نجيب شجاع الدين -
الكهرباء مرة أخرى.. مازلنا للشهر السابع نلعن الظلام طوال اليوم ونلعن الضوء لساعة واحدة حين تعود الكهرباء لغرض تعطيل الأجهزة.
وزير الكهرباء المهندس عوض السقطري كان قد أجرى عملية حسابية دقيقة خلص فيها إلى القول إن نسبة العجز خلال شهر رمضان ستكون بنسبة 20% إلاّ أن هناك نفوساً اشتهت في ليلة حلول الشهر الفضيل تخريب الكهرباء وقهر نفوس اليمنيين للمرة الـ(36) وبالتالي تحويل نسبة العجز إلى نسبة تغطية 20% فقط، لذا لم يعد بإمكاننا سوى أن نقول: يارب عليك الـ(عوض). الشيء الغريب بالفعل أن الصينيين هداهم الله لم يبتكروا شيئاً سريعاً لأجلنا يحل المشكلة، لقد سئمنا الولاعات والهواتف النقالة المصاحبة لخدمة الكشاف.. نناشدهم أن يعجلوا في استخدام عقولهم فنحن نعيش في ظلام بدائي.. ويذكر أن مسئولاً صينياً عرض استعداد حكومته تنفيذ مشروع تشغيل الكهرباء بالطاقة الشمسية وأثناء إعلان المشاورات حول هذا الأمر اعترضت قيادات في حزب الإصلاح واشترطت أن يتم إضاءة منازل اعضائها مجاناً كونها صاحبة الحق في كافة المشاريع المتعلقة بالشمس في اليمن. في موازاة ذلك نحن نعتب على مجلس التعاون الخليجي لماذا لا تعمل مبادرتهم على معالجة الأزمة الراهنة، مرت أربعة اشهر ونحن معلقون آمالنا- كالبيت الوقف- عليهم.. وكأن القضية برمتها مشكلة مجلس التعاون الخليجي وليست قضيتنا نحن اليمنيين، وكأن الأزمات التي نصنعها بأيدينا ليست حلولها بأيدينا.. أو بالأصح وكأننا شعب لا حول له ولا قوة ولا دولة فما بدى بدينا عليه.. على ذكر الدول مجاملة كبيرة لنا أن نكون ضمن دول العالم الثالث بينما نحن الآن من دول العالم الثالث تحت الصفر، وقد نصبح من اصحاب أهل الكهف لو استمرت الأزمة وانطفاءات الكهرباء. من يتلاعب بمصير اليمنيين بهذه الطريقة القاتلة.. ولماذا ندير لهؤلاء ظهورنا إشارة إلى أن الأمر لا يعنينا ولا يهدد أرواحنا ولقمة العيش البسيطة ومستقبل وطن ومواطني الجمهورية اليمنية.. صحيح اننا صامدون وسنظل كذلك وصحيح أن هناك متآمرين وسماسرة تخريب ينفذون لعبة خطيرة بأوراق مكشوفة.. وفي ظل امتناع البعض التخلي عن هذه المفارقة المزعجة المتمثلة في ظلم الإنسان اليمني لأخيه الإنسان اليمني بحجة أن الشعب يريد، وإن علينا على الأقل وفي أسوأ الأحوال أن نشفق بحال اللاجئين الصومال ونمنحهم فرصة قضاء شهر رمضان دون منغصات غلاء الأسعار، قطع الكهرباء وقطع الأرزاق.. فهذا لاجئ صومالي يقول: حقيقة كنا نحسد ما انتم عليه أما الآن فإننا حقيقة لقد صرنا نحسد سكان قطاع غزة على النعمة التي هم فيها. ولايزال أحدهم يصر على أن الأزمة التي تشهدها بلادنا اظهرت كفاءات ومواهب عدة كانت محبوسة ومكبوتة وغير معترف بها لكن غياب الأمن والاستقرار خلقت لهم البنية المناسبة للبروز وسطوع نجمهم.. ووحده الله يعلم متى سيتم اعفاؤنا من مواهبهم والاكتواء بنار أعمالهم الإبداعية.
أخيراً
الجميع استغل الأزمة السياسية أبشع استغلال، أحزاب، تجار، مشائخ، أكاديميون، وعاطلون عن العمل، وغيرهم الكثير.. ومع ذلك فإن أكثر الجهات التي يمكن ضبطها متلبسة بالتهمة هي المنتخب الوطني لكرة القدم، حيث ارجع اسباب الهزائم التي مني بها كروياً إلى الأزمة بحكم أنها انعكست سلبياً على أدائه ولولاها لهزمنا المنتخبات الأخرى شر هزيمة. منذ متى انتصر هذا الفريق حتى يتحدث عن اسباب عارضة؟ من المعيب أن يظل يتأثر سلبياً بأي شيء يحدث على مستوى العالم، حتى موجة تسونامي التي ضربت أندونيسيا وتايلاند قبل سنوات أثرت عليه وهزم منتخبنا أمام الفريق التايلاندي وذلك تعاطفاً مع أسر الضحايا. لا أحد ينتظر من المنتخب تقديم أي لعب جيد ويكفي أنه ظل محافظاً على مكانته ولن يسمح لأية دولة عربية وآسيوية أن تحتل المركز الأخير في أية منافسة. طالما والحال كذلك لا أنكر أني صرت أفضل مهارات تلك الأقدام التي تظهر على قناة (fashionTV) واشجعها بحماس منقطع النظير.. بدلاً من متابعة منتخبنا وتصفياته.