نجيب علي - أجانب ومنظمات تُعنى بالشأن الديمقراطي والانتخابي في اليمن يبدو أنها انحرفت عن مسار المهام التي ينبغي أن تؤديها وصارت كمن يحاول تنصيب نفسه حارس بوابة وتسمح لمن تريد بالدخول وتمنع من تريد..
تصريحات وتعليقات ولقاءات صحفية عدة للقائمين عليها توحي في مضمونها بالتدخل السافر في الشأن اليمني والخوض في جوانب لاتمت بأية صلة لواجبات هذه الجهات.. منذ متى كانت حقوق الشعب اليمني المكفولة دستوراً وقانوناً بيد أشخاص غير يمنيين أو تخضع لأهواء وأمزجة قيادات حزبية في المشترك أصبحت كزجاجة «كوكاكولا» بين يدي أطراف خارجية تضعها في الثلاجة وتخرجها متى تشاء لتشرب منها قليلاً وتستفيد من غازاتها في تقديم وجبة سيئة الهضم.
ومثلما تناست هذه الأوكار المشبوهة أن عليها إبداء الرأي لدعم المسيرة الديمقراطية في اليمن والرقابة على الانتخابات وتحسين العلاقات بين اليمن والبلدان التي يمثلونها.. فإن أحزاب المشترك نفسها تناست أنها تعيش داخل اليمن ولم تعد قادرة على أن تواكب في نظرتها واقعه المعيش حيث أصبحت تعتمد على نظرة من في الخارج ليضعوا ويشرحوا لهم ما هية الصورة في الداخل.. وطالما والحال كذلك ليس غريباً أن تطالب أحزاب اللقاء المشترك ومعها تلك الجهات بتطبيق النظام والقانون والدستور، ثم تستنكر دعوة المؤتمر الشعبي العام لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وترفض التجاوب مع أية مبادرة حل وتمتنع عن تنفيذ أي اتفاق تم التوصل إليه معها.
يدرك الشعب وحزبه الرائد المؤتمر الشعبي العام أن تلك الدعوات المتعددة الاتجاهات لاتهمه بتاتاً، ولسان حاله يقول: «بصياح الغراب لا يسقط المطر».
ولن يسمح شعبنا لأي حزب بالبحث عن تقاسمات خارج نطاق الدستور والقانون ولا تحتكم لصندوق الاقتراع، فإرادة الشعب فوق كل محاولات إثارة الفتن بين أبناء اليمن أو جر السذج من الأحزاب وتسخيرهم كمرض ينهش الجسد اليمني السليم والصحيح..
فعلاً.. لابد من الحذر من حيث الأمان.. وكم من خسائر تذهب بفعل نيران صديقة!
|