صلاح أحمد العجيلي ٭ -
لن يكون اليمنيون إلاّ في مستوى المسؤولية الوطنية ولن يتركوا أولئك الحمقى يعبثون بوطنهم أو يجعلونه سلعة يعرضونها للمزاد، إن الوطن أسمى من أن يتحول إلى سلعة يتاجر بها أصحاب النفوس المريضة والضمائر الميتة والأوهام الزائفة والكاذبة من أمثال «ناعق البوم» وصاحب الكتلة البرلمانية الذي مكث في دولة عربية شقيقة ولايزال ينبح من هناك بين الفينة والأخرى. من هذا المنطلق فقد برهن اليمنيون في كل زمان ومكان بحق أنهم الأوفياء لوطنهم وتاريخهم ومبادئهم وثورتهم السبتمبرية والأكتوبرية ونظامهم الجمهوري والديمقراطي ووحدتهم الشامخة رغم أنوف الأدعياء والمرجفين في الأرض.. اليمنيون وحدهم ولا أحد غيرهم معنيون بكبح جماح كل المخططات التي تسعى من خلالها القوى الانقلابية إلى إثارة الفوضى وإذكاء الفتن بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد والتصدي لكل محاولاتها الرامية إلى تحويل اليمن إلى افغانستان أخرى أو تحويل تعز إلى بنغازي أخرى أو حضرموت إلى صومال آخر، لأنه إذا ما انتشرت الفوضى وعمت الفتن، فلن يكون هناك مستفيد سوى تنظيم القاعدة وعناصره الإرهابية التي تتحين اللحظة للانقضاض على اليمن وإعلانه «إمارة إسلامية» على طريقتهم، أما أولئك الانقلابيون فليس لديهم ما يؤهلهم لكي يكونوا البديل لأنه لا رصيد لهم يمكنهم من الوصول إلى السلطة ولو كانت لهم مكانة لدى أبناء الشعب لاستطاعوا أن ينالوا على ثقتهم في صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية 2006م أو قبلها في الانتخابات النيابية 2003م. لهذا نكرر القول إن اليمنيين لن يفرطوا في وطنهم ولن يتركوه لمجموعة الحمقى والمراهقين يتقاذفونه يمنة ويسرة، ونعتقد أنه قد آن الأوان لأن تنطق الأغلبية «الصامتة» وهي الأكثر صدقاً وحكمة واتزاناً.. حان الوقت لأن تقول كلمتها.. ولا تؤجل لأن صمتها أربك المترددين الماكثين في «المنطقة الرمادية».. ورغم أنوف الأدعياء والمراهنين على السراب.. ستنطق هذه «الصامتة» وقريباً جداً نسمعها.
فاصلة رمضان بدون رصاص
تمنى الزميل العزيز أكرم أحمد باشكيل في مقالة له بأحد المواقع الالكترونية بحضرموت أن يهل رمضان ويمضي بدون «رصاص» والذي يقرأ ما جاء في تلك المقالة ولاحظ تلك الابتسامة الساخرة على محياه يدرك أن باشكيل ربما قصد شيئاً آخر.. غير الرصاص.. فنجده يقول «هلّ علينا رمضان هذا العام ونحن في سكرة الديزل ودوامة البترول الخالي من «الرصاص» في الوقت الذي فيه الرصاص هو لغة المتصارعين على الحكم ويقتل به الأبرياء في مساكنهم غير آبهين بحرمات هذه البيوت وساكنيها وبدماء الأبرياء، ودعا باشكيل أن نجعل هذا الشهر الفضيل محطة تأمل لما نحن فيه علّنا نعود إلى جادة الصواب.. وطالب في ختام مقالته برفض البترول الخالي من الرصاص خوفاً على الجيوب من لهيب سعره.. وقال: علينا أن نتداعى جميعاً لأن نجعل رمضان خالياً من الرصاص فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
٭ مدير تحرير صحيفة «المسيلة»