موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض - تحذيرات أممية من "حمّام دم" في رفح -
الأخبار والتقارير
الإثنين, 25-يوليو-2011
سامي الشرعبي -

رغم انه اتخذ لنفسه مكانا علياً في هرم السلطة، كثاني رأس بعد الرئيس مباشرة، ظل جنرال الفرقة الاولى يستميت في البحث عن هوية قبلية تحمي موقعه، وانتحال نسب «مشيخي» وألقاب أسرية لا تمت إليه بأية صلة.. معروف ان الجنرال ظل يجاهد في سبيل إلصاق لقب «الاحمر» بشخصه- مستغلاً اسم قريته، للإيحاء بأصالة النسب وإضافة مزيد من الوجاهة الاجتماعية!.. فكان له ما أراد، إذ أصبح اسمه (علي محسن الاحمر)، رغم انه في الاصل وحسب هويته معروف باسم (علي محسن الحاج) دون حُمرة ألقاب..

إذا كانت القضية لديه هي قضية نسب فيكفيه- أصلاً- انه ينتمي لمنطقة ذات أصول «حميرية».. كما يكفيه فخراً أنه من المنطقة التي أنجبت موحد اليمن وقائدها الابرز علي عبدالله صالح.. أما بحسب ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا فضل لأحمر أو أصفر إلا بالتقوى.. فهل القضية عقدة نقص؟؟ الحقيقة التي قد لا يعرفها الكثيرون ان الجنرال- إلى جانب هوسه بهواية صيد «الاراضي»- كان مهووساً أكثر- بصيد الالقاب والأنساب، والرُتب والرواتب... هواية مريبة أوهمته بأن تلك الأدوات هي السبيل الأضمن لشراء الولاءات- كخطوة لابد منها في الطريق إلى خلافة الرئيس. كان يعتقد أنه بتسلمه قيادة وحدات المدفعية بصنعاء يمكنه أن يتسنم قيادة بلد.. لكنه يعلم جيدا انه حلم صعب المنال مالم تتوفر إرادة شعبية، لكنه توهم أن امتلاكه ثروة ضخمة ووجاهة اجتماعية تقربه من طموح السيادة.. لهذا ظل طيلة مشواره العسكري يستغل نفوذه اللامحدود وإمكانات الدولة لجمع اكبر قدر من الأموال والالقاب والممتلكات ووضعها تحت تصرف قوى قبلية وجماعات أصولية، كي يدرّع نفسه بتيارين نافذين ومسلحين: التيار الديني- والتيار القبلي. من وراء لقبه الملتبـِس كان يهمه أن يضيف لنفسه ثِقلاً قبلياً، ليزين به ثِقله السياسي- كثاني رأس في البلد.. وثقله العسكري- كجنرال عتيق لا يزحزحه أحد منذ عشرات الاعوام... ومن ناحية اخرى يمنحه لقب (الاحمر) ولاء «القبائل المسلحة» و»الجماعات الأصولية» في وقت واحد.. وتلك ثنائية اعتقد انها هامة لتقوية شوكته في الدولة- من ناحية، والأهم منها ان تكون شوكة في حلق المعيقين لأوهامه. معروف أن المنشق علي محسن كان على علاقة وثيقة بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأولاده، لأن الجنرال كان يصرف لهم الأسلحة والذخائر المتطورة من مخازن الفرقة كما كان يقوم بتجنيد الآلاف من القبائل بمرتبات رسمية محسوبة على الفرقة، مع بقائهم برفقة الشيخ وأنجاله، مقابل أن يكون الجنرال واجهة عسكرية مناصرة لجماعات الإصلاح.. لهذا ظل شخصية مقربة من القبائل ومداهناً للمشايخ بسبب تسخير خزينة الفرقة لصالحهم.. يشهد على ذلك ما تم اكتشافه في الاعوام الاخيرة من كشوفات رواتب تضم آلاف الأسماء الوهمية في الفرقة.. كما كشفت ذلك ايضا حرب صعدة، فأحد اهم اسباب الهزائم المتوالية هناك للجنرال الفاشل علي محسن أن الجنود الموجودين بالألاف في كشوفات المرتبات ومخصصات الفرقة كانوا مجرد أسماء وهمية، بينما معسكرات الفرقة خالية.. واتضح لقيادات بالدولة انه كان يتسلم مرتبات جنود غير موجودين ليصرف منها على المشايخ والأعيان لضمان ربط علاقة حميمة بهم وشراء ولاءات قبلية وجهادية واصلاحية، بدلا عن تحديث إمكانيات الفرقة وتأهيل منتسبيها وبما يتواكب مع تطورات العصر، وهذا هو الفرق بين فرقته وبين الحرس الجمهوري الذي تفوق على الفرقة العتيقة بمراحل واستحق ثقة الدولة والعالم الخارجي، رغم حداثة نشأته. لهذا ظل الجنرال المعتق متوقعاً إزاحة حتمية له تقتلعه من الفرقة بعد انكشاف الاوراق وتفوق الدم العسكري الجديد.. لكنه اعتقد أنه حصن نفسه جيداً، وظل مترقباً لفرصة انقلابية يقودها للانتقام، غير ان ولاء الشيخ الاحمر لرئيسه ورفيق دربه عرقل انقلاب الجنرال.. وعندما نتحدث عن الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر، فإننا بالتأكيد نعني- حكيم اليمن ورجل السلام وشوكة الميزان، وليس (جهاله) الذين كفروا بحكمة ابيهم وتحولوا لتجار حروب، واستعراض العضلات واستغلال النفوذ ونهب ممتلكات الدولة وتشريد الأبرياء من بيوتهم وقتل الانفس التي حرم الله.. لكن مثل هذه الممارسات والأعمال المتوحشة كان ينتظرها علي محسن بفارغ الصبر وزج أولاد الشيخ في هذا المستنقع بدعمهم بالرجال والسلاح لغاية في نفسه، وحسمت خياره لإعلان انشقاقه والاستئثار بفرقته، والتعصب مع أولاد الأحمر ضد الرئيس، بينما لم يفعلها مطلقا في عهد الاحمر الكبير.. لقد بدأت علاقة الجنرال بأولاد الاحمر قبل انفجار الاحتجاجات الشبابية بمراحل.. وتحديدا منذ بدأ طموح (حميد) للسلطة ابان المرض الاخير لوالده.. ظل الجنرال يساهم في تغذية هذا الطموح.. غير ان طموحاً كهذا سرعان ما تحول بعد وفاة الشيخ عبدالله- رحمه الله- الى انتقام اسري مكشوف للجميع وتصفية حسابات قديمة يديرها الجنرال من وراء الستار، بعد ان فقد الأمل في خلافة الرئيس علي عبدالله صالح. لم يكن حينها ليكشف نزعته الانتقامية بوضوح، لكنه كان يسرب لحميد واخوانه معلومات استخبارية مغرضة تؤجج عداءهم للرئيس وابنائه.. حتى عندما نجحت الثورتان المصرية والتونسية كان على الجنرال ان يتأنى إلى أن تحين اللحظة المناسبة.. ظل حتى آخر يوم يحرص على الظهور الاعلامي بجانب الرئيس.. وما ان حدثت مأساة ما سمي بجمعة الكرامة حتى هرول للأمام ليتقدم موكب الداعمين والحامين لساحة التغرير.. كان واضحا انه يخطط لانشقاق كهذا قبل انضمامه للساحة، بدليل ان الاعتصامات تموضعت بجامعة صنعاء- المجاورة لفرقته- حتى يجد المبرر المناسب لحماية المحتجين.. بحجة انه لا يستطيع ان يقف متفرجا على مجاوريه! كان يبدو أن الجنرال بأمس الحاجة إلى انهيار العلاقة بين الرئيس وأولاد الاحمر.. وهذا ما شجعه على الانشقاق بعد ان تأكد من استحالة الوفاق بينهما.. استغل علاقته القديمة بالأب ليستأثر بالأبناء ويمضي بهم في طريق الانتقام من الرئيس الذي فشل هو عن تحقيقه، وأراد تصفية حسابات قديمة عن طريق (جهال) الشيخ.. هم بالمقابل يدركون جيدا هدفه هذا، لكنهم يستغلونه لأغراض مؤقتة لاعلاقة لها بثورة التغيير مطلقا.. فمنذ وفاة الشيخ عبدالله اتضح ان الأبناء لديهم حسابات مختلفة عن حسابات والدهم، يريدون أن يكون لهم اليد الطولى في اليمن.. لكن ضعفهم أمام قوة الدولة اضطرهم لاستمالة علي محسن بأي ثمن.. وهكذا استثمروا فشل حلمه السلطوي جيداً لتعزيز الشقاق بينه وبين فخامة الرئيس، وبعد ان تاكدوا من استحالة الوفاق بينهما استخدموه للوصول الى مشروعهم في الانقضاض على السلطة وخلط الاوراق وزعزعة الاستقرار، وهو طموح يعود الى عام 2009 قبل ثورات المنطقة بكثير، كشفته وثائق ويكيلكس عام 2009 التي فضحت محادثة سرية بين حميد الأحمر مع السفير الأمريكي في صنعاء خلاصتها أن حميد «لا يحب علي محسن ولا يكن له أي احترام، ولكنه يستطيع ان يستخدمه في سبيل زعزعة أمن واستقرار اليمن».. أي أن كليهما مضطر لاستخدام الآخر مطية لإزاحة الرئيس من طريق طموحهما السلطوي الجارف.. ورغم ان التقارير الامريكية أكدت أن الجنرال علي محسن أقوى الشخصيات العسكرية في اليمن والمرشح الأقوى لخلافة الرئيس، إلا أن مذلة اللقب المستعار تجعل جنرال الفرقة في موقع ضعف امام أولاد الاحمر، وهذا ما يجعل حميد يسيطر عليه سيطرة تامة.. كما ان استقواء حميد بامبراطوريته المالية تجعله أكثر قدرة على سحق الجنرال العجوز فيما لو نجحت مهمة إسقاط الرئيس، بدليل بروفة الانقلاب الجزئية التي حدثت بالحصبة، فتلك الضراوة غير المسبوقة ليست سوى رسالة تحذيرية لاستعراض القوة واعلان جاهزية أولاد الأحمر للانقضاض على الجميع.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)