كلمة الميثاق -
كلمة المؤتمر الشعبي العام التي ألقاها الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام في الجلسة الافتتاحية للجنة الإعداد والتهيئة المشتركة للحوار الوطني جسدت بعمق ووضوح رؤية المؤتمر الوطنية الناضجة لقضايا الواقع السياسي والاقتصادي والأمني مبينة نتائج القراءة الصحيحة لإصرار المؤتمر على الحوار مقدماً تنازلات من أجل الوطن وأمنه واستقراره وتجربته الديمقراطية منطلقاً بذلك من استشعار عالٍ بالمسؤولية تجاه حاضر ومستقبل اليمن. ليتأكد في هذا السياق أن تلك القراءات الخاطئة هي من أفضت إلى رهانات خاسرة لم تلحق الضرر بالسلطة والمؤتمر الشعبي العام ولكن بالوطن ومسيرة تنميته وسلمه الاجتماعي.. مشيراً في هذا المنحى إلى اتفاق فبراير 2009م الذي وقعه المؤتمر مع أحزاب اللقاء المشترك والذي على أساسه مدد لمجلس النواب عامين ليتأجل الاستحقاق الانتخابي البرلماني عامين لافساح المجال للحوار الذي كان يفترض الانخراط فيه مباشرة بعد تصويت الغالبية البرلمانية على التمديد.. ولأن هذا لم يحدث بسبب الفهم غير الصحيح لحقائق المعطيات السياسية ليؤدي ذلك إلى استغلال عناصر فتنة التمرد في صعدة لاشعال نار الفتنة ونسقت معهم العناصر الانفصالية والإرهابيون من تنظيم القاعدة وأهدر معظم الوقت في المزايدات والمناكفات والمكايدات التي استفاد منها ثلاثي الشر ومن يقف وراءهم لإلحاق الأذى باليمن وأبنائه. إن المعطى التحليلي في هذه الكلمة كان واضحاً فيه أخذ العبرة من الأحداث التي مر بها الوطن في الفترة بين اتفاق فبراير 2009م و17 يوليو 2010م وتجاوزها بحوار جدي صادق ومسؤول تتوافر فيه الإرادة السياسية والنوايا الحسنة المعززة للثقة بين اطرافه. هذا يبين مدى حرص المؤتمر على التلاقي والتوافق والاتفاق وبهذا يجدد التأكيد أن الحوار كان وسيبقى نهجاً راسخاً للمؤتمر الشعبي مجسداً بذلك قناعته بأنه اقصر الطرق لتجاوز الصعوبات والانتصار على كافة التحديات والأخطار وبلوغ الغايات الكبرى التي تتطلب اصطفافاً وطنياً منبثقاً من إدراك واعٍ بأن اليمن ملك لكل أبنائه الذين عليهم جميعاً مواطنين وأحزاباً ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية استيعاب مسؤوليتهم في هذه الفترة التاريخية بالغة التعقيد والدقة والحساسية التي نعيشها مع العالم كله ولا مخرج لنا منها إلاّ بالجلوس على طاولة الحوار لمناقشة قضايانا ومشاكلنا بروح ايجابية بناءة على قاعدة الثوابت الوطنية.