فائز سالم بن عمرو -
ظلت ما تسمى بثورة الشباب وأحزاب اللقاء المشترك طوال الأزمة تتخبط وتبني قصورا من الأوهام وتستعدي كل من يخالفها الرأي أو يعرقل وصولهم إلى سدة السلطة والتحكم برقاب المجتمع اليمني وثرواته وموارده ، وقد أصاب هذا الغرور «الثوري» والطيش الفكري اقرب التيارات والمناوئين لهم في الساحات والمناطق لهم فحين اتجهت قيادات أحزاب اللقاء المشترك للرياض لمناقشة تفصيلات المبادرة الخليجية شن ما يسمى بشباب الثورة مظاهرات متهمة دول الخليج والمعارضة بالعمالة والخيانة ، وحينما طهر الله المبادرة الخليجية من رجس قطر وخبثها وانسحبت من المبادرة وتهجمت على دول مجلس التعاون الخليجي مغتره بحجمها الأسطوري ودورها التاريخي قبل ما يخلق ادم من التراب فما كان من شباب الساحات إلا ان تجمهروا في الميادين رافعين صور سدنة قطر ومتخذين السباب والفسق والشتم وسيلة تخاطب مع دول الخليج وشهدت بعض المواقع الالكترونية صورا محزنة ومخجلة لشباب يقومون بضرب صور ملك السعودية ويكتبون على صورته شعارات لا تصدر حتى من بائعات الهوى ومريدي الحانات. ثورة شباب الشتم وجدت لها أبواقا ومتنفسا إعلاميا من قنوات وصحف ومواقع الكترونية تروج لثقافة الشتم والإلغاء والتصفية، ومن بركات ذلك ان الخباز وبايع الحلوى والجزار والسمكري وغيرهم من أصحاب المهن احترفوا الصحافة والإعلام وصاروا يقدمون في قناة الجزيرة وسهيل وفي صحف المشترك بأنهم محللون سياسيون وينظرون ويبنون قصورا من الكذب والزيف.. والأدهى من ذلك أنهم يطلقون الكذبة ويصدقونها فاحدهم يصف موقف السعودية بالحقد على اليمن وآخر يحلف بان الثورة ستنتقم من السعودية وسيتم تحريرها ومحاسبة حكامها وتقديمهم للمحاكمة وتجد في بيانات «الثوار» في صحيفة الصحوة ومواقع المشترك تنديداً وتهديداً لدول الخليج والدول الإقليمية والمجتمع الدولي المتواطئ مع النظام اليمني ، ومن اغرب ما تقف عليه بياناتهم اعتبارهم أمريكا والسعودية ستتحولان إلى خصم إذا لم يعملا على تحقيق أهداف هذه الثورة المزعومة». هذه الحملة المسعورة على دول جارة وشقيقة وقفت مع اليمن في محنته والتي نرتبط بها بأكثر من ألفي كيلومتر بحرية وبرية إضافة إلى العلاقات التجارية والثقافية المتجذرة لم تأت من فراغ بل هي حملة مدروسة ومعد لها من دول وأجهزة خارجية ، فقد شاركت جريدة القدس في هذه الحملة واستعملت المصطلحات نفسها في تصادف غريب ومريب ففي رأي القدس تقرأ العنوان الآتي : « غموض مقلق يسود اليمن « وفيه مطالبة للمملكة السعودية بالضغط على الرئيس اليمني للتنازل عن الحكم لان الرئيس عندهم وكان يجب على السعودية احتجازه ومنعه من العودة.. وتصل الصحيفة إلى استنتاج بان المملكة العربية السعودية وأمريكا غير راغبين في رحيل الزعيم اليمني لعدم ضمان هوية وولاء الجهة التي ستتسلم الحكم من بعده، خاصة على صعيد الحرب مع تنظيم 'القاعدة' والحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وان الطرفين الأمريكي والسعودي يستطيعان منع الرئيس علي عبدالله صالح من مغادرة الرياض والعودة إلى اليمن بالتالي إذا كان موقفهما عكس ذلك . وشارك في هذه الحملة الظالمة ما يسمى بعلماء الإصلاح لدولة أعطت هم المواطن اليمني الأولوية واعتبرت امن واستقراره من أمنها واستقرارها ، فقد سخر هؤلاء الدين والشرع لخدمة أحزابهم وجماعاتهم الاخوانية ، فتجد احدهم يفتي بان مبيت المرأة في الساحات العامة أفضل من مبيتها في منى ويفتي آخر بوجوب صلاة الغائب على المبادرة الخليجية ودولها ويتحمس آخر ويطالب بالجهاد لتحرير صنعاء ثم الانتقال إلى الرياض لأنها تقف عائق دون تحرير القدس ؟ . ستظل المملكة العربية السعودية في قلوب اليمنيين الدولة الرشيدة ذات السياسات المتزنة والتي تحرص على استقرار اليمن وتنظر لجميع الأطراف بعين الإنصاف والعدالة وتحترم المواثيق والاتفاقيات بين الجانبين والاهم من ذلك الحفاظ على الثوابت الثقافية والأخوية والفكرية والمصيرية بين الشعبين ، فلا تستحق المملكة العربية السعودية وملكها المفدى أبو متعب إلا كل احترام وتقدير ووفاء ونقول لقادتها وشعبها العظيم لا تأخذونا بما فعل السفهاء منا؟!!
اعلامي وباحث رئيس تحرير موقع «الخيل نت» الالكتروني [email protected]