افتتاحية/صحيفة 26 سبتمبر - لوحة جمالية رائعة رسمها شعبنا في ذاكرة اشقائه من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق المشاركين في فعاليات خليجي «20» وجمهور المشجعين الذين قدموا منها، وكل الذين تابعوا بشغف روعة المباريات الرياضية في ملعب 22 مايو بمدينة عدن، والوحدة بمحافظة أبين.. موجهاً بذلك شعبنا صفعة قوية كما قال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته التي القاها يوم أمس الاول بالاحتفال الذي اقيم في مدينة عدن الباسلة بمناسبة العيد ال43 للاستقلال الوطني المجيد ال30 من نوفمبر الى وجوه المتآمرين والحاقدين الذين كما هو حالهم دوماً يعملون على استبدال رؤاهم السوداوية المنبثقة من عقليات ونفسيات مريضة بحقائق الواقع الذي لمسه وعاشه الأشقاء بوجودهم في وطنهم وبين أهليهم وعشيرتهم ضيوفاً أعزاء على اخوانهم في اليمن السعيد..
ليتأكدوا بأم أعينهم ان الصورة القاتمة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية ليست على ذلك النحو التضخيمي التضليلي المتعمد من قبل الذين فقدوا عظمة شعور الانتماء النبيل للوطن فذهبوا يروجون لأوهامهم سعياً منهم الى الاساءة لليمن والتشكيك بقدرة اليمانيين ليس فقط على استضافة حدث رياضي كبير كخليجي عشرين فحسب، بل حاولوا اشاعة الخوف في نفوس اخواننا ابناء الجزيرة والخليج بهدف الدفع بالاشقاء الى الاحجام عن اقامة هذا الحدث الرياضي الثقافي الكبير في وطن ال22 من مايو العظيم، فكان النجاح غير المسبوق والمتميز بشهادة المشاركين أنفسهم -رياضيين واعلاميين ومشجعين- الذين أكدوا بأن الصورة الخادعة التي تكونت في اذهانهم قد انقلبت رأساً على عقب لتتجلى أصالة الشعب اليمني الحضاري العريق.. مجسداً وعياً وطنياً متقدماً على كل أولئك الذين اعتقدوا ان غلهم وخبثهم سيكسب الرهان هذه المرة.. غير مستوعبين دروس الماضي وعبره، وبشكل حاسم أكد مجدداً بأنه شعب لايقبل في جسمه النظيف أية نبتة خبيثة تسيء الى ماضيه الحضاري ومسيرته النضالية في مواجهة طغيان الإمامة الكهنوتية الاستبدادية المتخلفة، وجبروت المستعمر الغاصب اللذين تخلص منهما الى الأبد.. منتصراً لارادته في الحرية والاستقلال والوحدة والديمقراطية.
وهكذا فإن مباهج افراح شعبنا باستضافته لخليجي «20» تتعاظم كونها تأتي متزامنة مع احتفالاته بالعيد ال43 ليوم الاستقلال المجيد ال30 من نوفمبر 1967م، والتي أقيمت هذا العام بمدينة عدن البطلة التي منها غادر تراب الوطن اليمني آخر جندي محتل، وبالنظر الى ماصاحب اختيار بلادنا لتكون الدولة المستضيفة لهذا الحدث الرياضي الكبير، وما سبقه من ترويج للدعايات الكاذبة والمغرضة، فإن اقامته ونجاحه المنقطع النظير كان أيضاً معركة اثبت فيها أبناء اليمن في جنوبه وشماله وشرقه وغربه ليس للأشقاء فقط، بل للعالم بأنهم يد واحدة واصطفاف واحد في مواجهة التحديات والأخطار، وأمام كل الملمات والمكاره التي تحاول قوى الشر والعدوان النيل من تاريخهم وارثهم الحضاري وكرامتهم وعزتهم ومكانتهم ودورهم في محيطهم الاقليمي وفضائهم الدولي.
ومن هنا فإن شعبنا عظيم وأصيل يصعب تحديه واعاقته عن تحقيق آماله وتطلعاته، فهو شعب حر ومكافح، لأنه كان طوال تاريخه مجترحاً للمآثر وصانعاً للملاحم.. ومهما بدت للآخرين صعوبة الأوضاع والظروف- لكنه في الشدائد والمنعطفات الحادة يلتحم ويتماسك.. مذهلاً العالم بمفاجآته في انتصاره لثورته واستقلاله ونظامه الجمهوري ووحدته وخياره الديمقراطي التعددي، وهكذا هو في خليجي «20» وسيكون كذلك في الاستحقاق الانتخابي القادم الذي هو تعبير عن إرادته في اختيار ممثليه في المؤسسات الدستورية، مطبقاً المبدأ الديمقراطي في حكم نفسه بنفسه عبر صناديق الاقتراع.. وهذا حق له وحده، وليس كما يزعم البعض انه استحقاق حزبي.. فالحزبية وسيلة والغاية الديمقراطية كتعبير عن إرادة الشعب.
وفي هذا السياق يبقى التأكيد على أن الرهانات الخاسرة ستبقى كذلك، كما كانت تجاه الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة، وكذا تجاه خليجي «20».. وأي استحقاقات وطنية قادمة، ونحن واثقون أن النجاح الذي تحقق للوطن وسمعته ومكانته سيكون له مابعده في علاقاته مع الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والأمني بعد أن أصبح الاخوة في هذه الدولة قادةً وشعوباً مستوعبين مايمثله اليمن بالنسبة لهم من عمق استراتيجي بموقعه الجيوسياسي ومخزونه البشري الذي هو الثروة الأهم لأية أمة من الأمم..
فهنيئاً لشعبنا أفراحه بعيد الاستقلال ونجاحه الكبير في فعاليات خليجي «20» الذي هو نجاح لليمن واشقائه.
|