كلمة الميثاق -
الاحتفالات البهيجة التي يشهدها الوطن بمناسبة يوم الـ17 من يوليو رسالة واضحة للشموليين والانقلابيين يؤكد فيها الشعب اليمني تمسكه بالديمقراطية والانتخابات كخيار وحيد للتداول السلمي للسلطة. فهذه الاحتفالات ليست عفوية وإنما هي في مضمونها تعكس موقف الشعب وكل القوى الوطنية من حقيقة ما يدور لعل وعسى أحزاب اللقاء المشترك تفهم الرسالة ويستوعب المنشقون حقيقة الطريق إلى السلطة. وهي مناسبة للتذكير بأن اليمنيين كانوا في 17يوليو 1978م على موعد مع قائد فذ وزعامة وطنية استثنائية انه فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام، والذي بدأت معه مرحلة جديدة مشرقة مفعمة بالأمان والتطلعات من تاريخ ثورته يودعون فيها التحديات والاخطار التي افرزتها احداث مأساوية وضعت اليمن في أتون مخاوف لانهاية لها خاصة بعد أن أحجم كل المتطلعين الى السلطة عن تحمل المسئولية وتراجعت طموحاتهم أمام ماكان ينتظرهم انها مغامرة فوق قدراتهم حتى انبرى الى الصدارة من تفولذ في معارك الدفاع عن الثورة ليكون من أبطال ملحمة الحصار الذين هزموا جحافل مخلفات الإمامة واسهموا في انتصار الجمهورية. لقد عاش فخامة الاخ الرئيس وشارك في الاحداث التي مر بها الوطن ومعها صقلت مواهبه القيادية وقدراته السياسية مستوعباً الاسباب والعوامل التي جعلت اليمن تتقاذفه الخلافات والصراعات حتى وصل ذلك الحال في نهاية عقد سبعينات القرن الماضي وليتضح وكأن الاقدار كانت تعده لقيادته في ذلك الظرف العصيب.. فكان القائد الانسان القادر على اخراج اليمن من اوضاعه بشجاعة وحكمة تجلت في انهاء المواجهات بين الشطرين لتكون حرب 1978م هي آخر الحروب وبداية مرحلة الاستقرار التي اكتملت بانهائه أعمال التخريب في المناطق الوسطى بالتفاهم والحوار فكان الامن والاستقرار الذي عليه شيدت صروح التنمية ونهوضه الحضاري الشامل المؤسس على نهج التلاقي والحوار لا على البغضاء والحقد والكراهية والغل.. وأخذت مسارات النماء والازدهار تسير بالتوازي صوب تحقيق الغاية العظيمة لشعبنا محولاً عبر الحوار والشراكة الحلم الى حقيقة وبإعادة الوحدة في يوم الـ22مايو 1990م ليبني دولته الموحدة المؤسسية الحديثة على اساس النهج الديمقراطي، ولكن القوى التي تضررت من هذا النهج ورأت في الوحدة والديمقراطية خطراً يهدد مصالحها المتعارضة مع مصالح الوطن والشعب وهنا لافرق بين المتطرفين اليمينيين واليساريين والخلافات والتناقضات بينهم تؤكد ان نتائج اعمالهم تصب في بوتقة واحدة هي احاقة الشر بالوطن وابنائه هكذا كان نصف عقد الوحدة الأول فتوحدت غاياتهم في الفترة التي تلت حرب 1994م الى التآلف والتلاقي في عداء للوطن وكان الاخ الرئيس دائماً من موقع الحرص واستشعار المسئولية على الوطن يواجه بالصبر والحلم والتسامح المعهود مطلقاً الدعوات المتتالية الى الحوار من أجل الوصول الى كلمة سواء فكانوا يردون على الحسنة بالسيئة ولكن هذا لم يثنه عن التمسك بهذا النهج وحتى بعد الجريمة الشنعاء والاعتداء الغادر الذي تعرض له وكبار مسئولي الدولة وهم يؤدون الصلاة في أول جمعة من شهر رجب لم يتراجع عن نهج الحوار ولم تتوقف دعواته اليه وهذا ماجسدته كلمته الى أبناء شعبنا بعد ان تماثل للشفاء فكانت الشراكة والحوار في موقع الصدارة.. ولعل زيارته يوم أمس لكبار مسئولي الدولة الذين تعرضوا معه لذلك الاعتداء الاجرامي يجسد حقيقة طالما عاشها شعبنا طوال فترة قيادة سفينة الوطن فكان الربان الماهر والزعيم الاستثنائي القادر على التجاوز باليمن الاخطار والابحار بابنائه الى شواطئ المستقبل الآمن والمشرق والمزدهر.. انه علي عبدالله صالح الذي كان وسيبقى القائد الانسان.