موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الاحتلال يعدم 200 نازح في مجمع الشفاء بغزة - إعلان هـام من وزارة التربية والتعليم في صنعاء - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة السفير أحمد الكبسي - شباب المؤتمر الشعبي العام: موقف بلادنا مع فلسطين جسد صدق الأخوة ووحدة المصير المشترك - 32552 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - الشريف يعزي الشيخ حسين عبدالعزيز بوفاة والدته - صنعاء.. الخدمة المدنية تصدر بياناً هاماً بشأن المرتبات - أطلقوا العنان للنشاط الخيري دون قيود - المناضل أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ.. رائد من رواد التنوير في اليمن - فتح مكة.. نقطة التحوُّل الكبرى لمسيرة الإسلام -
تحقيقات
الإثنين, 26-سبتمبر-2011
جمال مجاهد -
بعد مرور 49 عاماً على تفجّر ثورة 26 سبتمبر المجيدة عام 1962م مازال الدور المصري السياسي والعسكري والتنموي والتنويري لمساندة شعب اليمن مغروساً في أعماق اليمنيين يتذكرونه بكل عرفان وتقدير مهما مرت السنين أو تعاقبت الأجيال وعلى كل المستويات الشعبية والرسمية. ويتجسّد الوفاء اليمني لدعم مصر من خلال الإشادة في خطابات فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية السنوية بدور شهداء مصر وامتزاج دمهم بالدم اليمني للدفاع عن الثورة التي واجهت أعتى حكم إمامي رجعي في تاريخ اليمن كان يحكم قبضته على البلاد لقرون ماضية بل كان يعيش هو نفسه في أدغال القرون الوسطى، كما يتجسّد الوفاء اليمني من خلال زيارات كبار المسئولين في الحكومة بشكل دوري وفي كل المناسبات الوطنية لمقابر الشهداء المصريين بصنعاء أو النصب التذكاري لشهداء مصر والموجود في صنعاء.

ويؤكّد الدبلوماسي الأمين العام لجمعية الإخاء اليمني- المصري السفير محيي الدين الضبّي أن الجانب السياسي إلى يومنا هذا في إطار العلاقات اليمنية المصرية لا يزال يجسد حتمية الجغرافيا والتاريخ فإذا كانت علاقات التنسيق وعلاقات التواصل في إطار المصالح المشتركة في السياسة المصرية- اليمنية والتي دعت الرئيس جمال عبدالناصر أن يهب لنجدة الثورة اليمنية فإنه لم يكن هناك غياب للأبعاد السياسية لضرورة مثل ذلك الدعم في تلك الفترة التاريخية التي كانت تمر بها المنطقة، ولهذا نجد دائماً في اليمن أن بيننا وبين الأخوة في مصر في هذا الجانب قدراً كبيراً من التقارب والتماثل ونجد أنفسنا دائماً قريبين في التنسيق دائماً قبل مؤتمرات القمة أو عندما تكون هناك أحداث ساخنة، مشيراً إلى العلاقة الخاصة جداً التي تم نسجها بين الزعيمين الرئيس علي عبدالله صالح والرؤساء المصريين بخلفيتهم العسكرية والسياسية ما يساعد إلى حد كبير في أن يكون لهما الدور الرئيسي في احداث مثل هذا التنسيق. ويستشهد الضبّي كدليل على عمق التنسيق السياسي بين الجانبين في اليمن ومصر الجهود التي بذلت من أجل رأب الصدع بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. ودعا الضبّي إلى أن تستضيف اليمن بعضاً من أبناء الشهداء المصريين ليزوروا اليمن ويتعرّفوا على ما تم فيها والفضل في ذلك يعود إلى دماء آبائهم ودماء الشهداء التي بذلت في اليمن من أجل التقدم لهذا الشعب وربما يكون في ذلك شيء من التخفيف من أعبائهم.
تلاحم
ويؤكّد المفكّر والشاعر المعروف محمد عبدالسلام منصور أن العلاقة بين الثورتين اليمنية والمصرية كانت ضرورة لا اختياراً فالذي ينظر إلى الجغرافيا سيجد أن جنوب البحر الأحمر يربط اليمن منذ التاريخ وفي شمال البحر الأحمر تقع أرض الكنانة مصر ويستطيع البلدان أن يجعلا من البحر الأحمر حوضاً عربياً يتحكم فيه كما يشاء ونحن نعرف حملة محمد علي إلى اليمن وصلاح الدين ولكن أهمها هو الثورة اليمنية والتلاحم بينها وبين الثورة المصرية.
ويضيف منصور: «المنطلقات الاجتماعية للثورتين كانت واحدة فقد كانت الثورة المصرية استجابة للحس القومي العربي الذي بدأت فيه الثورة عملها الدؤوب منذ نهاية الحكم العثماني في الوطن العربي والتي حصلت لها خطوة اجتماعية وسياسية وعسكرية في نكسة 48 مما جعل الضابط الرئيس العظيم جمال عبدالناصر ينبض بضمير الأمة ويدرك أنه لا خلاص من هذا الاستعمار والصهيونية إلا بتلاحم الوطن العربي وبعث القومية العربية، وجاءت الثورة اليمنية وانطلقت من مصر الكلمة المهمة الأولى وهي الاعتراف بالثورة اليمنية وأن الثورة المصرية ستقف بجانب الثورة اليمنية وتعادي من يعاديها وتصادق من يصادقها.
دعم عسكري
وعن موضوع الدعم العسكري والتعاون بين القوات المصرية واليمنية يشير العميد الركن محمد الحنبصي والذي كان يشغل نائباً لرئيس الأركان حينها إلى أنه عندما علمت مصر بأن قوات مضادة تقوم بتجميع أسرة حميد الدين لإعادتهم للسلطة والحكم بدأت إذاعة القاهرة في 27 سبتمبر 1962 تعلن بأن ما يجرى في اليمن هو شأن داخلي ومصر لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤون اليمن من قبل أي طرف كان وأن على الشعوب أن تقرر مصيرها بمشيئتها الوطنية الداخلية.
وفي 29 سبتمبر 1962 اعترفت مصر بالنظام الجديد للجمهورية العربية اليمنية «سابقاً»، وبدأ حينها وصول طلائع القوات المصرية إلى اليمن جواً وفي أكتوبر وصلت باخرة محملة بوحدات عسكرية مصرية بعد أن تم إمداد مجاميع قليلة بالسلاح والعتاد العسكري وزيادة الحشود العسكرية على الحدود لاجهاض الثورة فتم في 8 نوفمبر 1962 التوقيع بين الجمهورية العربية المتحدة والجمهورية العربية اليمنية على اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين..ولهذا أصبح الوجود المصري في اليمن شرعياً وبلغ عدد القوات المسلحة المصرية فيها مع نهاية شهر نوفمبر 1962 من 8-10 آلاف مقاتل من أفضل الوحدات الخاصة القتالية الصاعقة، المظلات بأسلحتهم وأصبح وجودهم ضرورة حتمية بل مصيرية لازدياد الحشود المعادية للثورة وإرسال أمراء بيت حميد الدين مع المجاميع القليلة المسلحة إلى أراضي الجمهورية الفتية.
رسل التنوير
ويتحدّث نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد مطهّر عن طبيعة العلاقات الثقافية والتعليمية بين اليمن ومصر بالقول « كان الأساتذة المصريون الذين عملوا في اليمن في الخمسينيات هم الرسل الذين قادوا إلى توثيق هذه العلاقة بين اليمن ومصر واستمراريتها وكان لهم دور كبير في قضية التهيئة لثورة 26 سبتمبر والشيء الآخر البعثات اليمنية التي ذهبت إلى مصر، وكان الدور المهم في الجوانب التعليمية لمصر الكنانة قد جاء بعد اندلاع ثورة 26 سبتمبر المباركة حيث وصلت بعثة تربوية مصرية لدراسة الوضع التعليمي في اليمن، والعمل على تصنيف مستوى المدارس الموجودة حينذاك، وكانت محدودة ومقصورة بشكل رئيس على المدن الكبيرة، بينما كانت الكتاتيب هي السمة الغالبة للمدارس في المناطق الريفية».
كما عملت في الوقت نفسه على إعادة تطوير وزارة التربية والتعليم، والتي عين في مختلف إداراتها العامة خبراء متخصصون من مصر في مجالات المناهج، والإشراف التربوي، والإدارة المدرسية وعمل هؤلاء على تدريب الكادر الوطني وتطوير آليات العمل على المستوى المركزي وعلى مستوى المحافظات.
ويشير مطهّر إلى أنه كان من اهم الإسهامات في السنين الأولى للثورة المباركة إنشاء ثلاث مدارس ثانوية متطورة في صنعاء، وتعز، والحديدة وقد وفرت لهذه المدارس الأثاث المدرسي، والمعامل والمختبرات وصفوة من المدرسين المصريين، وإدارة مصرية فعّالة واستوعبت هذه المدارس العديد من طلبة المرحلة الإعدادية وطلبة المرحلة الثانوية واستخدمت فيها المناهج المصرية في كل المجالات من التربية الدينية، واللغة العربية، والانجليزية، إلى الرياضيات، والفيزياء، والأحياء . وعموماً يمكن القول إن لمصر الدور الفاعل والمهم في تحديث وتطوير التعليم في اليمن، وكان النمط التعليمي المصري هو الذي شكل ملامح النظام التعليمي في اليمن ولعقود عدة تالية.
ويوضّح نائب وزير التعليم العالي أن زخم العلاقات اليمنية- المصرية قد تواصل من خلال استمرار العلاقات الثقافية بين البلدين في مجالات التبادل الثقافي فلدينا اليوم 422 طالباً يدرسون في المرحلة الجامعية على حساب الحكومة اليمنية، وحوالي 539 طالباً في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، وحوالى 700 طالب وطالبة يدرسون على حسابهم في الجامعات المصرية أي ما يقرب 1700 طالب وطالبة، كما أن البروتوكول في مجال التعليم العالي بين البلدين يوفر 50 مقعداً للدراسة الجامعية مجاناً للطلبة اليمنيين في مصر، و30 للدراسة العليا وتقدم اليمن أيضا 20 منحة جامعية في اليمن سنوياً، وحوالى 15-20 في مجال الدراسات العليا للطلبة الوافدين من مصر، ويمثل ذلك صورة من صور التبادل الثقافي.
خصوصية
وترى الدكتورة خديجة الهيصمي- أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء- أن هناك قضايا تهم البلدين أيضاً والمنظومة العربية ككل إلا أن خصوصية العلاقة بين اليمن ومصر لا شك أنها تلقي بمردوداتها على هذه العلاقة لتترجم إلى مزيد من التعاون وتبادل الخبرات في كافة القضايا المرتبطة بأمن الدولتين، وفي الواقع فإن القضايا الأمنية جاءت والتعاون المشترك بين البلدين جاء ترجمة وتجسيداً لإدراك وقناعة القيادتين في اليمن ومصر مدى أهمية التعاون المشترك في المجال الأمني. وتضيف الهيصمي أن هذا التعاون ترجم في عدة اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم ربما نذكر في بداية اتفاقية التعاون المشترك التي وقّعت عام 1962 وتدفقت عليه القوات المصرية لتساند القوات اليمنية، هناك أيضاً على سبيل المثال من أبرز الملامح التي تمت في المجال الأمني والاقتصادي والتعاون هي إنشاء اللجنة العليا اليمنية عام 1988 وتوقيع بروتوكولات ومذكرات تفاهم خاصة في مجال مكافحة الجرائم وفي مقدمتها جرائم الإرهاب على أساس التعاون والتكامل لمواجهة هذه الظاهرة بصورها المختلفة، وهناك أيضاً بروتوكول واتفاقية تعاون في مجال مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة وغسيل الأموال.
مصر سبّاقة
ويؤكّد الدكتور أحمد باسردة- أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء- أن القاهرة هي قبلتنا الثقافية والإعلامية والصحفية، فلا يخلو في الواقع بيت من بيوت اليمن إلا وفيه خريج من الجامعات المصرية أو المعاهد، فمصر لها السبق وتعلمنا على أيدي مصريين ولذلك نكن لهم كل تقدير ومحبة واحترام، وعندما نتحدث عن العلاقات اليمنية- المصرية لا نستطيع أن نوفيها حقها إطلاقاً فالنجدة القومية التي بعثها عبد الناصر لتثبيت الثورة اليمنية قد استندت إلى مجموعة مقومات حقيقية قومية وتاريخية واستراتيجية، ولولا هذا الدعم الذي حظيت به ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر التي طردت المستعمر البريطاني من جنوب اليمن لكنا عشنا في وضع آخر ولما وصلنا إلى هذا المستوى الذي يفرش خارطة اليمن تعليماً وثقافة واقتصاداً وتطوراً.
ويقول باسردة إن الجهود التي بذلت من جانب الأخوة المصريين والتي غزت كل مفردات حياتنا استطاعت أن توجد لنا مكاناً تحت الشمس من خلال هذا الجهد العظيم الذي ترجم باتزان موفق من جانب القيادتين السياسيتين في اليمن ومصر..
وإذا كنا نشيد بشكل عاطفي بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وان كنا راضين بعض الشيء عليها فإننا نتطلع إلى المزيد من تعميق هذه العلاقات وتطويرها.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجديد - القديم في المؤامرة ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

إلى هنا وكفى
أحمد الزبيري

إياك تقول أنا عربي
علي أحمد مثنى

المناخ مسؤولية الجميع
د. محمد العبادي

اليمن كلها أوقاف !!
عبدالرحمن حسين العابد

البعد المسكوت عنه في (العالمية) كمُنتَج غربي
محمد علي اللوزي

تَـقِـيَّـة
عبدالرحمن بجاش

تَصَاعُد وعي العالم بمأساة غزة
السيد شبل

التبعية الإيجابية والتبعية السلبية في تاريخ الحضارة اليمنية
إبراهيم ناصر الجرفي

من عملية التاسع من رمضان إلى ما بعد الرياض.. وَعْدٌ يتجسَّد
أصيل نايف حيدان

السنوار القائد والعقل المدبّر لهجمات 7 أكتوبر
سعيد مسعود عوض الجريري*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)