يحيى علي نوري -
مبادرة المشترك التي أعلن عنها الاحد الماضي وما حملته من مضامين ومنطلقات زعم معدوها انها مخارج مناسبة للأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد، لايمكن النظر إليها إلا من منظور واحد هو انها مثلت مايمكن ان نصفه هنا بكوكتيل مزجت فيه احزاب المشترك كل غثياناتها وتعقيداتها ومآسيها وامراضها وقدمت كل ذلك على أساس حل مناسب للأزمة في البلاد.
مبادرة قدمت بتركيبتها العجيبة الصورة الكاملة لفظاعة العقلية الشمولية التي تدير هذه الاحزاب وتوجهها صوب أهداف ومآرب لاعلاقة لها بالمصلحة الوطنية العليا، وكشفت في الوقت ذاته زيف ادعاءات هذه الاحزاب وتباكيها المستمر على الوطن الذي استبعدته تماماً هذه الاحزاب في مبادرتها وراحت بدلاً عن ذلك تبحث لتوافق فيما بينها بحيث جعلت من مبادرتها لترضي مختلف أطراف المشترك وعف أدق تقسيمها لكلمة »الوطن« وبالصورة التي تتفق مع اهواء هذا الحزب أو ذاك او هذه الشخصية او تلك كانت الحصيلة كوكتيل من الأهواء والمطامع وحالات الشطح والنطح والقفز على الواقع وتكريساً لكافة المواقف المعهودة لهذه الاحزاب منذ بداية الازمة والمضرة بالوطن والمتعالية على كافة المعطيات الواقعية التي تشهدها الساحة اليمنية والتي تتطلب من الجميع تقديم المبادرات الواقعية والموضوعية التي تساعد الوطن على تجاوز التحديات لا أن تعمل على تحقيق المزيد من الاحتقان والسير باتجاه الفوضى.
وعموماً ان هذه المبادرة المشتركة وحسب كل القراءات الأولى لها التي عبر عنها كثيرون لاتمثل سوى محطة جديدة من محطات هذه الاحزاب الهادفة الى المزيد من التأزيم وانه لافرق بينها وبين تلك الشطحات والنطحات التي استحقرتها قيادات في المشترك في تصريحاتها الصحفية والاعلامية وفي تحليلها لأبعاد المشهد السياسي.
خلاصة ان ما اضافه المشترك من خلال مبادرته هذه قد قدم الصورة الكاملة لطبيعة مواقفه المأزومة الأمر الذي يتطلب من المشترك نفسه ان يبحث له عن مبادرة من داخله او خارجه علها تخرجه من حالته المأساوية الغارقة في مستنقع المزايدة والمناكفة وتعيده الى النتائج الايجابية مع معطيات الساحة الوطنية بروح مسئولة متجردة تماماً من السوداوية.