كلمة 26 سبتمبر - قرار الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي بدعوة الحكومة اليمنية واحزب المعارضة للاجتماع في الرياض للتباحث والحوار الهادف الى اخراج اليمن من الأزمة الراهنة على نحو يحافظ على وحدته ويصون أمنه واستقراره محل ترحيب وتقدير وإكبار كل اليمنيين الشرفاء والخيرين الذين قلوبهم على وطنهم وحاضر ومستقبل شعبهم وهم من يعمل ليل نهار للحيلولة دون بلوغ التحديات والاخطار والذروه.. والانحدار الى مهاوي أوضاع كارثية من خلال الجهود والمساعي الصادقة النابعة من استشعار عال بالمسؤولية المستوعبة للمخاطر التي يمكن ان تنجم عن تداعياتها ليس فقط على الوطن اليمني وابنائه بل وعلى كل دول المنطقة انطلاقاً من ان الأمن والاستقرار الاقليمي منظومة متكاملة واليمن في هذا الجانب يكتسب أهمية استراتيجية في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
هذا كله كان مدركاً ومستوعباً من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مجسداً ذلك في مبادراته المتتالية ودعواته المستمرة للحوار الجاد والمخلص الذي يتجاوز هذه الازمة وينهي كل تداعياتها مقدماً لتحقيق هذه الغاية التنازلات منطلقاً بذلك من ان مصالح اليمن العليا وأمنه واستقراره ووحدة ابنائه الوطنية اهم من أي شيء آخر..
ولكن كل هذا قوبل بالعناد والرفض غير المبرر بمنطق العقل وطنياً وسياسياً من قبل احزاب المعارضة في اللقاء المشترك.. والآن هاهي الدعوة تأتي من الاخوة في مجلس التعاون الخليجي الذين بكل تأكيد الدافع الى اتخاذ اقرار هذه الدعوة منبثق من حرص صادق على اليمن الذي تجمعه بأشقائه في الجزيرة العربية والخليج أواصر وشائج قربى وصلات رحم بدرجة رئيسية كما انها تأتي بدون شك من ادراك عميق ان اليمن الموحد المستقر الآمن المزدهر يسهم في تعزيز الاستقرار ومسيرة التقدم والرقي في هذا الاقليم من العالم العربي الذي سوف يعني استقراراً للوضع السياسي والاقتصادي والأمني الدولي.
في هذا السياق نقول لأحزاب وقيادة المشترك وشركائه ينبغي عليكم ان تعوا وتفهموا وتستوعبوا معاني ومضامين وأبعاد ودلالات دعوة الاشقاء الحريصة المخلصة وترتفعوا الى مستواها وتغادروا عنادكم وتتخلوا عن حساباتكم الضيقة وتستجيبوا لدعوات الحوار بنفوس وعقول صافية تضع مصلحة اليمن ووحدته وسكينته العامة فوق كل اعتبارات المصالح الحزبية والفئوية والقبلية والمناطقية الضيقة لتصلوا الى ان لا بديل لاخراج الوطن مما هو فيه عن الحوار والتلاقي على طاولته لبحث ومناقشة كل القضايا والمشاكل بروح مفتوحة تبحث عن مخارج وتسعى الى الحلول لا الى تعقيدها وتحويلها الى معضلات مستعصية من خلال الاصرار والعناد الذي تمسككم به سوف يقود اليمن الى الفتنة والاحتراب والصراع والفوضى والفرقة والتمزق وتكون الكارثة التي سيغرق الجميع في امواج بحرها المتلاطم ولن ينجوا احد منها.. لذلك كنا ومازلنا معنا اليوم الاشقاء في مجلس التعاون الخليج ندعوا ونتمسك بالحوار المسؤول الواعي ودون اي تعصب أوتمترس في المواقف باعتبار الحوار الخيار الأفضل لاننا جميعاً في هذا الوطن وفي هذا الاتجاه جاءت دعوة الاشقاء للاجتماع في الرياض.. نأمل ان تكون هذه خاتمة هذه الازمة التي تكاد ان تعصف باليمن.. هذه مهمة ومسؤولية العقلاء.. والرهان الآن على جهود الاشقاء وتغليب الحكمة اليمانية على ماعداها من الخيارات الكارثية وفي هذا خير حاضر الوطن مستقبل ابنائه. |