تقرير- الميثاق نت -
أكد الدكتور أبو بكر القربي، وزير الخارجية، إن المجتمع الدولي يعامل اليمن بصورة غير عادلة بسبب "جرائم قلة من الناس".
وفيما توسعت دائرة العقوبات التعسفية ضد اليمن، بمنع تسيير واستقبال الرحلات الجوية من و إلى اليمن، ليشمل أشقاء الجوار العربي، بعد أن اتخذت شركة الاتحاد للطيران ومقرها ابوظبي، قراراً بوقف نقل الشحن من اليمن والصومال- حسب ما تناقله ، اليوم الجمعة، الإعلام الرسمي الإماراتي الشقيق، قال القربي إن اليمن بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لمحاربة الجماعات الإرهابية، وليس إجراءات مثل حظر الشحن، التي تلحق الضرر بالبلاد.
وأضاف: "نحن نشعر أنه إذا نظر أحدهم للوضع الأمني في اليمن وقارنه بأماكن أخرى، مثل أفغانستان أو العراق على سبيل المثال، فإن اليمن تبدو أكثر أمناً بكثير من تلك الدولتين".
ونقلت شبكة الـ"سي إن إن" الإخبارية الأمريكية اليوم الجمعة عن وزير الخارجية قوله: "ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام تصور اليمن بشكل ما بأنه خارج عن السيطرة بشكل كلي."
تأتي هذه الإجراءات التعسفية ضد اليمن وشعبه، في الوقت الذي تبذل فيه اليمن، جهود كبيرة في محاربة الإرهاب، وذلك من خلال العمليات الأمنية والضربات العسكرية المتتابعة لأوكار الإرهابيين وملاحقاتهم ومطاردتهم، بالإضافة إلى تشديد الإجراءات الأمنية الصارمة في عموم مطاراتها، منعاً لاعمالهم الإرهابية.
وأكدت السلطات الأمنية اليمنية أنها وفرت أحدث التقنيات في المطارات اليمنية للرقابة وتفتيش المسافرين وبضائع الشحن التي تمر عبرها، من خلال أجهزة تم تركيبها في عموم المطارات اليمنية، مؤخراً، اثر ضجة الطرود المشبوهة التي أثارت الرعب في المطارات العالمية.. مشيرة إلى أنها شكلت وحدة أمنية متخصصة بأمن المطارات.
ويبدي اليمن استغرابه، أن تتخذ مثل هذه الإجراءات التعسفية ضده، في الوقت الذي، يعترف المجتمع الدولي، بالجهود المبذولة من قبل الحكومة اليمنية في محاربة الإرهاب، وكذا تعاون سلطاتها مع المجتمع الدولي في اجتثاث هذه الآفة، باعتباره خطر يهدد السلام والأمن الدوليين، واليمن ينظر إلى ان مهمته هذه تعتبر مسئولية دينية ووطنية.
واعتبرت الحكومة اليمنية، قرار منع الرحلات الجوية إليها ، يضر باليمن ويخدم الإرهابيين، وليس العكس، حيث أسف، مصدر مسئول في الحكومة اليمنية، الثلاثاء الماضي، لقرار ألمانيا، منع جميع الرحلات الجوية القادمة من اليمن بعد زوبعة الطردين المشبوهين، معتبرا أن القرار الألماني يشكل "عقابا جماعيا لليمنيين".
معرباً عن أسفه واستغرابه لقرار "ألمانيا" التي تربطها باليمن علاقة صداقة وتعاون متطورة".
وأضاف "كان من المفروض ان يقف شركاء اليمن وأصدقاؤه إلى جانبه وتعزيز جهوده من اجل إلحاق الهزيمة بالإرهاب، بدلا من اللجوء إلى اتخاذ مثل هذه القرارات التي لا يمكن تفسيرها الا بكونها عقابا جماعيا وغير منطقي لليمن وشعبه".
وأشار إلى أن "هذا القرار وغيره من ردود الفعل المتسرعة والمبالغ فيها، تضر بجهود اليمن في مجال مكافحة الإرهاب ولا تخدم سوى الإرهابيين من تنظيم القاعدة الذين يسعون لتحقيق مثل هذه النتائج للإضرار بمصالح اليمن وسمعته وعلاقته مع أصدقائه وشركائه الإقليميين والدوليين في مكافحة الارهاب".
وأكد أن "اليمن من أكثر الدول التي عانت من الإرهاب، نظراً لما الحقته من أضرار بالغة بمصالح اليمن واقتصاده وسياحته والاستثمار وطالت الحياة المعيشية لليمنيين ".
وقال الناطق أن "اليمن سيظل ملتزما بتعاونه مع المجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه".

كما تجري الحكومة اليمنية، في ذات الوقت، مباحثات في صنعاء مع وفد من المفوضية الأوروبية، يرأسه المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دي كريشوف، ووفد آخر من الولايات المتحدة الأمريكية، واللذان يبحثان مع الحكومة اليمنية وضع الخطط الأمنية الكفيلة بمنع الإرهابيين من تنفيذ إعمالهم الإجرامية والإضرار بالسلم والأمن الدوليين،حيث التقى نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي.
وفي اللقاء استعرض الجانبين الجهود اليمنية والأميركية المشتركة في مكافحة الإرهاب، والدعم الذي يوليه الاتحاد الأوروبي لليمن وأمنه واستقراره ووحدته، ومساعدته في كافة المجالات بما يعزز قدرات الحكومة اليمنية على مكافحة الإرهاب .
وبدوره، أكد الاتحاد الأوروبي انه يسعى بالتنسيق مع الجانب اليمني إلى وضع آلية متطورة لمراقبة عمليات شحن الطرود وتدريب كوادر يمنية للتعامل مع أمن المطارات بما يمنع وقوع أزمة شبيهة بأزمة الطرود.
إلى ذلك التقى المسؤول الاوروبي، وزير الداخلية، مطهر رشاد المصري، الجمعة، وبحثا التعاون الأمني بين اليمن والإتحاد الأوروبي،خاصة في مجال مكافحة الإرهاب ، ودعم الأجهزة الأمنية بشبكة المعلومات الخاصة بالمنافذ.
وأشاد منسق الإتحاد الأوروبي بالجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة ، مؤكدا بأن الأيام القادمة ستشهد تعاونا أمنيا ملحوظا بين الجانبين .
من جانبه أشاد وزير الداخلية بالدعم الذي يقدمه الإتحاد الأوروبي للأجهزة الأمنية...مؤكدا متانة العلاقات بين اليمن والإتحاد الأوروبي والتي شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة .
وتطرق وزير الداخلية لحادثة الطرود المفخخة .. مبيناً أن هناك تضخيما إعلاميا مغايرا لما يحدث على صعيد الواقع ، وأن ردود الفعل التي أظهرتها بعض دول الإتحاد الأوروبي تجاه اليمن تخدم الإرهاب أكثر من خدمتها الأمن والاستقرار في اليمن.
وأشار إلى أن الملابسات التي حدثت حول الطرود المشبوهة لا تعود إلى تقصير الأجهزة الأمنية.. منوهاً الى ان تلك الطرود مرت بمطارات دولية لديها اجهزة حديثة وإمكانات متطورة ولم تكتشفها أيضا.
وقال " إنه وعلى الرغم مما شهدته بعض دول الإتحاد الأوروبي من حوادث مشابهة لحادثة الطرود،إلا أنها لم تحدث ضجة إعلامية، كما عملتها مع اليمن التي حصلت مطاراته وشركة طيرانه العديد من الشهادات الدولية في مجال جودة الإجراءات الأمنية المتخذة فيها.