محمد أنعم - انقشع غبار الزوابع وكوابيس القلق والظنون، وتجلت صورة الحاضر والمستقبل أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، بعد أن شخص فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية – رئيس المؤتمر الشعبي العام في محاضرته أمام منتسبي الأكاديمية العسكرية العليا الأبعاد والمرامي لأحزاب المشترك، وحدد موقف الشعب بشكل واضح من انتهازية بعض القوى الحاقدة التي تتاجر بالديمقراطية وبدماء أبناء الشعب وبالوحدة بغية تحقيق مكاسب خاصة حاسما قضية الانتخابات نهائياً.
وبغض النظر عن مكان وزمان المحاضرة إلا أنه ليس من السهل على زعيم وطني أن يخرج ويقول لأبناء شعبه: لقد كان اتفاق فبراير خطأ (وعلى المؤتمر ألا يكرر الغلط) بيد أن زعيم بحجم الرئيس علي عبدالله صالح لا يمكنه أن يراوغ أمام منعطف تاريخي في مسيرة التجربة الديمقراطية، لذا فقد أكد أن المكاسب الوطنية أسمى وأعظم من المكاسب الحزبية وبمصداقية قال: (على المؤتمر إلا يكرر الخطأ).
نعم، على جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تذود عن الديمقراطية والمواعيد الدستورية وتستعد لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وتقلع نهائياً عن أساليب الاحتيال والهروب من إرادة الناخبين باللجوء إلى اتفاقات لا تخدم العملية الديمقراطية البتة. أوهكذا قالها فخامته بشفافية ..
لقد كان الرئيس واضحاً وهو يوجه النقد البناء والموضوعي لجميع الأحزاب والتنظيمات السياسية بعد أن ظلت الساحة مجدبة وقاحلة ومجردة من العواطف فيما الأحزاب الشمولية ترمي حرابها محاولة عقر الديمقراطية في (حوارات) بدأت تفاصيلها بأنها انقلابية ونجحت أحزاب المعارضة بسلاح الكلمات المعسولة أن تؤجل الانتخابات عامين .
وبعيداً عن تراجيديا الحوار نجد أن الرئيس قد وضع النقاط على الحروف وبين مسارنا الوطني الذي يجب أن نمضي فيه نحو المستقبل.. بل لقد حدد ثلاث قوى حاقدة تتربص ببلادنا ووحدتنا وتجربتنا الديمقراطية.. كما سمى قوى البناء والإعمار وأحزاب الهدم وإشعال الحرائق.
لا نعتقد أنه بعد محاضرة الرئيس أن ثمة خطراً على الديمقراطية، أو أن أحزاب المشترك ستشن عليها الحرب العدوانية السابعة بعد اليوم بألغام الحوار من جديد فذلك محال تحققه بعد اليوم لأن معركة شعبنا ضد الشموليين قد تم حسمها كما تم حسمها ضد بقايا الكهنة في صعدة انتصاراً لمبادئ الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.
أذاً لقد أصبح كل شيء واضحاً ولم يعد بمقدور أحزاب المشترك التي ظلت تراهن على المجرمين والإرهابيين والانفصاليين وميليشيات قم للانقضاض على ثوابت شعبنا في حوارات خادعة وغادرة بعد اليوم أو أن تمارس دور الطابور الخامس، أو الوقيعة والنميمة بين أبناء الشعب وتضليل البسطاء والزج بهم في معارك جاهلية على أمل تحقيق أهدافها الشيطانية.
إن المعادلة تغيرت منذ اليوم وعلى احزاب المشترك إن كانت جديرة بثقة الناخبين أن تثبت للعالم في انتخابات ابريل 2011م أنها ليست أحزاباً صورية وأن لديها قاعدة جماهيرية ستكتسح بها صناديق الاقتراع بأساليب ديمقراطية للوصول للسلطة وليس بالألغام والمتفجرات وأعمال التخريب وإشعال الحرائق.
فعلاً لقد انتصر الرئيس لتجربتنا الديمقراطية ودك أوكار الشموليين الذين يعتبروا أنفسهم أوصياء على الديمقراطية وإرادة الشعب ويعتقدون أن إجراء الانتخابات في البلاد من المستحيلات اذا لم يشاركوا فيها ، واهمين أن لديهم حق إلهي مثلهم مثل الكهنة وعناصر الانفصال .
|