إقبال علي عبدالله -
لا ندري أي غباء سياسي وانعدام للرؤيا الواضحة أو حتى المغشوشة لدى قيادات أحزاب «اللقاء المشترك» وتحديداً قيادة الحزب الاشتراكي اليمني (أحد أبرز هذا اللقاء)، حين يعتقدون أن المحافظات الجنوبية ملك لهم، حتى بعد أن حقق الشعب وحدته المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م، والدفاع عنها صيف عام 1994م عندما حاولت عصابة الردة والانفصال في قيادة (الاشتراكي) بالقوة العسكرية إعادة الوطن الى زمن التشطير، حيث كانوا يحكمون أبناء المحافظات الجنوبية بالقهر والشمولية والحزب الواحد الذي «لا صوت يعلو فوق صوت الحزب» وأنه «عقل وضمير وشرف الشعب!!»..
أحلام وأوهام مريضة ورهانات فاشلة لأن الوطن.. هو ملك للشعب وليس لحزب أو جماعة حتى أن المؤتمر الشعبي العام اختاره الشعب بكل شفافية وعبر صناديق الاقتراع بصورة ديمقراطية لا يمكن التشكيك فيها حاكماً وقائداً لهذا الوطن دون غيره من الاحزاب التي ما أن يمر يوم حتى نرى نفور المزيد من أعضائهم وانصارهم.. ولا أبالغ إن قلت إن أحزاب اللقاء المشترك تعاني منذ الانتخابات الرئاسية والمحلية أواخر عام 2006م انقسامات وانشقاقات تهدد بانهيارها خاصة بعد اختيار قيادتها اسلوب الفوضى والتخريب والخروج على النظام والقانون وانتهاك الدستور للاستيلاء على السلطة بعد أن وجدت هذه القيادات أن الشعب في كل ربوع الوطن ليس معهم وانما مع المؤتمر الشعبي العام ورئيسه فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.
هذا المشهد الذي يتجسد فيه وبأصدق المعاني التفاف الشعب حول قائده الرمز والتنظيم الذي وضع متطلبات المواطنين وحاجياتهم ومستقبل الوطن وازدهاره جعل المرجفين أصحاب المشاريع الصغيرة والاحلام والأوهام المريضة في قيادات (المشترك) يلجأون الى بث أساليب نتنة كريهة منها ثقافة الكراهية التي محتها الوحدة واستبدلتها بثقافة التسامح والمحبة والبناء والتآخي وتقبل الرأي الآخر وإفساح المجال لأن يحكم الشعب نفسه عبر صناديق الاقتراع.
لا أحب أن أطيل في قراءة صفحات سوداء يعرفها كل أبناء شعبنا وخاصة أبناء المحافظات الجنوبية الذين وجدوا بالوحدة والقائد خلاصهم من هذه الشرذمة التي جعلتهم يعيشون متخلفين عن التاريخ عند حكمهم للمحافظات الجنوبية.. وتحاول الآن عبر بعض عصابات التخريب والتقطع من عابدي المال الحرام المرسل اليهم من الخارج إعادة التشطير وهو أمر أكده الشعب قبل القيادة السياسية أنه أبعد من عين الشمس.
إن دعوة المعتوهين الشارع الى مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة وعرقلة إجرائها في موعدها المحدد السابع والعشرين من ابريل القادم ما هي إلا «حشرجة الموت» الذي ينتظر هذه الاحزاب كما انتظر الحزب الاشتراكي صيف 1994م.. فالجنوب ليس ملكاً لعصابات النهب والتقطع ومدّ اليد الى الخارج على حساب الوطن الذي منحهم الانتماء.