موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء فى غزة إلى 34596 - حادث مروع يقتل ويصيب 31 شخصاً في عمران - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34568 - غزة.. ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 90% - نائب رئيس المؤتمر يعزي القاضي شرف القليصي - في يوم عيدهم.. أوضاع صعبة يعيشها عمال اليمن - الاحتلال يحول مدارس غزة إلى قواعد عسكرية - هل تحوَّلت بلادنا إلى سوق مفتوحة للمبيدات الفتاكة؟! - معدلات إصابة اليمنيين بالسرطان في ارتفاع مُخيف !! - تحوَّلت من ظاهرة إلى مهنة.. "التسوُّل" آفة اجتماعية خطيرة تُقلِقُ المجتمع -
حوارات
الميثاق نت -

الإثنين, 18-يوليو-2011
حاوره: عارف الشرجبي -
ثمن الدكتور قاسم سلام دعوة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أحزاب اللقاء المشترك للحوار الوطني في خطابه من مقر إقامته لتلقي العلاج بالمملكة العربية السعودية في يوليو الجاري.. وقال أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي القومي إن تمسك فخامة الرئيس بالحوار رغم ما تعرض له من محاولة اغتيال مع كبار رموز الدولة في جامع النهدين يعبر عن روح التسامح الخلاق الذي سار عليه طيلة حياته السياسية منذ صعوده الى سدة الحكم حتى اليوم.. وشدد سلام على ضرورة أن يكون الحوار الذي دعا اليه فخامة الرئيس وأيده العالم في إطار الدستور ووفقاً لخطاب الرئيس الأخير بعد حادثة جامع النهدين، وانتقد الدكتور قاسم سلام أعمال القتل والتقطع وقطع أنابيب النفط والديزل والغاز وضرب أبراج الكهرباء من قبل أحزاب اللقاء المشترك.. معتبراً ذلك إفلاساً سياسياً وجرائم حرابة ترتكب بحق الشعب مطالباً بمحاكمة كل من تورط بارتكابها أو أفتى بجوازها. ومشيداً بموقف الدول الشقيقة والصديقة ومجلس الأمن الداعم للشرعية الدستورية خاصة بعد أن اتضح زيف المشترك وكذبه على العالم.. فإلى تفاصيل اللقاء:
ونحن نحتفل بذكرى 17 يوليو 1978م.. ما دلالات هذه المناسبة؟
- لاشك أن السابع عشر من يوليو يشكل بداية لمرحلة جديدة انتقل فيه اليمن من مرحلة اختلطت فيه الأوراق الى مرحلة جديدة تتعزز فيها الثقة بين أبناء الشعب من خلال التفاعل الجاد والمسؤول المرتكز على الحوار السلمي الديمقراطي الذي أكد عليه الاخ الرئيس علي عبدالله صالح بعد تسلمه الموقع الاول في الدولة.. والكثير من الباحثين والمفكرين والسياسيين يعتبرون هذا اليوم ميلاداً جديداً لحركة الشعب وحركة الأحرار وأمل الأحزاب السياسية التي كانت تعمل تحت الأرض بعد أن دعاها فخامة الأخ الرئيس الى حوار مفتوح من أجل ايجاد عمل شعبي جماهيري منظم توافق عليه فيما بعد جميع المتحاورين، فكان ميلاد المؤتمر الشعبي العام الذي انتخب الرئيس علي عبدالله صالح رئيساً له وظل مواصلاً لعمله لتنشيط ديناميكية العمل السياسي لترسيخ الديمقراطية وتوفير الحريات العامة وصيانة الحقوق والواجبات من أجل بناء يمن جديد يعيش فيه أبناء اليمن متساوين في الحقوق والواجبات أمام الدستور.
الشراكة التي دعا اليها فخامة الاخ الرئيس.. كيف تجسدت منذ صعوده الى الحكم وحتى اليوم؟
- السابع عشر من يوليو كان مرتكز الشراكة الوطنية في مختلف الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية.. إذ شكل الميثاق الوطني المتوافق والمجتمع عليه عقداً اجتماعياً تعارف عليه الذين حضروا المؤتمر التأسيسي وأقروا بنوده، فكانت المسؤولية في المؤسسات المختلفة تمثل ساحة الشراكة المسؤولة في إطار الحقوق والواجبات وكان للاخوة في حزب الاصلاح بشكل خاص نصيب الاسد في كل مؤسسات الدولة المختلفة.. كما أنها تعد جسراً اساسياً للعبور من الساحة السياسية والاجتماعية العامة الى القوات المسلحة تحت شعار مواجهة الكفاح المسلح في المناطق الوسطى الذي كانوا يعتبرونه العدو الاساسي المنبثق عن عدو مركزي يتمثل في الحزب الاشتراكي الحاكم في الشطر الجنوبي من الوطن، وقد أكد على هذا التوجه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مذكراته التي قال فيها إن مواجهة الجبهة الوطنية الماركسية ينبغي أن تكون بجبهة اسلامية قوية ومن خلال هذه الجبهة الاسلامية فتحت الابواب للاخوان المسلمين من مختلف المحافظات ليشكلوا قاعدة المواجهة، ومن هذا المنطلق فتحت لهم ساحات التدريب في القوات المسلحة من خلال الفرقة الأولى مدرع التي امتصت معظم عناصر وتشكيلات الاخوان المسلمين وتحديداً من شرعب والعدين والسدة وبعض المدن والمديريات الاخرى كقعطبة ودمت، ومن هذا المدخل نفسه فتح باب التطوع الى افغانستان، إذ تمت كافة التدريبات الأساسية في معسكرات الفرقة وكان من ضمن المدربين الأساسيين الارهابي الدولي كارلوس الذي كان يوجد في الفرقة علماً بأنه كان معظم وقته في الشطر الجنوبي الا أن الحاجة قضت أن يدرب بعض المتطوعين لسوقهم الى افغانستان الذي تولى أمرهم هناك فيما بعد عبدالمجيد الزنداني، وقد أكد ما نقول حارس الزنداني الشخصي محمد الشهاري الذي ظهر مؤخراً على قناة «اليمن» الفضائية، ولما كُشف أمر كارلوس ووجوده في اليمن تم التواصل من قبل الاخوان المسلمين مع حسن الترابي زعيم حركة الاخوان المسلمين في السودان كي ينتقل الى السودان.. علماً أن فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح لم يكن على علم بوجود هذا الشخص في معسكر ودخوله الى اليمن وخروجه الى السودان نظراً لسرية ولتكتم من قام بهذا التكتيك والجميع كان يعرف أن كارلوس كان مطلوباً دولياً بعد عملياته الارهابية التي قام بها في فينا ضد وزراء الأوبك في حينه واستلمته فرنسا من حكومة السودان وتناقلت فيما بعد وكالات الانباء كل تحركات كارلوس ووصوله الى المحكمة في باريس. وعودة الى صلب الموضوع استطيع القول: إن الاخوان المسلمين منذ بدء الشراكة في مؤسسات الدولة تمكنوا من التغلغل والسيطرة على حركة الإدارة في كل المؤسسات المتكاملة مع وجود المعاهد العلمية التي وصلت الى 1000 معهد من قبل وبعد الوحدة في المحافظات والمديريات ولم تكن لوزارة التربية والتعليم أية علاقة في مناهج المعاهد وكوادرها وأطرها وميزانيتها التي أصبحت رقماً خيالياً بعد الوحدة المباركة وتوسع هذه المعاهد الى المحافظات الجنوبية بهدف القضاء على الإلحاد والكفر وإعادة الاسلام الى لحمته، كما كانوا يعلنون بصريح الفتوى أن الحزب الاشتراكي ومنهجه كافر ومنهجه منهج كفر.. لقد وصلت ميزانية هذه المعاهد الى أكثر من مليار و800 مليون ريال آنذاك وهي ما يفوق ميزانية وزارات التعليم الثلاث في بلادنا، إذاً الشراكة كانت على حساب التنمية وعلى حساب مشاركة بقية القوى بما فيها المؤتمر الشعبي العام نفسه الذي غيبت وحجمت الكثير من عناصره وقياداته لصالح كوادر الاصلاح، أما الآخرون فكانوا في إطار المؤتمر الشعبي العام ولكن وجودهم في المؤسسات لا يذكر مقارنة بوجود عناصر الاصلاح، فقد كان الاصلاح من خلال الضغط القبلي الممارس لصالح الاصلاح يشكل عبئاً فعلياً على رأس الدولة ومؤسساتها المختلفة، فكان هذا الوضع من الشراكة أساس معاناتنا اليوم سواء في الجانب السياسي أو الجانب الاجتماعي والاقتصادي، وكنا نتمنى أن لا نصل الى ما وصلنا اليه وخاصة بعد أن تحررنا من ضغوط المرحلة في ظل النظامين الشطريين قبل الوحدة.. لتكون مرحلة ما بعد 22 مايو 1990م العظيمة مرحلة جديدة تعطي التجربة نقلة نوعية تصبح فيها الشراكة مرتبطة بمناهج وبرامج متطورة ومتقدمة عما سبقها في الشطرين قبل هذا التاريخ وكي تعطى للشراكة سمة التفاعل المسؤول بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية خارج إطار المحاصصة وخارج إطار طغيان مرحلة ما قبل الوحدة تحت مسمى الشراكة مع الاصلاح مثلاً. ولكن بالرغم من أن ملامح المرحلة الجديدة اتسمت بثنائية المؤتمر والاشتراكي الا أن الحقيقة التي ينبغي أن يعرفها الصغير والكبير أن هيمنة الاصلاح ظلت موجودة داخل المؤسسات وبالذات داخل الشطر الشمالي بعد الوحدة مع وجود شكلي وفوقي للثنائية الجديدة التي جاءت بحكم الوحدة المباركة.. وتأتي كلمة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في يوم 7 يوليو الجاري لتؤكد على أهمية الشراكة في إطار الوفاق والاتفاق وتحت مظلة الدستور وفي جوف الشرعية الدستورية لما يخدم مصلحة الوطن والمواطن وكأنه يريد أن يؤكد بوعي مسؤول وحكمة المجرب أن يوجه نقداً لاذعاً للشراكات السابقة التي كانت بنت لحظتها ..والحصيف يستطيع أن يدرك هذا التقييم لكلماته الواضحة التي قال فيها شراكة بعيداً عن العواطف والمجاملات وهذه هي الشراكة التي كنا ومازلنا نريد تحقيقها من أجل الانتقال النوعي نحو المستقبل الواعد.
ما قراءتك لواقع الأزمة اليوم بعد ستة أشهر من بدايتها؟
- المشهد السياسي اليوم بقدر ما يظهر عليه من بساطة إلاّ أنه عند البعض يبدو سهل التعامل معه وقد يعتبره حالة شكلية في إطار الخلاف السياسي ولكن في واقع الأمر نستطيع وصفه بالسهل الممتنع.. تداخلت فيه كل الاطياف والالوان بكل التعقيدات وبرامج الفبركة الداخلية والخارجية التي تهدف الى زلزلة العقول وبرمجةالمؤامرة واجتثاث مؤسسات الدولة الحالية واستبدالها بالفراغ وليس كما يقول منظرو الاخوان المسلمين بضرورة استبدال الدولة المدنية الحديثة بدولة دينية وإحلال الشريعة الاسلامية محل الشرعية الوضعية وجعل القرآن دستوراً بدل الدستور المدني العام، وهنا استطيع أن أصف الوضع ومن يحاول أن يرسم صورة المستقبل وفق الكيفية التي رسمتها مؤسسة التغيير في لندن وتفاعلت مع خطط نظرية الفوضى الخلاقة التي قذفت الى الشارع بعشرات بل مئات من الشباب الطيب المغرر به ليكونوا طعماً للعبة كبيرة تستهدف اجتثاث اليمن وزعزعة قيمه وتوسيع دائرة الغضب لتحقق الشرذمة أهدافها في توسيع نزعة القطرية والمناطقية وفي بعض الجوانب الطائفية والمذهبية وكل هذه أمراض معززة بحقنة الفوضى الخلاقة التي أعدت بكل دقة من قبل الصهاينة ومدرسة الحرية التي أسست في واشنطن وفروعها في باريس ولندن وبعض الدول العربية التي رشحت لتكون «ابي رغال» جديد في المنطقة العربية و«ابي رغال» هو الدليل الذي قاد الفيلة لهدم الكعبة، وانطلاقاً من هذه الصورة نستطيع أن نصف من نصبوا أنفسهم قادة للساحات ومشروع قيادة مستقبل اليمن بعد أن يتحقق حلمهم في هدم الحاضر بمؤسساته والانقضاض على التجربة بكل ايجابياتها تستطيع وصفهم ببيتين للشاعر المعرّي:
يسوسون الأنام بغير عقلٍ
وينفذوا أمرهم فيقال ساسة
فأفٍ من الحياة وأفٍ مني
ومن زمن رئاسته خساسة
وخير تعبير ترجمة لهاتين البيتين هو موقف الذين سموا أنفسهم قيادة مشروع قيادة بديلة للحاضر والمستقبل تتمثل في المؤامرة الخسيسة التي استهدفت اغتيال فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ورفاقه في مسجد النهدين وما رافقها من ضرب الكهرباء وقطع الطرقات وضرب المحطة الغازية ومصادرة ناقلات المشتقات النفطية في الطرقات ومظاهر التخريب والقتل الذي استهدف الحصبة وغيرها من أحياء صنعاء الى جانب استهداف تعز متكاملاً بامتداداته مع الارهاب الذي فرض على زنجبار ولحج وعدن وسياسة الكانتونات التي بدأت تتبلور ملامحها من بعد وزارة الخارجية حتى جسر عمران وكنتون الحصبة الممتد من جولة سبأ حتى مجلس الشورى إضافة الى ما حل بأرحب التي اعتبرت «جمهورية أفلاطون الاسلامية» التي يعتمد عليها في مواجهة الدولة المركزية والسيطرة على مطار صنعاء لقطع شريان الحياة بين صنعاء والعالم الخارجي من جهة وجعل أرحب كهفاً من كهوف القاعدة بديلاً عن كهوف تورابورا التي تحصن بها قادات القاعدة في حينه من جهة أخرى.. وقد سمعنا ان الزنداني رتب لنفسه كهفاً شبيهاً بكهوف تورابورا التي رافق فيها كبار قيادات القاعدة وفي مقدمتهم بن لادن.. هذه الملامح البارزة للمشهد السياسي اليمني- مع الاسف الشديد- وان كان الاخ الرئيس علي عبدالله صالح عمل جاهداً لتخفيف قبح هذا المشهد السياسي وملامحه المؤذية للعقل والضمير الشعبي العام.. لقد حاول أن يخفف من خلال التذكير بأهمية الحوار والوفاق للخروج ببرنامج وطني عام يخدم الوطن والمواطن.. داعياً الله أن يهدي الغواة الى سبيل الرشاد خدمة للحاضر والمستقبل.
أين تجد مضامين المبادرة الخليجية في خطاب الرئيس؟
- لابد لنا من التركيز على كل كلمة قالها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وهو الذي خرج من فم الموت الى الحياة كي نقرأ مضامين المبادرة الخليجية قراءة موضوعية من وحي الكلمات الدقيقة التي لخص فيها القائد علي عبدالله صالح مرتكزات التعامل مع الحاضر والمستقبل ضمن المبادرة وهي المضامين التي لخصت أهمية الحوار السلمي الديمقراطي والوفاق والاتفاق تحت ظل الدستور داخل الشرعية الدستورية، وفي إطار التفاعل الايجابي مع جهود الأخ النائب عبدربه منصور هادي التي يبذلها مع الاخوة في اللقاء المشترك وكافة ألوان الطيف السياسي متكاملاً مع مقترح الاخ خالد بن عمرو مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الذي يؤكد على أهمية لقاء أطراف العمل السياسي الوطني داخل الساحة الوطنية والجلوس على طاولة الحوار لتفعيل ما يمكن تفعيله من مبادرة الاشقاء الخليجيين وتجاوز ما يمكن تجاوزه للخروج ببرنامج جديد للحوار يركز على أهمية التعامل تحت ظل الشرعية الدستورية أولاً حتى يحسم موضوع تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتحدد فترة الانتقال السلمي الديمقراطي بحسب مقترح مستشار الأمين العام للأمم المتحدة بستة أشهر والإعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية بما تستحقه وتشكيل لجنة لإعداد الدستور والاستفتاء عليه .. كل هذه من المسلمات الاساسية التي ستخرج الجميع من المأزق الذي حاولت جريمة الاعتداء على جامع النهدين ان تقود الساحة اليمنية بكاملها الى أتون حرب طاحنة- لا قدر الله، وفتح منافذ وساحات جديدة للتفاعل الايجابي والخروج من المتاهات التي حاولت الشعارات الفضفاضة ولغة الاستفزاز ايصال اليمن الى نفق مظلم.. هذه مرتكزات لاشك أنها تتفاعل بشكل عميق مع كلمة الأخ القائد رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح في يوليو الجاري.
كيف ترى موقف المشترك من دعوة الحوار وإعلانه لما يسمى بالمجلس الوطني الانتقالي؟
- موقف الاخوان العقلاء في اللقاء المشترك بشكل خاص واللقاء المشترك بمجموعه بشكل عام ليس جديداً وكنا نؤمل على العقلاء أن يتميزوا على الاقل في هذا الظرف وأن يخرجوا من الشرنقة أو قمقم علاء الدين ويتفاعلوا مع الشعب اليمني بشكل عام ومنطق العقل والحكمة بشكل خاص وخاصة بعد أن أطل على الجميع فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بكلماته الرزينة والرصينة والواثقة أن يكون موقف هؤلاء معتبراً فيقرأوا الحاضر اليوم وليس ما قبل جريمة مسجد النهدين ليخرجوا بقناعة أن الرئيس الذي أرادوا قتله أو أراد البعض قتله مع رفاقه في قيادة الحزب والدولة يريد لهم الحياة ويريد لليمن الحياة ويريد للحاضر والمستقبل الأمن والامان والاستقرار متجاوزاً كل ما حصل وحدث له من اعتداء حاقد وجبان في الجامع مستنكراً لكل القيم العربية والاسلامية.. فإذا كان من خطط للجريمة هم من رافعي راية الحركة الاسلامية في اليمن وغيرها من بلدان الاسلام.. كان الاولى بهم أن يرحبوا بالدعوة وأن يبادروا بالتفاعل مع مضامينها للخروج من كهف التخلف والأنانية وبؤرة التخندق القاتل الذي يعمي البصر والبصيرة هذا الجانب في غاية الأهمية عندما نتعامل مع أحزاب سياسية تؤمن بالتعددية السياسية والفكرية وتؤمن بمضامين الأصالة والمعاصرة وتروم تحقيق الخير العام للشعب والامن المستقبلي لليمن أرضاً وشعباً بعيداً عن العصبية القبلية والحزبية والاسرية وغيرها من أمراض الجاهلية، أما ما يسمى بالمجلس الانتقالي نستطيع أن نسميه نكتة الموسم أو محاولة من محاولات مسيلمة الكذاب و«سجاح الجديدة» إنها محاولة تقفز وتتجاهل الواقع العملي المعيش بكل مكوناته- شرعية دستورية بفروعها- حكومة تدير أعمالها بنجاح.. قوات مسلحة قادرة وكفؤة وقوات أمن موجودة في كل شبر من الوطن، حركة اجتماعية سياسية اقتصادية وان اصيبت ببعض القصور هنا أوهناك الا أنها موجودة.. وكل هذه العوامل تؤكد أن المجلس الانتقالي ضرب من الخيال ومحاولة يائسة لتغطية فشل ما اسموها ثورة الساحات وفشل الانقلاب العسكري الذي قادته الفرقة الاولى مدرع تحت غطاء ما اسموه بالجدار العازل وفشل أكاديمية التغيير التي يقودها هشام مرسي في لندن زوح ابنه القرضاوي القابع في قطر وتغطية لفشل لعبة قناة «الجزيرة» وكذبات «سهيل» الخبيثة التي جعلت من اليمن غرفة مظلمة وصورت أن شعب اليمن أصبح خارج التاريخ والعصر كما حاول مسيلمة الكذاب أن يجعل من وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فرصة للعودة للجاهلية الاولى والعودة الى اسمه القديم الذي عرف به «الرحمن» ومدخلاً لإعلان إسلام جديد متمرداً على أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وفي النهاية تمرد على كل القيم السماوية التي جاء بها الرسول الخاتم محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ومع ذلك نستطيع القول إن المجلس الانتقالي لا يزيد عن حلم نائم لا يصحو لأنه ولد ميتاً ومشوهاً وظن الذين فرحوا به أنه سيكون أخاً لمجلس عملاء الناتو في ليبيا والمجلس الذي دخلوا به العراق على ظهر الدبابات الامريكية والفارسية.. ظن هؤلاء الذين أفتوا وفكروا أو ناقشوا ما سموها بمهامه أن بإمكانهم دعوة القوى الكبرى لتنصيبهم على كراسي السلطة في اليمن بقوة الدبابات والصواريخ متناسين أنه لا يصح الا الصحيح وان شعب اليمن آمن بالشرعية الدستورية وتمسك بها كما آمن بالديمقراطية في فهمه العميق لمضامينها السامية لا يقبل ولن يقبل بأي إملاءات خارجية كائناً من كان المملي، كما لا يقبل بأي تعسف يستهدف إرادته التي هي مصدر السلطات وهي الحامي للشرعية الدستورية في الزمان والمكان ولذا فأي حديث عن مجلس انتقالي هو ضرب من الجنون ودعوة القوى الخارجية لاحتلال اليمن وفرض الهيمنة عليه وإلغاء صوت الحق في يمن الإيمان والحكمة الذي يرفض ذلك.
كيف تقرأ الموقف الشعبي والإقليمي والدولي من الأزمة الراهنة؟
- بالنسبة للموقف الشعبي تحضرني لوحة فيها كل الالوان والابداع وكأن فناناً أصيلاً رسمها لتعبر عن مكنونات الانسان اليمني حاضره ومستقبله وتعامله مع قائد مسيرته تعاملاً متكاملاً يصل حد الانصهار في بوتقة المصلحة العليا ليمن حر مستقل آمن يستظل بقيم السماء ودستور الارض المجمع عليه.. هذه اللوحة على صعيد الداخل.. أما فيما يتعلق بجانبها ومنظرها الخارجي فقد كان الخارج في بادئ الأمر مشوشاً وكان البعض على الصعيد الرسمي والشعبي والاعلامي يعتقد أن الفبركات والتضليل الاعلامي الذي تقوده «الجزيرة» وبقية الجوقة الاعلامية المتناغمة معها أنها تعبر عن واقع مرئي معين وأن ما يدور داخل الساحة اليمنية هو نوع من الثورة أو التعبير السلمي وأن المطالب التي ترفع هي تعبير عن مطالب تمثل قوى سياسية واجتماعية تدعو الى الاصلاح السياسي العام ولكن بعد جريمة النهدين وحرب الارهاب في زنجبار وأرحب وتخريب عناصر القاعدة ومليشيات الاصلاح المسلحة في الحصبة وتعز عكست هذه الصورة وانتجت صورة جديدة حقيقية تلقتها عقول ومشاعر وضمائر الناس لتقرأها بشكل ومنظور جديد لتكتشف ما هو مخيف يجعل من اليمن مرتكزاً لإرهاب فعلي يذكر بكهوف افغانستان التي تدرب فهيا الكثير من الذين يقودون الإرهاب في زنجبار وعدن ولحج وتعز وأرحب وكانتونات العراق التي يقودها الصفويون الذين جعلوا من العراق بؤرة للإرهاب وترويع الناس ومرتكزاً للانتشار الى خارج العراق وفق منظور صفوي امبراطوري ايراني يمتد من المحيط الى الخليج، ولذا يمكن القول أن هناك تلاقياً بين شعب اليمن الملتف حول الشرعية رغم الضغوطات التي تمارس عليه من قبل ما يسمى اللقاء المشترك وأركان القاعدة وعناصرها ومجموعة التمرد الحوثي في صعدة .. هذا التناغم والالتفاف الشعبي يلتقي مع الموقف الايجابي الاقليمي والدولي المتفهم لظروف اليمن وما يحيط بها من تآمر يستهدف اجتثاث ليس النظام وإنما شعب اليمن الملتف حوله، وقد برز هذا من خلال تأكيد الكثير من الدول ووقوفها مع الشرعية الدستورية في بلادنا من خلال حرصها على حل الأزمة وفقاً للدستور اليمني الذي يعد من الدساتير الجيدة والقوية والمستوعبة لطبيعة وظروف اليمن وعلاقاته الداخلية والخارجية.
كيف تقرأ خطاب الزنداني التحريضي؟
- خطاب الزنداني ينبغي أن يحال الى النيابة العامة لمحاكمته لأنه خطاب تحريضي على القتل والفوضى والتخريب تجاهل فيه كل الاعراف والقوانين الى جانب تجاوزه للقيم الاسلامية التي أكد عليها الخالق محرماً قتل النفس وداعياً الى التسامح والمحبة والسلام وضرورة الحوار كقاعدة أساسية بين البشر عرفت منذ بدء الخليقة حين سمح الله سبحانه وتعالى لابليس أن يحاوره ليكون عبرة للبشرية جمعاء ولم يقس عليه والقادر أن يقول للشيء كن فيكون، بل قال له: اذهب إنك من المنظرين، فلاشك أن الزنداني قد غاب عن ذهنه هذه الحكمة عندما اعتبر الرئيس علي عبدالله صالح قد نزعت بيعته وهدر دمه في فتاويه وأطروحاته، مما يعني اعترافه وإقراره بأن جريمة مسجد النهدين كانت لابد منها وليس هناك بديل لها وهنا السقطة الكبيرة التي وقع بها الزنداني مرتين الأولى عندما تحدث باسم علماء اليمن والثانية حين أفتى بشرعية ذلك العمل الخبيث الدنيء والحقير وهو ضرب مسجد النهدين ومحاولة اغتيال رئيس الجمهورية ورفاقه من قادة الدولة والحزب الحاكم، لذلك نقول إن خطابه وبيانه يوصله الى المحاكمة في سياق محاكمة الذين افتوا وخططوا ونفذوا الجريمة بغض النظر عن مواقفهم السياسية والاجتماعية.
ماذا ينبغي على المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف في هذا الوقت؟
- نحن الآن بصدد تجاوز الأزمة بكل تفاصيلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها من خلال الدعوة للحوار وترسيخ قاعدة التفاعل الايجابي الخلاق ونحن في هذا الصدد لا ينبغي أن نسقط من أذهاننا ما تلعبه الحكومة على صعيد الواقع وذلك من خلال توفير الخدمات العامة للمواطنين ومحاسبة المقصرين والمتلاعبين سواء فيما يتعلق بالديزل أو الغاز أو المتلاعبين بالأسعار والتي تتصاعد بشكل مخيف مما خلق حالة من الرعب خاصة لدى محدودي الدخل وهم الغالبية في المجتمع، ويجب أن تتصدى الحكومة لمعالجة هذه القضايا قبل غيرها الى جانب التحرك السريع في تنشيط وتصعيد وتيرة الوعي الاجتماعي ليقف كل الخيرين والمؤمنين بالشرعية الدستورية الى جانب الجيش والأمن في البلد والتصدي لأعمال الشغب والتخريب ومحاصرة بذور الفتنة التي يحاول البعض توسيعها في المجتمع من خلال ما يسمى بالساحات التي يجب أن تنتهي، والانتقال الى جادة العقل الايجابي ومعالجة قضايا المواطن والوطن بعيداً عن ردة الفعل والتصعيد والاتهامات والشعارات واللافتات .. هذه القضايا التي يجب على الحكومة أن تتصدر جدول اعمالها.. أما المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني فلا ينبغي أن تغيب دورها الايجابي في الحالتين وهي تقف وتتفاعل مع دعوة الأخ الرئيس للحوار والرد على التقولات والاشاعات والتخرصات التي تكال بالأطنان ضد المؤتمر والتحالف الوطني أو منظمات المجتمع المدني التي هي جزء من العمل السياسي التي تتصدى للمؤامرة الخارجية والداخلية. إذاً التحالف الوطني هو طرف اساسي في الحوار السلمي الديمقراطي وطرف في المعادلة الديمقراطية واجبه في هذا الظرف أن يقول نعم للشرعية الدستورية ونعم لدعوة الرئيس للحوار.. ولا للهلوسة والتخريب والدعوة للمجلس الانتقالي الميت بديلاً للشرعية الدستورية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

إمبراطورية المصادفة والإدمان الإمبريالي
مازن النجار*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)