فيصل الصوفي -
قبل أيام أشاعت قوى التحالف القبلي الاخواني العسكري أن الحكومة »أو ما سموه بقايا النظام« بصدد تنفيذ خطة للاعتداء على خيام المعتصمين بين جامعتي صنعاء الجديدة والقديمة، ومثل هذا التفكير لا وجود له لدى الحكومة رغم أنها تواجه ضغوطاً مستمرة من قبل مواطنيها الذين ذاقوا الأمرّين وانتهكت حقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية من قبل اللجان الامنية للاصلاح وضباط وجنود الفرقة الاولى مدرع.
لقد كانت تلك شائعة مقصودة وموجهة من قبل قوى التحالف تلك لتحقيق أهداف واضحة برزت الى الارض منذ اليوم التالي لنشر الشائعة على نطاق واسع، فقد قام قائد الفرقة الأولى بنشر المزيد من الضباط والجنود والآليات العسكرية في منطقة الاعتصام والمناطق المجاورة وامتدت الى مواقع جديدة داخل العاصمة، والمبرر هو حماية خيام المعتصمين من الهجوم الذي حملته الشائعة الكاذبة.
وبعد ذلك وتحديداً في يوم 30 يوليو جاء الشيخ صادق الاحمر ومجموعة مشايخ محسوبين على بيت الأحمر واللواء علي محسن ويرتبطون تنظيمياً بحزب الاصلاح جاءوا الى مكان الاعتصام ليعلنوا عن انشاء ما سموه تحالف قبايل اليمن، برئاسة الشيخ صادق الذي زعم انه لن يسمح بعودة الرئيس الى الرئاسة ما دام على قيد الحياة، ولا ندري من أين استمد الشيخ هذا اليقين الا إذا كان للأمر علاقة بقدرته على التنبوء بمصير وشيك..
وهذا التحالف القبلي مهدوا له بتلك الشائعة نفسها وقالوا إن هدفه الأسمى حماية المعتصمين (الثورة) وحكاية هذه الحماية انها مبرر لاحتلال ساحة الاعتصام من قبل هذه القوى بصورة نهائية، إذ لا معنى لوجود حماية قبلية لها في ظل عدم وجود خطر، فضلاً عن أن لا معنى لهذه الحماية في ظل وجود الفرقة الأولى التي صار جنودها وضباطها في الساحة أكثر من عدد المعتصمين فضلاً عن الذين ينتشرون في المناطق المحيطة ويتمددون يومياً بصورة استفزازية.
هذا التواجد المكثف لهذه القوى صحبه وسبقه أيضاً عمل مسلح لمليشيات حزب الاصلاح المدعومة بجنود وسلاح الفرقة الاولى للاستيلاء على معسكرات الحرس الجمهوري في أرحب ونهم بدعوى ضمها الى القوات »الموالية للثورة« أي للفرقة الاولى مدرع، بعد أن كانوا يبررون الهجوم على تلك المعسكرات بأنه منعها من »دخول صنعاء لقمع المعتصمين«.. ولا يفلح الكاذبون.
الأمر الخطير أيضاً في هذه الشائعة قولهم إن »بقايا النظام« يعتزم مهاجمة المعتصمين، ولأن مثل هذا الادعاء غير وارد من البداية، فإن الاحتمال الوارد - الذي يجب أن يكون الجميع على حذر منه - قيام هذه القوى بارتكاب جريمة بحق الشباب المعتصمين الذين ليسوا على قلب واحد مع الاصلاح والفرقة وبقية أطراف التحالف المذكور، نقول ان هذه الجريمة محتملة الوقوع بعد أن غطوا عليها مسبقاً بتلك الشائعة، ومن ثم سوف ينسبونها الى قوات الأمن والحرس كعادتهم.
بقي أن نقول للشباب المعتصمين دعاة التغيير الحقيقي والمطالبين بالدولة المدنية: ان قوى التحالف القبلي الاخواني العسكري قد حددت خيارها وميزت نفسها عنكم، ولم تعد تدخلكم في الحساب، ويتعين عليكم أنتم أن تحددوا موقفكم أو خياركم إذا كنتم متمسكين بالفعل السلمي الحضاري.