عزه السعد -
< ها قد انتهت سنوات الدراسة في مراحلها الانتقالية التي طوت في طياتها سنوات الطفولة والشقاوة واللامبالاة، فقد كنا عالة على أسرنا، أما الآن فنحن نتأهل لنكون معولين فكل شخص منا له اتجاه وله رأي ولديه أفكار وكلنا سوف ينخرط في مجاله واهتمامه وتخصصه المحدد ولكن هناك فرقاً بين المراحل الانتقالية والدراسة الأكاديمية، فالمراحل الانتقالية كانت اجبارية موحدة وكانت هي الأساس لبناء الأسس التربوية والعلمية، أما الدراسة الأكاديمية هي عبارة عن مؤشر يتم من خلاله تحديد أين سنكون وإلى متى ولماذا وكم سأكسب، ويمكن استبدالها بالمعاهد المهنية كاكتساب حرفة ما للسعي وراء عمل محترم يوفر لقمة العيش الكريم عند غياب المستوى التعليمي، ولكن قبل ذلك وذاك لدينا متسع من الوقت يقدر بسنة تقريباً بين المراحل الانتقالية وتحديداً الثانوية العامة والدراسة الأكاديمية.. فماذا سنعمل بهذا الوقت؟ سؤال دائماً ما يخطر على بال الشباب حالما يطلعون على معدلات نجاحهم فمنهم من يتجه إلى المعاهد اللغوية لاكتساب لغة معينة أو البرمجيات ومنهم من يسلم رأسه الفاضي إلى الضياع واللهو والنوم والكسل وتصبح المصيبة هنا مصيبتين لأنه في الأول كان رأساً فاضياً لكن الآن اصبح فاضياً ومتعباً فيصبح كالأنعام يشتهي أي عشبة خضراء مارة من أمامه- القات- فيبدأ بإصدار الأكاذيب والأعذار التي باتت أقبح من ذنب، فمنهم من يقول: أنا لا أستطيع أن أذاكر إلاّ بالقات والبعض الآخر: إذا لم أخزن أمرض.. والكثير.. الكثير من هؤلاء، فهم يستحقون ضرب السوط على أكتافهم ليحسوا ويشعروا بهذه الأمانة التي أودعها الله إياهم ولكنهم لايحمدون ولايشكرون ومازالوا يشكون قلة حيلتهم وكثرة حاجتهم ولكنني أعدكم أنه سوف يأتي اليوم والبلاط سيتكلم ويقول ما كُدّس تحته، فما أحلانا ونحن نزف الشكاوى والويلات والمطالب ولكن صبراً سيأتي اليوم الذي سوف تخرج دود الأرض جائعة من قلة الموتى وستمطر السماء دماً عاراً على ما تصنعونه وتدَّعونه، ولكننا سنكون نتباهى بالفقر والجوع وسنظل حارمين أنفسنا حتى لا يطمع الغير فينا.. ولكن؟! أين الغير، لا أحد يرانا، فكل واحد منا يراقب ذاته ويحسد نفسه ويخدش وجهه.. لكنني لا أريد أن أكون سوداوية النظرة تشاؤمية الموقف ولكن علينا دائماً أن نتذكر ولا ننسى أو نتناسى وضعنا، فيجب أن نكون دائماً دقيقين في اختياراتنا لنجد ما نحصده.. فزهرة اليوم تحتاج لغدٍ مشرق.