إقبال علي عبدالله -
< إن ما يحز في النفس ويبعث على الدهشة والخوف هو مشاهدتنا لمجاميع شبابية تقوم بأعمال التخريب والتقطع ونهب الممتلكات العامة والخاصة وإشعال الحرائق في الشوارع والميادين خلال المسيرات غير المبررة التي شهدتها بعض مدن بلادنا.
إن هذا المشهد الذي يحز في النفس ليس من المسيرات والتظاهرات لأنها مكفولة في بلادنا بالقانون وفي إطار النهج الديمقراطي الذي سارت وتسير عليه بلادنا منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو 1990م.. بل انجرار الشباب خلف عصابات تخريبية ينتمون لبعض الاحزاب السياسية المنضوية فيما يسمى باللقاء المشترك المعارض.
إن من حق الشباب التظاهر والتعبير عن آرائهم ومطالبهم المشروعة بكل حرية ولكن ليس من حقهم تقليد ما يشاهدونه في الفضائيات خاصة العربية التي لو تمعنا في مضمون رسالتها سنجدها تنفذ مخططاً تآمرياً على شعوبنا وأنظمتنا العربية والاسلامية من خلال دوائر استخباراتية أجنبية أو بالأصح دوائر صهيونية وجدت في شبابنا بغيتها، فاستغلت ما يواجهونه من مشاكل اقتصادية واجتماعية وتعليمية في زعزعة أمن واستقرار هذه الشعوب لاضعافها أمام محاولة المد الاسرائيلي الصهيوني في الشرق الاوسط ومنها منطقتنا العربية التي تواجه أغلبها أزمات اقتصادية عكست نفسها على أوضاع السكان وخاصة الشباب منهم، ولعل البطالة إحدى أهم هذه الأزمات.
إن انجرار بعض الشباب في بلادنا لهذا المخطط الاجرامي والذي تعمل بعض عصابات المشترك على تنفيذه، يخلق لدينا أسئلة كثيرة اختزلها في سؤال واحد وهو: من المسؤول عن انجرار هؤلاء الشباب خلف الشيطان؟ أعرف أن الكثير من الاساتذة الأفاضل قد أجابوا في أكثر من موقع ومناسبة على مثل هذا السؤال وفروعه الكثيرة من الاسئلة.. وأحب أن أركز على جانب مهم فيه وهو: كيف استطاعت مثل هذه العصابات الحاقدة في المشترك جذب هؤلاء الشباب (الضحية) اليهم.؟!
الواقع أن مستوى التعليم المتدني وغياب الاشراف والتوجيه المسؤول على هؤلاء الشباب وعدم توفير فرص عمل لهم وأماكن ثقافية وغيرها هي من المنافذ المناسبة التي دخلت منها هذه العصابات وكان المال مفتاحاً لها.. الأمر الذي يتوجب على قيادتنا السياسية وقيادة مؤتمرنا الشعبي العام كونه الحزب الحاكم أن تتنبه لنشاط مثل هذه العصابات بين أوساط الشباب بدلاً من إدانتهم ومعاقبتهم على ما اقترفوه من أعمال سوداء في مظاهراتهم الايام الماضية.. لأن هؤلاء الشباب لا يدركون أن هذه العصابات ومن يقودهم يتعاملون معهم كـ(كروت) اتصالات يرمونها بعد أن يتم استخدامها.. نأمل أن يتنبه شبابنا لذلك، فالوطن أكبر وأغلى..