د. علي مطهر العثربي -
كنت قد حذرت مراراً وتكراراً من ترك الشباب نهباً لأصحاب الأفكار الظلامية وتجار الحروب وأصحاب المنافع الشخصية، وقلت في أكثر من موضوع بأن الشباب يتعرضون لاستلاب حريتهم وتعبئة عقولهم بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان، وإن هؤلاء الشباب سيقعون فريسة سهلة أمام أصحاب النفوس الشريرة، وطالبت حينها الجهات المعنية بضرورة القيام بالواجب الديني والوطني لحماية الشباب وتحصين عقولهم بالفكر الوطني الذي ينطلق من الاسلام عقيدة وشريعة.
يبدو أن القوى السياسية التي جعلت هدفها الوصول الى السلطة بأية وسيلة قد جعلت من الشباب سلُّماً تريد أن ترتقي من خلاله على أشلاء الشباب الى السلطة، ولم يدرك الشباب المغرر بهم بأنهم أصبحوا اليوم مجرد وسيلة تستخدمهم تلك القوى السياسية لتحقيق أغراضها الرخيصة، ولم يدرك الشباب الذين يجاهرون بالعدوان على أبناء الشعب ومقدراته، فيقوم البعض منهم بالتخريب والتدمير والقتل وهتك أعراض الناس أن يد العدالة لابد أن تصل الى كل فاعل ومخرب، ومدمر ومنتهك مهما طال الزمان، كما أن المغرر بهم لا يدركون أن تلك الممتلكات التي تعرضت للتخريب والتدمير والاتلاف لها ملاّك انفقوا من أجل الوصول اليها عرق جبينهم وشقاء أعمارهم، وأن الناس الذين تعرضوا لهتك أعراضهم لهم أقرباء وجميع هؤلاء لا يمكن أن يسكتوا عن حقهم مهما طال الزمن.
إن الشباب الذين يقومون بأعمال التخريب وقطع الطرقات وانتهاك الأعراض مازال لديهم متسع من الوقت لمراجعة أنفسهم وينبغي عليهم التفكير بعمق بأن تلك الاعمال الإجرامية لو تعرض لها أقرباؤهم وآباؤهم وممتلكاتهم ماذا سيكون موقفهم، وكيف سيكون تصرفهم؟ وهنا نؤكد أن على الشباب المغرر بهم أن يعودوا الى رشدهم وعليهم أن يدركوا بأن القوى السياسية والنفعية التي تدفعهم الى الهاوية لن تفيدهم عندما يقدمون الى يد العدالة، وستتبرأ من تلك الافعال الاجرامية وتقدم الفاعلين الى يد العدالة، وليدرك الجميع أن كل قطرة دم وكل فعل مجرم لابد أن ينال مرتكبه الجزاء العادل ولو طال الزمان.
إن مشاهد الاجرام التي ترافق مظاهرات اللقاء المشترك تبعث الحزن في نفوس الناس وتجعل المرء يخجل أن يقول بأن تلك الافعال الاجرامية الإرهابية تحدث في بلاد الايمان والحكمة، وقد ظهرت مشاهد بالغة الاساءة وشديدة التأثير في نفوس أهل الايمان والحكمة وقالوا بأن هذه الافعال لا تمت بصلة الى أصالة وعراقة اليمنيين وأن الفاعلين قد تجردوا من كل قيم الانسانية وأساءوا الى اليمن واليمنيين بتلك الافعال المجرمة.
إن أفعال الإجرام والإرهاب مرفوضة في يمن الايمان والحكمة ولا يقوم بها الا من باعوا ضمائرهم للشيطان ومن تلوثت بفكر الارهاب والتطرف والغلو الذي رفضه وحاربه اليمنيون منذ وقت مبكر في مختلف مراحل التاريخ، وقد أثبت اليمنيون الأحرار أنهم أكبر من تحديات قوى الحقد والكراهية، وأنهم أهل إيمان وحكمة، ولذلك كله خرج اليمنيون بمختلف شرائحهم الى الميادين العامة في عواصم المديريات والمحافظات وميداني التحرير والسبعين في أمانة العاصمة يعلنون رفضهم للانقلاب على الشرعية الدستورية ويرفضون الارهاب والاجرام ويعلنون مساندتهم للقيادة السياسية ومبادراتها الوطنية وتثبيت الشرعية الدستورية، وقالوا بأن الشرعية الدستورية هي إرادتنا الكلية ولابد من حمايتها لأنها مستمدة من إرادة الله.