احمد الرمعي -
قبل أن يكون الحوار مطلباً وطنياً فهو مطلب ديني حتى مع غير المسلمين »قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء«.. فكيف لا نتحاور ونحن أبناء وطن واحد وتجمعنا مصلحة واحدة ومصير واحد وهدف واحد أياً كانت اتجاهاتنا الفكرية ومشاربنا السياسية إلاّ أن هناك هدفاً أسمى وهو الوطن ومصالحه..
ومن هذا المنطلق جاءت دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى كافة القوى السياسية وفئات المجتمع للجلوس على طاولة الحوار للخروج بالوطن من أزماته التي عانى منها كثيراً بسبب تعنت كل طرف وتمسكه برأيه.
إن على المتحاورين الذين أثلجوا صدور المواطنين السبت الماضي باجتماعهم في المركز الثقافي وتغليبهم ثقافة الحوار على أي ثقافة أخرى مطالبون اليوم بالعمل بكل تجرد والمضي قدماً في الحوار في إطار مؤسسي وفقاً للدستور والقانون حتى الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي القادم وإن كان هذا الاستحقاق سيكون منقوصاً إذا لم يحرص المتحاورون على الاتفاق للإصلاحات السياسية والاقتصادية والتعديلات الدستورية وكافة القضايا التي سبق لفخامة الرئيس والمؤتمر طرحها في عدة مناسبات.
إن أنظار المواطنين جميعهم تتجه إلى المتحاورين وأنهم ينتظرون بفارغ الصبر ما سوف تتوصل إليه لجنة الحوار المشكلة من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائهم.
حرص مؤتمري
لقد حرص المؤتمر الشعبي العام ومنذ البداية على مشاركة كافة القوى السياسية الوطنية دون استثناء في هذا الحوار في إطار الدستور والقانون والثوابت الوطنية، وهاهي الفرصة قد أتت لكي يعمل الجميع كفريق واحد وعدم الاستغراق في التهم مسباقاً وتكريس ثقافة الحوار بدلاً عن ذلك وأن يبقوا أمناء على هذه الثقافة.
كما أن على الجميع الاستفادة من هذه الفرصة والعمل على أن يخرجوا الوطن من أزماته بأسرع وقت ممكن لأن الوطن لم يعد يتحمل المزيد من الأزمات ويكفي ما ضاع أو أضعناه من فرص طوال الفترة الماضية.. كما أن المطلوب من الجميع الاستفادة من تجارب الحوار السابقة ومحاولة تجاوزها دون تخوف فكما قلنا فإن هذه فرصة لن تعوض يجب علينا استغلالها من أجل مصلحة وطننا وخير شعبنا الذي عانى كثيراً من الانقسامات والمكايدات السياسية.
إن على المتحاورين وخاصة منهم في أحزاب اللقاء المشترك أن يضعوا نصب أعينهم أن الموافقة على تأجيل الانتخابات عن موعدها لم يكن ضعفاً من الحزب الحاكم بل كان حرصاً من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر على مشاركة جميع أبناء الشعب في هذا الاستحقاق الديمقراطي، وإلاّ فإن هناك انتخابات تجرى في كثير من دول العالم رغم مقاطعة أحزاب سياسية فاعلة.
ليس منا أبداً من فرّق
إننا كشعب نثق ثقة كبيرة في أن القوى السياسية الوطنية بكافة مشاربها ستغلب مصلحة الوطن على كل مصلحة وأملنا كبير في أن يتناسوا كل خلافات الماضي وأن يفتحوا صفحة جديدة تنشل الوطن مما يعانيه لأنه لم يعد يتحمل أكثر مما تحمله.. فكونوا عند حسن ظننا ولا نزكي على الله أحداً ولكننا نثق بأنه ليس منا أبداً من فرق.
قولوا خيراً أو اصمتوا
رغم فرحة أبناء الشعب اليمني بهذا الاتفاق إلاّ أن هناك أصواتاً نشاز تأتي من هنا وهناك في محاولة منها لإفساد الحوار لأنها لا تستطيع العيش إلاّ في ظل الأزمات.
إن مثل هؤلاء يحاولون خطف قرارات الأحزاب التي ينتمون إليها ولكنهم سيفشلون قطعاً حيث إن حقيقتهم قد كشفت حتى أمام أعضاء أحزبهم بعد أن أخذوا يدافعون عبر الوسائل الإعلامية عن قطاع الطرق وقتلة النفس التي حرم الله قتلها إلاّ بالحق تحت مسميات عدة فمرة باسم الحراك غير السلمي وأخرى باسم الموت لإسرائىل.. الموت لأمريكا.. وكأن عاصمة أمريكا هي مران وليست واشنطن.
فتحاوروا من أجل الوطن ودعوا هؤلاء وشأنهم.
تحاوروا من أجل الوطن
