أحمد عبدالعزيز -
< الحرب الشرسة التي تخوضها اليمن حالياً ضد الإرهاب وعناصره المتطرفة اظهرت في الفترة الأخيرة أطرافاً تروج وتدعي أن مواجهة آفة الإرهاب هي مسؤولية ومهمة تخص القوات المسلحة والأمن وحدهم دون غيرهم وهو مفهوم خاطئ وسطحي لأن مسؤولية محاربة الإرهاب ومواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي هي مسؤولية جماعية وتضامنية لجميع أبناء الوطن ولكل فئاته وشرائحه الاجتماعية والسياسية وغيرها. والمؤسف أنه في الوقت الذي يسجل فيه أبناء القوات المسلحة والأمن المواقف البطولية والوطنية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي، نجد العديد من القوى السياسية والحزبية والعديد من الفعاليات الوطنية تتنصل عن واجباتها في التصدي لهذا الخطر الإرهابي، وذلك بالتأكيد بفعل التقاء مشروعها مع مشروع القاعدة خاصة في جانب ضرب مقدرات الدولة واستهداف الأمن والاستقرار واشاعة الفوضى لقناعة تلك القوى أنها لا يمكن أن ترتقي إلى سدة الحكم إلاّ بعد ان تسود مفاهيم افعال التطرف لإقامة النموذج الطالباني سيئ الصيت والرجوع باليمن وأهلها إلى عصور الجاهلية والتخلف والكهنوت. وليس بغريب أن نجد هذه القوى السياسية والحزبية تدعم أو تتستر على الإرهاب والتطرف وتتماهى مع مشروعه لأن الكثير من عناصر الإرهاب والتطرف خرجوا من تحت عباءتهم ونتاج طبيعي لما يحملونه من أفكار ورؤى ظلامية وضالة. وإذا كان أبناء القوات المسلحة والأمن البواسل قد سطروا اعظم وانبل الملاحم البطولية وهم يضربون ويدكون أوكار الإرهاب والتطرف وملاحقة عناصره وفلوله مقدمين في سبيل ذلك القوافل من الشهداء الأبرار والجرحى الأبطال.. فإن السؤال المهم والملح: أين هو دور بقية القطاعات الأخرى..؟ وأين دور الأحزاب السياسية والعلماء والمفكرين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني والنقابات وغيرهم الذين من المفترض أن يعملوا بيد واحدة وعلى قلب رجل واحد مع الدولة لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف، على الأقل بالعمل على توعية المجتمع بمخاطر هذه الآفة الخبيثة المدمرة حتى نصل إلى تحصين افراد المجتمع خاصة فئة الشباب من وبال الإرهاب والتطرف والوقوع في براثينه الضلالية. اليمن وهي تواجه خطر الإرهاب والتطرف بكل اقتدار ونجاح بشهادة دول العالم بحاجة ماسة إلى أن يرتقي كل الأطراف داخل الوطن ودون استثناء إلى مستوى المسؤولية الوطنية الحقيقة لمواجهة خطر الإرهاب وتخليص الوطن من آثامه وشروره من خلال الاصطفاف الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي، والذي يتعامل مع اليمن على أساس انها ساحة مفتوحة وبيئة خصبة لتنفيذ مشروعه الإرهابي المتطرف ولتصفية حساباته مع أكثر من طرف وطني واقليمي ودولي.. ولكن هيهات له ذلك وأبناء القوات المسلحة والأمن الصناديد قد عاهدوا الله والوطن والشعب على مقارعة الإرهاب والتطرف وقطع دابره واجتثاثه من جذوره. أما تلك القوى والأحزاب السياسية المهادنة والمساندة للإرهاب والتطرف من المتخاذلين والمتقاعسين والمتاجرين بقيم الدين والعقيدة والوطن فنقول لهم بُعداً لكم تنفيذ مشاريعكم وخططكم المريضة والعميلة، وان الشعب والوطن لن يرحمكم طال الزمن أو قصر وسيرمي بكم إلى مزبلة التاريخ المكان المناسب واللائق بكم وبمشاريعكم وأفكاركم ورؤاكم الضلالية الإرهابية المتطرفة.