فريد عبدالله باعباد -
عندما تسلمت مكالمة من لدى الأستاذ عبده بورجي ( وأظن ان لم تخني الذاكرة بعد كبر السن ) هو السكرتير الصحفي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رحب بطلبي مقابلة الرئيس فهو لم يكن يعرف ولم يسألني مطلقا لماذا تريد مقابلته فانا مواطن من حقي ان التقي برئيس بلادي حتى وان كانت لي قضيه أو شكوى أو متابعة قضية ما .
ولكنه لم يسألني وهذه أمانه يجب أن اشير اليها حتى لا يساء الفهم لدى بعض الناس.. حدد لي البورجي موعدا بالطبع يتناسب ولا يتعارض مع مهماته كقائد للبلد .
بالطبع كانت هناك صوره في مخيلتي كيف سأقابله ؟ وهل سيتحدث معي وينصت لحديثي مثلما نشاهد في التلفزيون أم أن ذلك نوع من تبييض وجه الحاكم من الأعلام .؟ أم انه سيقابلني بطريقه دبلوماسيه تحصيل حاصل ولثواني وينتهي كل شي .. بل كان هناك شعور أو تخيل أن هناك نوع من الرهبة والخوف اذا صح التعبير يجعلك تعجز في نطق الكلمات وتتعثر الحروف بين شفتيك نتيجة انك تقابل رئيس الجمهورية وأظن هذا الشعور والإحساس لدى جميع أو أكثر فئات الشعب اليمني والعربي .
بعد استقبال راق من رجال الأمن وأنا انسان عادي لست برجل أعمال أو شخصيه سياسيه أو شخصية معروفه ذات منصب اجتماعي أو قبلي وصلت الى الصالة المخصصة للذين سيقابلون رئيس الجمهورية مثلي كمثل الآخرين . وقد كان برفقي بالمصادفة وزير الدفاع ووزير الدولة العميد عبدالقادر هلال صاحب السمعة والتاريخ الناصع لدى أغلب اذا لم يكن جميع أهل حضرموت .
جاء دوري لمقابلة الرئيس وهي بالنسبة لي أول مره يسعدني الحظ أن أقابل قائد دوله ومن حسن الطالع ان يكون القائد هذا رئيس بلادي وحقيقة ليست لدي الخبرة في مقابلة مقامات عاليه كالرئيس.
كان الرئيس في هذا اللقاء شخصية أخويه أبويه حنونة بمعنى الكلمة وبكل تلقائية وبساطة العربي الأصيل يسألك عن حالك وأحوالك ويستفسر عن أمور وشخصيات يعرفهم ولك علاقة أسريه بهم .
من هنا ومنذ البداية ومن خلال بشاشة وجهه امتص السيد الرئيس مشاعر الرهبة والخوف والتي تنتاب البعض كونك ستقابل الرئيس احتراما له وليس نتيجة عمل سيئ مثلا قمت به . وتجد نفسك تلقائيا تتبادل الحديث معه وكأنه أخيك أو أبيك وكأنكم تعرفون بعضكم بعضا منذ فترة طويلة سابقه .
حقيقة تناولنا الحديث لدقائق وليس لثواني في أمور كثيرة وكان من واجبي أن أقدم له الشكر نيابة عن كل الطيبين الذين يعرفون كم هذا الرئيس بذل من جهد خارق في اصراره على اقامة خليجي عشرين في عدن وقد رأينا بأم العين كم هي أبين وعدن تغيرت وتطورت ابعد مما كنا نتوقع .
لن أخفي عليكم انني اعترضت وناقشت معه بعض الأمور الإعلامية وقد كان قلبه كبيرا جدا لدرجة لم أتوقعها وهذا فخر بحد ذاته ان تكون قيادتنا بهذا المستوى من الفكر الناضج والعقلية والتواضع .
حقيقة لم نكن في السابق نتجرأ في مقابلة وزرائنا فكيف نطلب مقابلة رؤسائنا !؟ فقد كانوا يعيشون في أبراج عاليه ونحن كنا نعيش في أشبه ما تكون أقفاص حديديه من الحياة الكريمة خاليه .
بعد انتهاء المقابلة لم يذهب الرئيس الا بعد أن يوجه سؤاله لي اذا كان لدي أي طلب وأية خدمه .. تصوروا رئيس الدولة يسأل مواطن ان كان له أي خدمه .. فعلا لقد أصبنا عندما انتخبناه فهو منا ولم يفرضه أحد علينا فتحيه لهذا الشعب الذي عرف من يختار‘ وتحيه لهذا القائد الفذ المتواضع والذي يعرف كل كبيرة وصغيره عن بلاده ولا يسعني في نهاية خليجي عشرين إلا أن أقول أن نجاح خليجي عشرين مصدره القائد والشعب كل مكمل للأخر وكل خليجي واليمن وقيادتها في خير ان شاء الله .
[email protected]