ناصر محمد العطار -
عمت الفرحة والسرور كل ربوع الوطن وذلك بقدوم الضيوف من بلاد الأناضول الذين حملوا بشائر عودة مجد وعزة أجدادهم الأمير محمد عثمان ومحمد الفاتح ومن سار على نهجهم في الصمود والتضحية مع كافة الشعوب الاسلامية لإنقاذها من الهجمات والغزو الصليبي والتتاري والمغولي، ومن حرر المقدسات الاسلامية والمدن العربية والممرات المائية وطرق التجارة من الاستعمار والقراصنة البرتغاليين والاسبانيين الذين حولوا طرق التجارة الى رأس الرجاء الصالح، ذلك في الألفية الثانية حتى مطلع القرن العشرين.. واليوم قدِم الزعيم عبدالله غول ومن معه ليذكر أحفاد يعرب بن قحطان والسبئيين والمعينيين والأنصار بمصير الأمة العربية والاسلامية خلال زعامة مصطفى أتاتورك ومن على نهجه في كافة الشعوب الاسلامية الذين حولوا مجد وتاريخ شعوبهم الى حركات ليجعلوا منها مستعمرة ممزقة تأكل بعضها البعض، وفي المقابل تسعى وتركض لاستنجاد أعدائها بالأمس واليوم والمستقبل.
لقد رحب الشعب اليمني بالضيوف عدد حبات الرمال وعدد حجار قصور سام بن نوح وبقية القصور والقلاع، فبقدومهم ومن خلال صدق ونبل مواقفهم وشعبهم تجددت آمال الجميع لنجدة الأمة الاسلامية والعربية.
وأخيراً نرى مجد اليمن قادماً من خلال نافذة الحرية والاعتماد على النفس باستغلال الثروة البشرية المتجددة التي رسمت معالمها بالاتفاقيات التي أبرمت بين الشعبين التركي واليمني لتشمل الصناعات الحربية وصناعة إنتاج الطاقة الكهربائية والنفط والمعادن، وغيرها من الصناعات، بالإضافة الى تبادل الخبرات العسكرية في المجال البحري وبقية المجالات وتعزيز ذلك بإلغاء التأشيرة للمواطنين بين البلدين.
أفلا يعد هذا تحولاً كبيراً لم يسبق لأحد من الشعوب العربية والاسلامية بما فيها من يتقاسم معهم الشعب اليمني المر والشر، بل من يعد الدرع الواقي لتلك الشعوب التي اكتفت بالاندماج الجزئي ولبعض الأنشطة المتصلة بالرياضة وغيرها لتترك اليمن يعاني من التبعات الناتجة عن الصراع الاقليمي والدولي التي هي جزء منه أو المستهدفة بشكل مباشر من تلك الصراعات.
سيصل شعبنا مع الشعب التركي الى تأمين الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وإيجاد مدن صناعية واسواق دولية مثل التي نراها اليوم في بقية الشعوب التي خرجت من عنق الزجاجة واهتمت بالإنسان أمثال الشعب الصيني والشعب الماليزي، الشعب الاندونيسي.
إن المؤمل أن تحذو الشعوب العربية حذو النهج والطريق الذي سلكه الشعب التركي، وإذا ما فعلت ذلك فإن الأمر سيتحول من ذل واستعمار لشعوبهم الى رفعة ومجد وشموخ..
❊ رئيس دائرة الشؤون القانونية بالمؤتمر