محمد حسين النظاري -
* بصورة مفاجئة, وبدون ترتيبات مسبقة, أو إعدادات خاصة فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله يفاجئ الجميع من لاعبين وحكام وإداريين وجماهير, بل أن المفاجأة كانت على مستوى السلطات, تلك هي اللفتة الكريمة التي خص بها فخامته أبناءه لاعبي التلال وشعب إب وهم يلتقون في الجولة الرابعة من الدوري العام لكرة القدم بملعب حقات بمدينة عدن.
* لحضور فخامته دلالات كثيرة لعل أبرزها على الإطلاق حضوره التلقائي كأي متفرج عادي وهذا ما لاحظناه وهو يجلس في المنصة الرئيسية بجوار الجماهير العادية التي أتت لمشاهدة المباراة وتفاجأ الحضور بأن فخامته يجلس بينهم لمشاهدة المباراة وسط أجواء عادية الكل منكب فيها لمتابعة أحداث اللقاء بما فيهم فخامته.
* إنها بادرة فريدة من نوعها لم أسمع بها على الأقل في محيطنا العربي, فحضور أي رئيس عربي لمحفل ما يستدعي استنفاراً أمنياً كبيراً وحضوراً رسمياً مكثفاً حتى أن بعض القادة دأبوا على حضور المباريات النهائية التي يسبقها ترتيبات يعد لها من أيام إن لم نقل من أسابيع .
* حضور فخامته لمباراة في كرة القدم ينم عن أشياء كثيرة من تشجيعه للشباب, فلنا أن نتصور الوقع الجميل في نفوس لاعبي التلال وشعب إب ومعهم الجماهير وهم يشاهدون بينهم وبدون تحضير مسبق الرجل الأول في الدولة وهو يشاركهم الجلوس بنفس الوضعية والكيفية والكل يجمعهم شيء واحد هو مشاهدة المباراة.
* لم تفاجأ الجماهير فقط بحضور فخامته فوزير الشباب ذاته لم يكن على دراية بحضور فخامته بدليل أن الوزير جاء للملعب عند سلام فخامته على اللاعبين ولم يكن موجودا في المنصة, كما أن قيادات السلطة المحلية لم تتواجد هي الأخرى في الملعب, وهذا في اعتقادي هو الأهم في الموضوع, فقد حرص فخامته أن يشاهد المباراة باعتباره من أبناء هذا الشعب المحب للرياضة .
* حضور الرئيس يوجه صفعة قوية للذين مازال في مخيلتهم بعض الشكوك بخصوص الجوانب الأمنية والتي تلاشت مع خليجي عشرين وتعمدت بحضور فخامته المفاجئة للملعب, فالرئيس يتجول بحرية في الملعب المكشوف ويجلس إلى جوار أبناء الشعب بمختلف شرائحهم الاجتماعية, وهو ما جسد حب هذا القائد للالتقاء بالشعب في مكان بدون سياجات أو موانع وهو ما حدث في ملعب حقات بعدن.
* ضرب فخامته دروسا في التواضع والبساطة التي يجب أن يتحلى بها أي مسؤول, فحضوره بتلك الطريقة الجميلة التي أسعدت الكل, تقول للجميع عيشوا الحدث كما هو من دون أن نصنع إرباكا في الملعب وبدون أن نضيق على الجماهير ومن غير أن نضيّق عليهم كما يفعله وللأسف بعض المسئولين عند تفكيرهم بحضور أي مباراة من حشد للمرافقين يفوق عدد الحاضرين.
* لقد مثل حضور فخامته المفاجئ الجميع إلى العمل بصمت, وشجع حضوره خلال فترة العصر على أن يترك المسئولون مقايلهم ويتجهوا إلى الملاعب فكم من محافظ لم يزر ملعب محافظته إلا أثناء حضور فخامته لأي احتفال في ذلك الملعب, حتى أن العدوى انتقلت إلى مدراء مكاتب الشباب الذين لا يعرفون طريق الملاعب إطلاقا, ونقول لهؤلاء هل لكم بأن تقتدوا بفخامته حتى يصلح حال الرياضة في بلادنا .
* الرسالة الأهم من حضور فخامته أن الدعم الكبير الذي كان وما زال الشباب يلقونه منه طيلة السنوات الماضية قد اقترن الآن بحضور المباريات, وهنا تكتمل الصورة الجميلة, ولأننا مازلنا قريبين من أحداث خليجي عشرين والذي حضر فخامته البداية والاختتام وكان له دور كبير في إنجاحه, فهذا يعطينا الأمل بأن مواصلة الدعم الرئاسي سيكون في أعلى صوره.
* ونحن في نهاية العام وإذا طلب مني إعطاء أجمل حدث لعام 2010م, لجعلت حضور فخامته لمباراة التلال وشعب إب أجمل حدث رياضي, لأنها مثلت الاندماج الكامل بين القائد والشعب في ملعب لكرة القدم من دون إعداد مسبق.
باحث دكتوراه بالجزائر
[email protected]