اقبال علي عبدالله -
أمس الأحد الخامس من ديسمبر وبعد أربعة عشر يوماً فرائحية عاشتها عدن وأبين، اختتمت بطولة خليجي(20) .. أيام أقسم بالله -كما أقسم كل أبناء الوطن- أننا لم نعش جمالها وسحرها منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م.. عرسان كانت عدن وفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح عنوانهما الأول، كما كان الشعب اليمني كله حروفاً مذهبة لهذين العرسين.
أعترف أنني لم أتابع كل مباريات كأس بطولة الخليج العربي في نسختها العشرين، ومرد ذلك الحالة الصحية التي أعانيها منذ عدة سنوات أسأل الله تجاوزها..، ولكني أعترف أنني كنت خلال البطولة التي بدأت في الثاني والعشرين من نوفمبر المنصرم وحتى قبلها بعدة أسابيع، ولا أبالغ بالقول إنها أشهر..متابعاً عبر تصفحي للشبكة العنكبوتية (الانترنت) والتي تعلمت التعامل معها بفضل الاستاذ الصحفي الكبير أحمد محمد الحبيشي عندما كنت نائباً لمدير التحرير في صحيفة »14أكتوبر« وكان ومازال الحبيشي رئيساً لتحريرها.. تابعت عبر هذه الشبكة ما كانت تنشره الكثير من الصحف الخليجية قبل البطولة وكان العنوان الأبرز فيها »عدم وجود حالة مطمئنة للأمن في عدن« »تخوف خليجي من الذهاب الى اليمن للمشاركة في بطولة كأس خليجي عشرين« نتيجةً للمحاولات البائسة التي انبرت الأقلام الصفراء جاهدةً لتشويه صورة اليمن وإظهارها أمام الأشقاء والعالم بأنها »بلد يرتع فيها الإرهاب« وكان الهدف إفشال استضافة اليمن لهذه البطولة الرياضية المهمة وحرمانه من أول وأهم فرصة تعزز من مكانتها بين أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي.. نعم تابعت كل ذلك وقارنت اليوم ما كنت أقرأه وأتصفح عناوينه في الانترنت وحتى بعض الفضائيات وما سمعته بنفسي من أفواه الكثير من الاشقاء الخليجيين الذين قدموا الى عدن وكذلك تصريحات رؤساء الفرق الرياضية وحتى الرياضيين الخليجيين الاشقاء أنفسهم.. كيف وجدت الفرق قبل البطولة وأثناءها وبعد توديعها يوم أمس الاحد.
< إجماع بأن اليمن نجح في استضافة البطولة، واستطاع اليمانيون أن يؤكدوا أنهم شعب يصنع المعجزات ويقهر المستحيل ويواجه التحديات.. وكل ما يقال عنه افتراء كاذب خاصة حالة الأمن واستتبابه التي وجدناها في كل مكان كنا فيه عدن وأبين وإب وصنعاء.. لقد شاهدنا اليمن تفتح صفحات تاريخها الحضاري الذي جعلها لؤلؤة الخليج بل العالمين العربي والاسلامي.. كل ما شاهدناه في عدن وأبين من إنجازات في الصروح الرياضية والبنية التحتية والمواقع الفندقية الإيوائية والسياحية جعلنا ليس فقط نصاب بالدهشة بل الرغبة في العودة الى هذا البلد الساحر الذي حباه الله بشعب كريم ومضياف وطبيعة خلابة قلَّما نجدها في الكثير من بلدان العالم.. صحيح أن اليمن بلد مازال يعاني من تحديات اقتصادية جعلته الأفقر في المنطقة، الا أن ما يمتلكه من ثروات طبيعية وقيادة حكيمة وشعب عظيم يجعلنا كخليجيين على كل المستويات أمام مسؤولية دعم هذا البلد الذي هو منبع التاريخ والحضارة..
< كثيرة هي الكلمات التي تشعر بأنها صادقة نابعة من القلب.. سمعتها وقرأتها من الأشقاء القادمين الى أرض معين وسبأ.. إلى أرض التاريخ المسطر بأحرف من ذهب..