بليغ الحطابي - يتساءل كثيرون عن قدرة أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن على تنفيذ أهدافها أو وعودها او حتى تهديداتها التي تحاول ان تفزع بها النظام الصامد والتي كان اخرها مزاعم انشاء مجلس انتقالي لمابعد اسقاط النظام..الذي يقولون اليوم انه سقط ويتحدثون عن بقاياه ,لكنهم أعجزمن ان يمتثلوا او ان ينفذوا اياً من اوهامهم المريضة فما سبق في الايام الماضية من احتجاجاتهم اطلقوا وابلاً من التهديدات والتحذيرات فلم تكن الا وبالاً عليهم وعلى من سلك دربهم الشيطاني..
يتحدثون عن بقايا النظام لكنهم لا يملكون الشجاعة تنفيذ خططهم التامرية للانقلاب على الحكم...واعتقد ان ذلك ناجم عن اسباب ثلاثة وجيهة وباختصار :أولها في ضعفهاوترهلها القسري الذي تحصده يومياً نتيجة مواقفها العدائية والمناهضة لتطلعات وامال المواطن ومحاربتها لمعيشته اليومية بالعمال الهمجية التي تمارسها مليشياتها في عدد من المحافظات .
الامر الثاني انها لاتملك قرارها سيما في الازمة المفتعلة والذين كانوا فقط ومازالوا عبارة عن ادوات فقط لتنفيذ هذه المؤامرة كحال "مجلسها الانتقامي" المزعوم الذي تدرس عملية انشائه ..فبعد ان كانت رافضة له جملة وتفصيلا بدليل تصريحات ياسين سعيد نعمان وحسن زيد الاسبوع قبل الماضي اليوم وبعد ان اوعزت لها قطرعبر قناة الفتنة اليوم تمارس نوعاً من الضفط ,كما اعتبره محللون, على نائب رئيس الجمهورية لاستلام السلطة قسرياً في غياب رئيس الجمهورية الماثل للعلاج بالمملكة العربية السعودية..وأي كان فالعملاء والمرتزقة لايمكنهم ان يخطون خطوة الا بموافقة الامير القطري.
أما السبب الاخر فهو لادراكهم العميق ان المنشق علي محسن الذي كسب الهيلمان حين كان قائداً شرعياً قد سقط في الوحل ولم يعد يملك سوى اوراق القش الذي يحاول ان يحافظ بها على ماء وجهه والخروج من هذه المحنة بسلام..حتى وان ظهر حيناً في وضع القوي ,حين يهاجم ويكلف ماتبقى له من عتاد عسكري للعتداء على افراد الامن والحرس الجمهوري في أرحب وزنجبار لانقاذ حفنة الارهابيين الذي غذاهم ونماهم من قوت الشعب وعلى حساب امنه واستقراره ..لانقاذ امراء حربه التي كان يعد لها اليوم من ساحات التغيير كما أعد لحرب ست في صعدة ...غير انه ذلك الهزيل الذي لن ينقذها اذا ماوقعت في محنة السطو على السلطة..لذلك اليوم هي أكثر ميلاً للموز القطري والدولارات التي تدر عليها بلاحساب كما درت في ليبيا ومجلسها الانتقالي..
اذاً فالقوى الطفيلية التي اعتادت على العيش في الوحل وعلى حساب الناس ولقمة عيشهم لايمكن ان يقودوا وطن او يحققوا استقرار مليىء بالاوهام والمزاعم المريضة التي لونوا بها اوجه وصدرو الاطفال العارية ولوثوا بها عقول الشباب وكل من يحمل فكراً تنويرياً كان بالامكان ان يخدم البلد في اي وقت من الاوقات ..فهذه القوى التي افرغت عملية التقدم والنهوض والدولة المدنية في السابق كيف لها ان تتبنى مفهوماً مضاداً لها ولعنتريتها القبلية وهمجيتها اللامحدودة وماشهدته منطقة الحصبة بامانة العاصمة اقرب مثال فساد عقولهم وأعمالهم وأفكارهم..
المجلس الانتقامي المخطط انشاؤه في اليمن وا لذي بدأ التحضير له على غرارما هو موجود في بني غازي الليبية,ليس الا انتحاراً سياسياً لقوى "الفيد"المشترك كماهو معروف عنها, للقضاء على بقايا امال للشباب في الساحات الذي اصابهم وهم السلطة وعنترية اولاد الاحمر وصلف عصاباتهم .. وخياراً تامرياً ايضاً على المواطن اليمني الذي عانا كثيراً من بطش وتنكيل هذه القوى واستفرادها بحياته ومعيشته على مدى الاشهر الخمسة الماضية..لوأد كل الجهود المبذولة محلياً وخليجياً ودولياً وحتى لأممياً لنقل السلطة بشكل امن وسلس وسلمي بما يجنب اليمن الوقوع في مزالق العنف والصراعات التي لاتحمد عقباها...غير انهم ليبالون بهذا المال والمصير الخطير الذين يقودون او يجرون البلاد اليه وهو ماسيفتح باباً للصراع المحتدم على السلطة بشكل غير مسبوق لقوى متطرفة ومختلفة وأخرى ليبرالية وعلمانيةوقومية ..ولايجاد مسرح اخر للقوى الدولية لتستفرد بالشعب والوطن وتنهب مقدراته وتنهك شعبه...فهل ان الاوان للمعارضة ولاذنابهم ان يصحوا...
|