عبدالولي المذابي -
< كان الأولى بالشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي أفتى بأن الاعتصام في الطرقات ضرب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يصدر فتوى لأتباعه المتطرفين تحثهم على التوقف عن قطع الطرق ومنع وصول ناقلات المشتقات النفطية الى المدن والأرياف، وكذا التوقف عن ضرب المحولات وأبراج الكهرباء.ألم يقل الله عز وجل في محكم كتابه:«وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان».. أم أن الزنداني سيقدم تفسيرات جديدة ومفهوماً مختلفاً لهذه الآية يتناسب مع توجهه الحزبي والسياسي الذي أضر بمصداقيته وشعبيته؟! وإذا كان درء المفاسد مقدماً على جلب المنافع فلماذا يتجاهل الشيخ الزنداني معاناة الناس جراء قطع الطرق في المدن بحجة الاعتصامات السلمية رغم ما تسببه من معاناة كبيرة أو قطع الطرق الحيوية التي تربط المحافظات، وما ينتج عنها من زيادة معاناة الناس ومنع وصول احتياجاتهم من الغذاء والسلع الضرورية مما يؤدي الى شحتها في الأسواق ورفع أسعارها بصورة لا يحتملها المواطن البسيط بدخله المحدود وحاجاته المتزايدة. لقد أثارت تصريحات الزنداني جدلاً واسعاً في الشارع اليمني بنفس القدر من الجدل الذي يثيره سكوته والنتيجة سقوط كبير لشخصية كان لها من التقدير والاحترام ما يفوق الوصف لدى الكثير من اليمنيين، وكما يقال غلطة الشاطر بألف غلطة، فالرجل تحدث في مواضع السكوت وسكت في مواضع الكلام وانحاز في مقام الحياد، ولم يلبث ان ظهر محايداً في مواقف مصيرية لا تحتمل سوى كلمة حق صوتها عالٍ. ولكن المؤسف حقاً أن يظهر الشيخ عبدالمجيد الزنداني محرضاً على الفتنة والفوضى مجافياً للحق والعدل أو متخذاً منه ما يريد لخدمة الباطل. هذه المواقف تثير أسئلة عدة لدى المتابع والمواطن العادي تبحث عن إجابة واضحة من الزنداني، وتقول له ما علاقة التغيير السلمي بالتحريض على الفتن والفوضى، والسكوت على المنكرات من الأفعال، ولماذا الانتقائية في الأحكام والفتاوى وتخصيصها لترجيح كفة طرف على آخر، ومتى كان الدين مباحاً للبيع في مزاد الصراع السياسي وتوازنات القوى الحزبية.. وما علاقة معاناة الناس المتزايدة يومياً بتصفية الحسابات السياسية مع الخصوم، وأين موقف الدين والعلماء من كل هذا..؟! والسؤال الكبير الذي يعتمل في نفوس أغلبية أبناء اليمن: لماذا هذا التناقض والمزاجية في فتاوى وتصريحات الشيخ الزنداني، وما حقيقة أن يفتى بوجوب طاعة ولي الأمر وعدم الخروج على الدولة أو حمل السلاح عليها إذا كان في حالة مصالحة مع الرئيس، ثم يعود ليفتي بوجوب الخروج على ولي الأمر وحمل السلاح على الدولة، إذا تغيرت شوكة المصالح واتجهت نحو خصومه السياسيين.. كل هذه التساؤلات تستوجب على الشيخ الزنداني أن يثبت ولو مرة واحدة أنه مع الشعب ويستغل الفرصة الأخيرة لتصحيح مواقفه والاعتذار للشعب عن تورطه في إثارة الفتن التي أوقعت المئات من الضحايا، ولايزال في الوقت متسع للقيام بدور إيجابي يحول دون ارتفاع عدد الضحايا وايقاف معاناة الناس بسبب قطع الطرق وإعاقة الخدمات الضرورية للمواطن، فهل يفعلها الزنداني؟