علي عمر الصيعري -
منذ جلسة الحوار الأولى الذي دعا إليه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، ثبت لنا أن صحف ومنابر ومواقع «المشترك» لم تتوقف يوماً واحداً عن محاولات توتير الأجواء وتعكير صفو الحوار وذلك بهجومها المتواصل على الطرف الآخر.. وهذا ما أشار إليه الأستاذ باجمال قبل ستة أعوام تقريباً، بقوله:(مانراه ونسمعه لا يُحسّن أجواء النقاش..أنا أشتمك وأخاطبك بكل ماهو سيئ، ثم أقول لك تعال نتفاهم ،هذا لايجوز ..التفاهم يحتاج إلى أجواء ودية)، ويكفي أن تقرأ واحدة من صحف المعارضة أو الصحف المدعومة من قبلها،لتستشف عقلية النظرة الواحدة..ومن هنا نخلص إلى أن إبداء حسن النوايا عامل أخلَّ به «المشترك» أولاً وهو ملوم.. وهنا دعونا نستعين بمتخصصين في هذا الجانب..ولنقرأ للدكتور أحمد زايد من كتابه القيَّم المعنون بـ «سيكيولوجية العلاقات بين الجماعات» والصادر عن سلسلة «مؤسسة عالم المعرفة» لشهر ابريل 2006م ..حيث يقول بهذا الصدد:«يقع سلوك المتفاوضين بين أربعة أنماط من التوجه الدافعي وهي:إما أن ينزعوا إلى الفردية..وإما أن تكون لديهم نزعة للإيثار، وحب الغير، وإما أنهم متنافسون ،أو أنهم متعاونون.. وتختلف هذه التوجهات في الدرجة التي من المفترض أن يظهرها الأفراد تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين.. فإذا غلبت عليهم النزعة الفردية،فهذا يعني أنهم سوف يهتمون أولاً برفع مكسبهم إلى الحد الأعلى دون الاهتمام بالآخرين.. وإذا غلبت عليهم نزعة الإيثار وحب الغير فإنهم في هذه الحالة سوف يعلون من مكسب الغير أو الآخرين.. أما إذا غلبت النزعة التنافسية، فهذا معناه أنهم سوف يعملون على إعلاء مكسبهم الشخصي على حساب الآخرين.. وإذا غلبت النزعة التعاونية فسوف يعملون-في مثل هذه الحالة- على إعلاء مكسبهم الشخصي بالإضافة إلى إعلاء مكسب الآخرين أيضاً..ويخلص د.أحمد زيدان في هذا التحليل إلى قوله: «وطبقاً لما تقدم، نستطيع أن نقول : تأتي الحلول الفعالة المتعاونة إذا غلبت النزعة التعاونية على الأفراد القائمين بعملية التفاوض».. وخلاصة القول:إذا أرادت المعارضة أن تنجح في الحوار القادم،فعليها أولاً أن تلتزم بأخلاقيات الحوار،وثانياً أن تحسن اختيار مندوبيها أو القائمين على عملية الحوار بحيث يغلّبون النزعة التعاونية الكفيلة بتأمين مخرجات هذا الحوار الوطني.
[email protected]