اقبال علي عبدالله -
هناك تفاؤل كبير لدى غالبية أبناء الشعب بأن يكون العام الميلادي الجديد 2011م ، عاماً يتعزز فيه النهج الديمقراطي الذي خطته بلادنا واختارته طريقاً لا رجعة عنه منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م.. ومصدر هذا التفاؤل تمسك مؤتمرنا الشعبي العام بنهجه وسلوكه منذ تأسيسه في آب (أغسطس) 1982م وهو نهج وسلوك تجسد في الحوار والتسامح والتصالح والاعتراف بالآخر.. ولعل التاريخ المعاصر لشعبنا يسجل هذا في مضمون ومبادئ وثيقة »الميثاق الوطني« التي كانت اللبنة الأولى لتأسيس مؤتمرنا وما تضمنه الخطاب التاريخي لمؤسس وقائد هذا التنظيم الرائد فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لحظة التأسيس.
ان شواهد التاريخ على امتداد فترة التأسيس وحتى يومنا هذا وحدها التي ستتحدث للأجيال وتؤكد بأن مؤتمرنا الشعبي العام ظل متمسكاً بنهجه ومبادئه حتى في أصعب الظروف واللحظات التي مر بها الوطن والجميع يتذكر ذلك ولا يستطيع نكرانها حتى من هم على اختلاف فكري وسياسي ومصلحي مع المؤتمر.
أقول إن مناخ التفاؤل لدى غالبية أبناء شعبنا وحتى الاشقاء والاصدقاء بدأ يشع في إصرار مؤتمرنا الشعبي وفي المقدمة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر على اتساع الصدر أمام تعنت وممارسات أحزاب اللقاء المشترك غير المسؤولة والهادفة الى الانقلاب على الدستور والنظام السياسي الديمقراطي الذي اختاره الشعب بكل إرادته الحرة عبر صناديق الاقتراع.. والخروج المستمر والمتجاوز للأنظمة والقوانين.. هذا الإصرار لا يعني كما فهمه وتخيله للأسف بعض قادة »المشترك« الذين يدارون من الخارج خاصة من قبل أولئك الذين مازالوا يلهثون وراء نزواتهم الشيطانية في معاداة الوطن الموحد الكبير بهدف تنفيذ أجندة استخباراتية هدفها الأول والاخير تقسيم اليمن ليس الى شطرين بل إلى دويلات وفقاً لسياسة خارطة الشرق الأوسط الجديد وهي خارطة استعمارية لن تقبل بها شعوبنا قبل قادتنا..
لست هنا اليوم في صدد الحديث عن تلك السيناريوهات والإملاءات الخارجية التي أجاب عليها شعبنا في كل المراحل من مايو 90م وحتى يوليو 1994م والانتصارات المحققة على أرض الواقع في وطن الثاني والعشرين من مايو تحت قيادة مؤتمرنا الشعبي العام.. بل الحديث عن الدعوة الجديدة والقديمة لقيادتنا السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لكل الاحزاب والقوى السياسية وخاصة أحزاب »اللقاء المشترك« الى تجاوز أمراضها وحلمها الاسود في تمزيق الوحدة وأن تكبر بكبر الوطن الذي يتسع لكل الآراء والأفكار البناءة لا الهدامة.. والامتثال لإرادة الشعب في ممارسة حقه الدستوري بإجراء الانتخابات مهما كانت نتائجها لأنها تعبر عن إرادة شعب لا حزب حاكم أو معارض.
هذه الدعوة جاءت ونحن في خضم الاستعدادات للانتخابات البرلمانية وهي امتداد لنهج المؤتمر الشعبي في بناء وطن يحكمه الشعب بنفسه ولا صوت يعلو فوق صوته وكذلك تجنيب الاحزاب التي لا تنظر لمصلحة الوطن أبعد من أنوفها الانزلاق في رهانات محكومة بالفشل لأنها رهانات ضد الوطن والشعب أولاً وأخيراً.{