محمد علي سعد -
بعد النجاح الكبير الذي حققته البلاد في استضافة خليجي20- ونقصد النجاح الوطني والشعبي- ما هو المطلوب من الحكومة للحفاظ على ما تحقق، وقبل محاولة الإجابة على سؤالنا لابد من التعريج على ملامح النجاح الوطني والشعبي ومعرفة أهميتهما في المرحلة الراهنة.. فالنجاح الوطني قد تمثل في عدة أوجه، فداخلياً نقول: كم كان رائعاً ان نرى أبناء وطننا من أقصاه إلى أقصاه يحملون علم بلادنا بصورة طواعية ذلك العلم الذي زين الوجوه والأجساد والمباني والسيارات والمنازل.. الخ، وسمعنا شعبنا يردد بحب واحترام وتقدير النشيد الوطني الذي صدح صوته في كل مكان.. النجاح الوطني الذي طغى على المشكلات السياسية والاقتصادية والمناكفات الحزبية والحراك والخلافات، النجاح الوطني الذي شاهدناه في المحافظات الجنوبية عموماً وفي عدن وأبين على وجه الخصوص حين ذاب المواطن مع وطنه وعلم بلاده ونشيده الوطني وسما فوق كل جراحاته ومعاناته، فخرج يهتف لليمن ولوحدته وعزته وكرامته ولا شيء عنده أهم من ذلك.
المواطن اليمني كان كعادته وفياً لوطنه وكرامته فخرج مشجعاً وخرج مشاركاً وخرج ملتزماً بالنظام والقانون وساهم مساهمة كبيرة للغاية ومهمة جداً في حفاظه على الأمن والاستقرار طيلة أيام البطولة والايام التي سبقتها، وعندما قالت الحكومة انها نجحت في إقامة البطولة وثرتها بالأمن والأمان كان المقصود الفعلي هو ان المواطن اليمني انتصر لوطنه وسمعته وسيادته وكان على قدر كبير من المسؤولية في إنجاح البطولة وبذلك كان المواطن هو الفائز الاول والأكبر في خليجي20 .
إذاً فالمواطن ليس انفصالياً ولا ضد الوحدة ولا هو ضد النظام لكنه وبسبب السياسات الخاطئة للحكومة جاع وتعب وانهارت قواه اكثر من مرة لذا فقد خرج وصرخ وانتقد اكثر من مرة، وعليه فإن على الحكومة لملمة هذا الالتفاف الوطني للشعب وعليها ان تقدم للمواطن ما يحتاجه وما يريده وأن تقف الى جانبه وجانب احتياجاته عندها سيقول المواطن لا لدعاة الانفصال ولا للحراك ونعم للوحدة، لكن بالقدر الذي تبتعد الحكومة عن المواطن يبتعد هو عن الوطن وعن قضاياه.
أخيراً لابد من كلمة شكر خاصة تقولها القيادة لعدن وأبناء عدن شكراً لأنهم كانوا صمام الوحدة وصمام أمان خليجي 20 وأشياء كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.
إذاً النجاح الوطني والشعبي للبطولة في خليجي20 كان المواطن سببه لأنه كان مع الوحدة ومع الوطن فهل كانت الحكومات المتعاقبة مع المواطن؟
للتأمل
< حين تكون الحكومات مع الشعوب تنجح والعكس بالعكس صحيح.
< حين يخرج الشعب إلى الشارع فهو يخرج لمنح الحكومة ثقته أو لافراغ غضبه عليها.