حسن عبدالوارث -
كانت بطولة «خليجي 20» منجزاً استثنائياً لليمن ، بمعنى الكلمة ، على غير صعيد وفي أكثر من مجال .. مثلما كانت عرساً يمانياً لن ينساه اليمانيون لأمدٍ بالغ الطول .. وبرغم الأموال الطائلة المصروفة على إنجاز البنية التحتية أولاً، والفعاليات اللازمة ثانياً ، والتي تجاوزت المائة مليار ريال، إلاَّ أن المكاسب المحققة من وراء ذلك ستظل قائمة لعدة عقود ، تخدم الأغراض المرجوة من وراء تحقيقها، لاسيما في مجالَيْ الرياضة والسياحة ..
كما أن احتضان اليمن لهذه البطولة في ظل ظروف أمنية بالغة الحساسية ودعاية إعلامية شديدة الوطأة ، وخُلُوَّها من أية منغصات أو انتكاسات - على الصعيد الأمني بالذات - قد منح اليمن دعاية سياسية متميزة وممتازة بالدرجة الأولى ، وهذا ماخلص إليه المشاركون في البطولة من رياضيين وإعلاميين وإداريين وفنيين ، خليجيين وعرباً وأجانب ..
وقد سمعتُ معلومة من الأخ محمد بامشموس- رئيس الغرفة التجارية والصناعية في عدن - مفادها أن هذه الأجواء الآمنة قد دفعت عدداً من رجال المال والأعمال الخليجيين إلى الشروع في الإعداد لإقامة مشاريع استثمارية، لاسيما في مدينة عدن ..ولعل هذا كله يدفع بالضرورة إلى ترسيخ أواصر العلاقات اليمنية- الخليجية وتوسيع آفاقها على غير صعيد ، ولو على الصعيد الأهلي .. لقد خسر المنتخب الكروي اليمني .. لكن اليمن واليمنيين كسبوا بالضرورة مكاسب جمَّة ومهمة.