حل آخر وذلك غير ماهو متاح لهم الآن..
أثناء الحديث الهاتفي قلت لصاحبي إن للمواطن الدور المهم في استعادة السلام وتتحمل الدولة المسئولية في إنهاء وليس توقف العمليات العسكرية والامنية فقط حركة التمرد بالمنطقة بالطريقة التي تراها مناسبة لأنها -أي الدولة- تمتلك الشرعية الدستورية والمشروعية القانونية لحماية مواطنيها، ومن يصور الأمر او يتصور بأن الحكومة مجرد طرف (ند) للآخر فهو واهم.. وكم نتمنى ان تنجح المحاولة الأخيرة حقناً للدماء وصوناً للمال العام، وبداية لتفعيل العملية التنموية.. وقادم الأيام ستنبئ بالنتائج التي ينظر اليها الجميع بتفاؤل كبير، رغم امكانية أي حدث آخر.
أعود للبدء للعمود الغاضب على حد رأيه.. مؤكداً له أن الغضب لن يوصل لأية نتيجة ايجابية ياصديقي.. لكن ما دفعني الى أن أقول (عيب) هو تمادي الانفصاليين في رفع علم بريطانيا والى جانبه العلم الامريكي والاعلام التشطيرية، مما يمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية.. في الوقت البروز الواضح لتهادن وتهاون السلطات المحلية وفي مقدمتهم محافظو تلك المناطق المشتعلة في بعض مديريات بعض المحافظات الجنوبية، أليس ذلك عيباً.. وسلوكاً يتجاوز الغضب بكثير واستفزازاً لمشاعر الوحدويين الشرفاء في تلك المناطق وغيرها.. وستظل أسئلة مشروعة ومشرعة أمام الجهات الرسمية المسئولة، التي عليها تطبيق القوانين ضد »خوارج« الوطن.. مع قيامها بالاضافة لذلك بسرعة معالجة المطالب وتحقيق الاستحقاقات القانونية.. اما من يقود التمرد في أية محافظة أو مديرية فهو مجرد مستثمر قبيح للمشكلة الاقتصادية ومعاناة المواطن لإغراق الوطن في الفوضى، وتصدع ومن ثم انهيار وحدته.. وهو ما لن يتحقق باعتبار أن الوحدة حياة شعب.