موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح -
مقالات
السبت, 08-مايو-2010
الميثاق نت -    يحي علي نوري -
< تحرص القيادة السياسية على تجديد دعوتها لأحزاب المشترك إلى إجراء حوار مسؤول من وقت لآخر، لا نلمس له سوى نتيجة واحدة من قبل المشترك وهي المزيد من المناكفة السياسية وبصورة جعلته لا يكتسب أية أهمية ولا يعول عليه في أن يخلص الى نتائج إيجابية تدفع بعملية الحوار‮ ‬خطوات‮ ‬الى‮ ‬الأمام‮.‬
ونتساءل هنا عن جدوى تجديد مثل تلك الدعوة، في الوقت الذي يعلم المؤتمر الشعبي العام رد فعل أحزاب المشترك غير الإيجابي، ما يجعلنا نتساءل أيضاً عن سر اهتمام المؤتمر بتجديد دعواته للحوار، وما إذا كان يعتقد أنه سيلقى التفاعل المنشود..؟!

تساؤلات عدة تفرض نفسها على كل متابع وراصد للتفاعلات المرتبطة بعملية الحوار.. وقد لا يجد هؤلاء الإجابات الناجعة لها أو حتى تمكنهم من تشكيل صورة بسيطة يستشرفون من خلالها مستقبل الحوار على المدى القريب.
ذلك أن ما يعتمل في الساحة بشأن الحوار قد خرج تماماً عن المنطق والموضوعية أو حتى عن أبسط أبجديات الممارسة الديمقراطية التي يمكن الاعتماد عليها في تشكيل تلك الصورة، ما يعني أن الاوراق قد اختلطت تماماً وأن الموضوع برمته لم يعد قضية حوار بين الاحزاب، وإنما أصبح يمثل قضية أخرى غير معلنة على الرأي العام.. وأن الاحزاب والتنظيمات السياسية باتت تتحدث عن الحوار كشماعة تخفي من ورائها تطلعات وآمالاً خاصة بها لا علاقة لها من قريب أو بعيد بعملية الاصلاحات للنظام السياسي أو بحاضر ومستقبل بلادنا.

نقول ذلك ليس من باب الشطط وإنما انطلاقاً من المنطق والموضوعية التي تشكلت لدينا من خلال متابعتنا لمجريات عملية التهيئة والإعداد للحوار الوطني، وهي معطيات قدمت خلالها القيادة السياسية كل ما يعمل على إنجاحه كالتنازلات مثلاً، ومع ذلك لم يجد الحوار طريقه الى التبلور‮ ‬على‮ ‬الواقع‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬صراحة‮ ‬أن‮ ‬القضية‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬قضية‮ ‬حوار‮ ‬واصلاحات‮ ‬سياسية‮!!‬

إذاً هناك مصالح ما تسعى إليها أحزاب المشترك، والمؤتمر الشعبي العام يدرك ذلك جيداً ومع ذلك يظل يجدد دعوته للحوار المسؤول، في الوقت الذي يدرك مسبقاً طبيعة ردة الفعل الباهتة واللامبالية للمشترك بل وتعمدها السخرية بكل دعوة، الأمر الذي جعل الرأي العام لا يجد أفقاً‮ ‬لأي‮ ‬انفراج‮ ‬لعملية‮ ‬الحوار‮ ‬حتى‮ ‬لو‮ ‬استمر‮ ‬المؤتمر‮ ‬يجدد‮ ‬دعوته‮ ‬بشكل‮ ‬يومي‮.‬
فما‮ ‬الذي‮ ‬تريده‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬من‮ ‬الحزب‮ ‬الحاكم،‮ ‬والتساؤل‮ ‬الأكثر‮ ‬منطقية‮: ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬يريده‮ ‬المؤتمر‮ ‬من‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك؟‮!‬
هذا‮ ‬التساؤل‮ ‬يتطلب‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬متابع‮ ‬ومهتم،‮ ‬بلوغ‮ ‬الاجابة‮ ‬الناجعة‮ ‬له‮ ‬حتى‮ ‬نتمكن‮ ‬من‮ ‬الاقتراب‮ ‬من‮ ‬طبيعة‮ ‬المشهد‮ ‬الراهن‮ ‬للساحة‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮.‬
‮ ‬وهو‮ ‬تساؤل‮ ‬سيظل‮ ‬يضع‮ ‬نفسه‮ ‬بقوة‮ ‬ولا‮ ‬يمكن‮ ‬لأحد‮ ‬أن‮ ‬يتجاهله‮ ‬أو‮ ‬يسير‮ ‬باتجاه‮ ‬تحليل‮ ‬المشهد‮ ‬السياسي‮ ‬دون‮ ‬الاستعانة‮ ‬بإجابته‮ ‬الشافية‮.‬

وعلى كل حال فالمؤتمر الشعبي العام طالما هو مؤمن بعظمة الجماهير التي منحته ثقتها في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، هو وحده من سيقرر الخروج من هذه المعمعة التي باتت تسيئ للممارسة الديمقراطية وتمثل مصدر إزعاج وخوف لدى الرأي العام في الداخل والخارج من أن يقود هذا‮ ‬الوضع‮ ‬المتردي‮ ‬لسلوك‮ ‬الاحزاب‮ ‬والتنظيمات‮ ‬السياسية‮ ‬إزاء‮ ‬الحوار‮ ‬الى‮ ‬حدوث‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬تُحمد‮ ‬عقباه‮ ‬من‮ ‬تأثيرات‮ ‬على‮ ‬حاضر‮ ‬ومستقبل‮ ‬اليمن.‬

نقول ذلك ونحن مدركون لفهم واستيعاب المؤتمر لمواقف احزاب المشترك والاهداف والتطلعات التي تسعى الى تحقيقها ولا تجد لها صدى إيجابياً.. ما يعني بصريح العبارة أن على المؤتمر الشعبي العام أن يسير بخطوات واثقة في اتجاه تنفيذ برامجه الانتخابية على الواقع وأن يحقق رؤيته للإصلاحات السياسية الهادفة الى تطوير وتحديث البناء المؤسسي للدولة، وان يسير في الوقت ذاته باتجاه الاستحقاق الانتخابي سواء شاركت أحزاب المشترك أم لا، وان يحشد مختلف القوى الوطنية باتجاه هذا الاستحقاق ليؤكد الوقفة الشعبية العارمة مع كافة المنطلقات والمبادئ‮ ‬التي‮ ‬عبرت‮ ‬عنها‮ ‬برامجه‮ ‬الانتخابية‮ ‬ونال‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬ثقة‮ ‬الجماهير‮ ‬الراغبة‮ ‬في‮ ‬ولوج‮ ‬المستقبل‮ ‬الافضل‮ ‬الذي‮ ‬وعد‮ ‬به‮ ‬الشعب‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬كافة‮ ‬المنغصات‮.

وبما أننا نثق بقدرة المؤتمر على السير في هذا الطريق والذي يؤكده بصورة مستمرة من خلال تصريحات قياداته وإعلانها الصريح التزامها بالموعد الدستوري للاستحقاق الانتخابي البرلماني، فإن الرأي العام بدوره سيقف الى جانبه وبالتالي ستجد أحزاب المشترك نفسها بعيدة عن دائرة الفعل الديمقراطي وستخسر كل شيء بل وستندم على كل ما اقترفته من مواقف متعنتة ومخزية إزاء عملية الحوار وانتصارها لمصالحها على حساب المصالح الوطنية العليا وما ارتكبته من أخطاء فادحة دفعتها اليها حساباتها الخاطئة.. وخلاصة إن الرأي العام اليمني بحاجة الى السير نحو المستقبل الافضل شاء من شاء وأبى من أبى.. ويدرك تماماً أنه إذا ما تعثر المؤتمر الشعبي العام عن السير باتجاه تنفيذ ما وعد به فإن الخاسر الاول والاخير سيكون المؤتمر وسيُعتبر بالتالي تعثره نجاحاً لأحزاب المشترك وتأكيداً على أن مواقفها المتشنجة والمتمترسة‮ ‬من‮ ‬عملية‮ ‬الحوار‮ ‬كانت‮ ‬مواقف‮ ‬سليمة‮ ‬لا‮ ‬يشوبها‮ ‬شائب،‮ ‬وأن‮ ‬المؤتمر‮ ‬كان‮ ‬هو‮ ‬المراوغ‮ ‬وغير‮ ‬الراغب‮ ‬في‮ ‬إدارة‮ ‬الحوار‮ ‬بل‮ ‬والخوف‮ ‬من‮ ‬خوضه‮ ‬وما‮ ‬سيؤول‮ ‬اليه‮ ‬من‮ ‬نتائج‮.‬

استخلاصات عدة سوف تفتح شهية كل المحللين المأزومين لمزيد من تشويه المشهد السياسي وأدوار المؤتمر.. وإزاء ذلك بات المؤتمر أمام خيارين إما السير باتجاه تحقيق ما وعد به، أو أن يقدم المزيد التنازلات لأحزاب المشترك إذا لم يعد قادراً على السير لوحده دون شريك فاعل‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮.‬
وهو‮ ‬أمر‮ ‬لابد‮ ‬أن‮ ‬تقدم‮ ‬الايام‮ ‬القليلة‮ ‬القادمة‮ ‬الاجابة‮ ‬الشافية‮ ‬له‮ ‬والتي‮ ‬نأمل‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬منتصرة‮ ‬للموقف‮ ‬الشعبي‮ ‬العارم‮ ‬الملتف‮ ‬حول‮ ‬القيادة‮ ‬السياسية‮ ‬والمؤمن‮ ‬بأهدافها‮ ‬وتطلعاتها‮.



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)