أحمد الجبلي - كُلّما سالت قطرة دم واحدة، كُلّما زادت الامور تعقيداً وجعلت العشرات يتدفقون الى ساحات التغيير محملين السلطة المسؤولية.
ذلك ما رأيناه عقب أحداث الجمعة الدامية 18 مارس الماضي التي خلفت 53 قتيلاً ومئات الجرحى من بينهم أبرياء لاناقة لهم ولا جمل فيما يحدث. وبالرغم من أن الرئيس أمر بتشكيل لجنة للتحقيق وتقديم المتسببين في تلك الجريمة الى العدالة مهما كانوا، الا ان النائب العام لم يقل لنا حتى الآن - وقد إنقضت ثلاثة أسابيع- من هم المجرمين الحقيقيين وبما يضع حداً للإتهامات المتبادلة بين السلطة والمعارضة.
هذا التسويف والمماطلة في إعلان نتائج التحقيق الأولية حتى الآن قد شجع على ما يبدو على الاستمرار في الجريمة وتكرار المشهد في تعز والحديدة قبل يومين.
مهما كانت الروايات فإن الأمر يجب الاّ يصل الى هذا الحد بين الفرقاء السياسيين، فليس هناك ما يمنع من الاختلاف والتباين بين القوى السياسية، ومن حق كل طرف أن يقول رأية في الآخر بكامل الحرية، ولكن ليس من حقه أن يفرض ذلك على الآخرين أو يلجأ الى العنف والفوضى والتخريب وازهاق الارواح التي حرم الله قتلها.. فأوقفوا الدماء يرحمكم الله.
حاشية:
إحساساً منها بالواجب الأخوي والانساني تجاه اشقائها في اليمن، وجهت دول مجلس التعاون الخليجي الدعوة للنظام والمعارضة للإجتماع في الرياض لتقارب وجهات النظر بين الطرفين وبما ينهي الأزمة التي انعكست تداعياتها على البلاد والعباد.
غير أنني أود أن أنبه إلى ضرورة مشاركة ممثلين عن الشباب المعتصمين في ساحات التغيير في تلك المفاوضات فهم أصحاب المصلحة الحقيقية فيما يمكن أن تصل إليه هذه المفاوضات من حلول للوضع الذي نعيشه والذي بدأت شراراته الأولى من جامعة صنعاء. |