توفيق الشرعبي -
تثير المؤتمرات الصحفية التي يعقدها الأستاذ عبده الجندي ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية، وبين المؤتمر والمؤتمر يظل الرأي العام يلوك ويردد عبارات ناضجة أو تلميحات سياسية ساخرة أو أمثال موحية قالها الجندي..
بالطبع كل من على »رأسه بطحة« يتحسسها قبل أي مؤتمر سيعقده الجندي أو بعده.. وخصوصاً المسؤولون ومستغلوا المرحلة..
لو كان الجندي وضع في موضعه هذا منذُ زمن وكشف ما يكشفه اليوم من وثائق وحقائق لما وصلت البلاد إلى هذا الوضع الذي لا نحسد عليه.. ولكان الشباب حينها سيقيمون الدنيا وقد يطالبون بـ»إسقاط« المسئولين الفاسدين الذين يقودونهم اليوم وهم بهم جاهلون لولا الفضائح التي يكشفها الجندي عنهم في مؤتمراته، ولكن بعد ماذا.. وقد وقع الفاس في الراس وغدت الإرادات في مأزق يقودها العناد نحو التصادم..
الشعب يعي تماماً ما يقوله الجندي، بل ينتظر مؤتمراته بفارغ الصبر لولا عناد »الكهرباء« لإحساسه بأن الجندي في موقع لسان حال الجماهير البسيطة المغلوبة على أمرها في الأزمة..
ولهذا يفترض على منتقدي الجندي أن يزنوا كلام الرجل ولا يقفوا عند أسلوبه الساخر أو لهجته »التعزية« فقط.. وأؤكد أن كثيراً منهم سيراجعون أنفسهم وسيجدون أن الجندي يضع النقاط على الحروف.. وأن البلاد بأمس الحاجة إلى مثل هذه الأصوات في الوقت الراهن علّ وعسى أن يحركوا الضمائر ويقاربوا بين الإرادات، فاليمن تمر بمرحلة غاية في الحساسية والخطورة.. والرهان على أصوات الرصاص سيقود الجميع إلى مستنقع الدم، فدعونا نراهن على الأصوات الحكيمة كصوت الجندي وأمثاله ولا أشك معها بالخسران.
وعلى القادة الفاعلين وبالأصح أقطاب الأزمة أن يدركوا كذلك أن الجندي يلسع كالنحل ولا يلدغ كالثعبان فليأخذوا الحكمة منه.. وشتان بين العسل والسم وإن كان لونهما »أحمر«!!