كلمة الميثاق -
كلمة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام لأبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة حلول الشهر الكريم رمضان الفضيل حملت معاني ومضامين استشرافية لكيفية تجاوز الصعوبات ومواجهة التحديات والأخطار التي يمر بها شعبنا الناجمة عن الأزمة التي وصلت تعقيداتها السياسية مداها النهائي بحيث لم يبقَ من خيار أمام من يستشعر المسؤولية والحرص على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره ونمائه وتطوره وازدهاره الا التلاقي والتفاهم والحوار على قاعدة تغليب المصالح العليا للوطن والشعب التي تسمو فوق عداها من المصالح الحزبية والشخصية والقبلية والمناطقية الأنانية الضيقة التي بات واضحاً أنها لن تؤدي الا الى الفرقة والتمزق والدمار والخراب والفوضى والتي الآن مظاهرها تزداد وضوحاً وخطرها يزداد استفحالاً مع كل يوم يمر على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني موصلة أحوال الناس في هذا الوطن الحياتية والمعيشية الى مستوىً غير محتمل، ومع ذلك مازالت تلك القوى السياسية الانقلابية تصر وبرعونة وحماقة على مخططات مشاريعها حتى بعد أن أصبح جلياً أنها لن تؤدي الا الى العنف والصراعات والحرب الاهلية التي لا تبقي ولا تذر وسيهدم المعبد على رؤوس الجميع، وهذا مصير يمكن تجنبه إذا ما احتكمت كل الاطراف الى منطق الايمان والحكمة بجعل أيام وليال شهر رمضان المبارك فسحة لمراجعة النفس والتأمل فيما وصلنا اليه مستوعبين أن المطامع والمطامح الدنيوية زائلة وأن لا يبقى للمرء الا ما قدمه لآخرته من خير وعمل صالح تجاه نفسه وأسرته ووطنه وأمته. إن الاخ الرئيس استلهم كلمة خطابه لشعبه عظمة هذه المناسبة التعبدية التي هي فريضة الغاية ليس فقط الامتناع عن الاكل والشراب والشهوات وكل ملذات الدنيا بل جهاد النفس بالزهد سمواً بالروح المتطهرة من أدران الجسد الفاني ليؤدي هذا التسامي الى رؤية الخير والسير في طريقه وتبيان الشر واجتنابه.. وبذلك تتحقق الموجبات الايمانية .. من شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. وهكذا فإن مثل هذا الوعي بأهمية هذا الشهر الكريم سيجعلنا في هذه الظروف والأوضاع أن نهتدي الى سبل الرشاد وجادة الصواب لإخراج بلادنا من هذه الأزمة التي طال أمدها واستنفدت خياراتها وسقطت رهاناتها ولم يبقَ إلا التلاقي والتوافق والاتفاق على طاولة الحوار الذي به نجنب الوطن وأبناءه المصير المجهول الذي مازال البعض بمكابرة وعناد يسعى اليه وبتعالٍ مقيت. في هذا السياق يفهم حديث فخامة الرئيس حول الحوار الوطني باعتباره المسار الحقيقي الأوحد لحل كل القضايا والمشكلات والذي فعلاً سيؤدي الى التغيير المنشود الملبي لاستحقاقات مواصلة مسيرة الأمن والأمان والتنمية والبناء، أما الاتجاه الآخر فلن يفضي الا الى مصير كارثي يقضي على طموحات شعبنا المشروعة وهذا ما لا يمكن السماح به بأي حال من الأحوال.. وليكن الشهر الفضيل خاتمة هذه الأزمة عبر الحوار الصادق والجاد المسؤول والشفاف.