اقـبــال علي عبـــدالله -
لا أبالغ ان قلت إن أجمل الأيام التي عشناها هنا في عدن منذ اعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، هي أيام فعاليات بطولة خليجي عشرين التي بدأت في الثاني والعشرين من نوفمبر المنصرم ومازالت مستمرة حتى بعد اختتام البطولة في الخامس من ديسمبر الجاري.. مازالت النجوم تضيئ والألحان تشدو والفرح يرتسم في كل بيت بل وفي كل بقعة من أرض عدن الثغر الباسم لليمن.
أجمل أيام عدن التي نعيشها حملت رسائل عدة وكانت كل عناوينها لمضمون سطورها بأن عدن البحر والجبل.. عدن التاريخ والحضارة.. عدن صوت الوحدة الأول وزغرودتها التي عانقت السماء عندما انتصرت الوحدة في عدن صيف عام 1994م.. رسائل عدن والتي كما عبر عنها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -رئيس المؤتمر الشعبي العام- بأنها رسالة واحدة وجهت من عدن وهي تنتصر بأبنائها ويقظة أبناء قواتنا المسلحة والأمن لإنجاح بطولة خليجي عشرين، الى الحاقدين في الداخل والخارج والذين راهنوا على فشل اليمن في اقامة هذه البطولة وسعوا عبر بعض الأجهزة والقنوات الاعلامية الى تشويه الحقائق وأبرزها حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها عدن وباقي المحافظات اليمنية.
عاشت عدن أجمل وأبهى أيامها بعد أن عاش أبناؤها إبان التشطير الأسود والحكم الشمولي المباد أياماً سوداء لم يعرفوا فيها الفرح، والكل يتذكر تلك الأيام خاصة الجيل الذي عاش في المحافظات الجنوبية قبل الوحدة.. لهذا عندما نادى نفر من المعتوهين الحاقدين المتضررين من انجازات الوحدة وما صنعته من انجازات عملاقة في عدن وباقي المحافظات الجنوبية والشرقية تحديداً.. نادوا الى الانفصال وعودة زمن التشطير البغيض والحكم الشمولي كانت عدن بكل ابنائها يعرفون معنى الوحدة ومعنى الانفصال.. وكانوا أول من تصدى لهم ووجهوا لهم صفعة قوية وازدادوا التحاماً حول قائد وزعيم الوحدة.. ولعل ما شاهدناه في خليجي عشرين من جهود جبارة بذلها أبناء عدن مع غيرهم من أبناء الوطن من صعدة الى المهرة في إنجاح هذا الحدث الكروي المهم لدليل على تمسك كل أبناء اليمن بالوحدة مما عكس ذلك في انطباعات الأشقاء الخليجيين الذين جاءوا الى عدن وشاركونا أيامنا الفرائحية وكانوا هم حلاوة هذه الأفراح.
أجمل الأيام تعيشها عدن حقيقة نحن أبناء عدن نعرف صدقها.. ونعرف أن أفراحنا تزينت بالبهجة والاطمئنان وتحدي الصعاب عندما شاهدنا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح متواجداً معنا في أول صفوف الفرح الذي كان بعد فضل الله تعالى هو صانعه.. كيف لا وهو بشير الخير.. وقد ألبس هذه الأيام الفرائحية حلة المشاريع الانمائية والتنموية التي دشنها وافتتحها ليجعل فرحنا يعانق السماء.
رسالة عدن التي سطرناها بتمسكنا بالجمهورية والوحدة وفخامة الرئيس القائد -حفظه الله ورعاه- نأمل أن تكون الرسالة الأخيرة لكل من تسول له نفسه المريضة وأحلامه السوداء المساس بأمن واستقرار وسكينة الوطن وطن الثاني والعشرين من مايو العظيم.. وأن يكفوا عن مغامراتهم الشيطانية التي تدار من خارج الوطن.. وعن الفوضى والتقطع ونهب الممتلكات العامة والخاصة وأن يعودوا الى جادة الصواب ويمارسوا حقوقهم المشروعة في اطار شرعية القانون والدستور وتحت سقف وسماء الجمهورية والوحدة والديمقراطية.. ويعيشوا الأيام الجميلة التي نعيشها في عدن وأبين وحضرموت والمهرة وشبوة وكل ربوع الوطن.