افتتاحية صحيفة - نجاح استضافة اليمن لخليجي20 في كافة الجوانب وعلى مختلف المستويات التحضيرية والتنظيمية والإيوائية والأمنية كان بحجم التحدي الذي تجاوز بكل المقاييس مجرد النجاح الى اعتبار هذا العرس الرياضي الثقافي الاقليمي العربي لدول منطقة الجزيرة والخليج استثنائياً في مسيرته الى حد أنه سيبقى تنظيمه باليمن علامة فارقة في تاريخه يسجل لشعبنا اليمني وقيادته السياسية بزعامة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي جعل منه إنجازاً وطنياً سيكون له تأثير نوعي على مسارات تطور العلاقات الاخوية الحميمة والمتينة والمتميزة مع اشقائه في مجلس تعاون دول الخليج العربي والعراق مسهماً ذلك في تعزيز التعاون والشراكة السياسية والاقتصادية والامنية باتجاهات استراتيجية منبثقة من حقائق الوجود الجغرافي الحضاري التاريخي لشعوب هذه المنطقة التي تجمعها العقيدة واللغة والمصير الواحد المجسد في الاواصر ووشائج القربى وصلات الرحم التي تجعل منها جسداً واحداً، هكذا كنا في هذا الاقليم في الماضي البعيد والقريب وهكذا ينبغي ان يكون في الحاضر والمستقبل.
لهذا قلنا ونقول إن خليجي20 لم يكن فعالية رياضية ومباريات كرة القدم تنافس على الفوز لهذا الفريق أو ذاك انما هو لقاء أخوة وأحبة تجلت عنه تعبيراتها الصادقة في المشاعر الدافئة التي استقبل بها الاشقاء من كل ابناء اليمن وبادلوهم أحاسيس ومشاعر أخوية صادقة تحدث عنها المشاركون والجمهور الذي لم يثنه التهويل الاعلامي المضخم وكذا تجاهل التشكيك من قبل أولئك الذين فقدوا روح الانتماء لهذا الوطن لكن شعبنا خيّب توقعاتهم وبين خطأ حساباتهم واسقط رهاناتهم وأعاد كيدهم الى نحورهم بأن عرف الاخوة بشكل ملموس من خلال حضورهم الى اليمن ان كل تلك الحملات التشويهية ليست الا خزعبلات لا وجود لها على أرض الواقع وان اليمن بألف خير.
نجح خليجي20 نجاحاً منقطع النظير.. وسوف ينجح اليمن في مواجهة التحديات وإنجاز الاستحقاقات التي تنتظر ابناؤه وفي مقدمتها الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستجرى في موعدها 27 ابريل 2011 وينتظر أن تشارك فيها كل القوى السياسية التي عليها أن تتعاطى مع هذا الحق الدستوري للشعب بأفق سياسي واسع يعكس وعياً وطنياً ديمقراطياً لا يخلط بين المصالح الحزبية والشخصية الضيقة ومصلحة الوطن والشعب بالإدراك ان الديمقراطية غايتها تحقيق ارادة الشعب وان الاحزاب ليست الا إحدى وسائل تحقيقها ووجودها وغيابها لا ينبغي أن يؤثر على مجريات العملية الديمقراطية، وعلى الجميع العمل بمسؤولية لإنجاح هذا الاستحقاق الدستوري بإجراء انتخابات تنافسية شفافة حرة ونزيهة في موعدها المحدد، ففي هذا مصلحة اليمن وأبنائه وفي الصدارة الاحزاب التي على قيادتها أن تعي وتستوعب أن أي خيار خارج هذا السياق خاطئ وساقط.. ختاماً هنيئاً لشعبنا وقيادته السياسية نجاح خليجي20 المنقطع النظير.{
|